يبدو أن رهان الثعلب البرتغالي جورجي جيسوس، المدير الفني للنصر، على انتشال المهاجم عبدالله الحمدان من دكة بدلاء الهلال وجلبه إلى الأول بارك، هو رهان محفوف بالمخاطر قد يكتب الفصل الأخير في مسيرة اللاعب الشاب.
بينما يظن الحمدان أن قبلة الحياة التي منحها له مدرب النصر ستكون طوق النجاة لاستعادة بريقه المفقود، فإن الواقع داخل القلعة الصفراء يقول عكس ذلك تماماً.
الانتقال من الزعيم إلى العالمي في ظل هذه الكوكبة من النجوم ليس نزهة، بل هو دخول بقدميه إلى حقل ألغام يضم 5 كوابيس مرعبة تجعل مهمة اللعب أساسياً مهمة مستحيلة.
1- الرقم المحرم.. سطوة كريستيانو رونالدو
الكابوس الأول الذي سيصطدم به الحمدان فور دخوله غرفة ملابس النصر هو الهرم كريستيانو رونالدو. جيسوس نفسه، ورغم شخصيته القوية، لا يملك رفاهية إجلاس الدون على الدكة إلا بالاتفاق المسبق.
رونالدو ليس مجرد قائد، هو المرجع الأول والأخير في خط الهجوم. طموح الحمدان في اللعب كرأس حربة صريح سيتحطم عند أقدام الهداف الكبير، لأن هذا المركز ملك خاص لكريستيانو، وأي محاولة لمنازعته فيه هي معركة خاسرة قبل أن تبدأ.
2- زحام العمالقة.. ماني وفيليكس وكومان
حتى لو فكر جيسوس في توظيف الحمدان في مركز آخر، سيجد اللاعب نفسه محاصراً بغابة من الوحوش.
الأطراف والمراكز الهجومية المساندة محتلة بأسماء عالمية لا ترحم: ساديو ماني بسرعته الانفجارية، جواو فيليكس بمهاراته الاستثنائية، وكينغسلي كومان بخبرته الأوروبية العريضة. الفوارق الفنية والبدنية بين الحمدان وهؤلاء النجوم شاسعة، مما يجعله الخيار الرابع أو الخامس في ترتيب المهاجمين، ليعود إلى الدكة التي هرب منها في الهلال، ولكن بقميص مختلف.
3- جحيم المدرج.. جمهور لا يعرف الصبر
جماهير النصر، أو مدرج الشمس، تختلف عن أي جمهور آخر. الضغط هناك هائل، والتعاقد مع لاعب قادم من الغريم التقليدي الهلال يضعه تحت المجهر بضعفين.
الحمدان سيحتاج وقتاً للتأقلم مع أسلوب جيسوس المعقد، لكن الجمهور لن يمنحه هذا الوقت. إهدار فرصة سهلة أو الظهور بمستوى باهت قد يفتح عليه أبواب الجحيم، والانتقادات اللاذعة قد تكسره نفسياً وتنهيه مبكراً، خاصة أنه يعاني أصلاً من اهتزاز الثقة.
4- الخطر الوطني.. ضياع حلم المونديال
الكابوس الرابع يتعلق بمستقبله مع المنتخب السعودي. الحمدان يغامر بالرحيل عن الهلال بحثاً عن الدقائق لضمان مكانه في تشكيلة الأخضر قبل استحقاقات كأس العالم.
لكن الانتقال للنصر والجلوس احتياطياً لرونالدو وماني يعني استمرار الغياب التنافسي.
مدرب المنتخب لن ينتظر لاعباً لا يلمس العشب، وبالتالي قد يكون هذا الانتقال هو رصاصة الرحمة على مسيرته الدولية.
5- تكتيك جيسوس.. المهاجم الضحية
أخيراً، أسلوب جيسوس نفسه قد لا يخدم الحمدان. المدرب البرتغالي يطلب من المهاجمين أدواراً مركبة (ضغط عالي مستمر، تحركات تكتيكية لفتح المساحات للقادمين من الخلف).
في وجود رونالدو الذي يُعفى غالباً من الأدوار الدفاعية المجهدة، سيطلب جيسوس من المهاجم الآخر (الحمدان) أن يقوم بدور المضحي الذي يركض نيابة عن الجميع. هذا الدور سيستنزفه بدنياً وقد يظهره بشكل سيئ فنياً، ليتحول من هداف إلى مجرد عداء في منظومة البرتغالي الصارمة.
الخلاصة، هل يملك الحمدان الشجاعة للقفز في هذا الجحيم؟ أم أن إغراء جيسوس مجرد فخ سيقوده إلى دكة بدلاء جديدة؟
