هل نحن أمام سيناريو الرقصة الأخيرة الحقيقية؟ لو طُرحت فكرة مشاركة كريستيانو رونالدو في كأس العالم 2030 قبل أسبوع واحد، لكانت أقرب للنكتة.
لكن اليوم، ومع وصول أشبال البرتغال لنهائي كأس العالم تحت 17 سنة، تغيرت الحسابات تماماً. ما يبدو خيالاً علمياً للبعض، يتحول ببطء إلى خطة شيطانية محكمة تقود الدون للوقوف في دائرة المنتصف عام 2030 وهو في الـ 45 من عمره.
المشهد الآن يختلف جذرياً، وهناك 5 معطيات واقعية تجعل هذه المعجزة الجديدة قريبة من التحقق أكثر من أي وقت مضى:
تأهل ناشئو البرتغال لنهائي مونديال الناشئين هو الهدية التي كان ينتظرها رونالدو. هؤلاء الفتية الذين تتراوح أعمارهم الآن بين 16 و17 عاماً، سيكونون في قمة نضجهم الكروي والبدني (23 عاماً) بحلول 2030.
رونالدو في المونديال المئوي لن يحتاج للركض 90 دقيقة؛ هو يحتاج لفريق يحمل الفأس ويحرث الملعب بدلاً منه، بينما يتفرغ هو لمهمة واحدة: الحصاد أو التسجيل، هذا الجيل الشاب يتميز بديناميكية مرعبة قادرة على تغطية أي نقص بدني لقائدهم العجوز، تماماً كما فعل دي بول ورفاقه مع ميسي في 2022.
الأوراق الرسمية تقول إن رونالدو سيكون في الخامسة والأربعين، لكن العلم يقول شيئاً آخر. الفحوصات الدورية تؤكد أن العمر البيولوجي لرونالدو أصغر بـ 12 سنة من عمره الزمني. نحن نتحدث عن آلة بشرية حولت جسدها لمختبر، بمعدلات استشفاء وكتلة عضلية تنافس لاعبين في العشرينات. في 2030، قد يكون رونالدو قد كبر أكثر، لكنه بيولوجياً قادر على لعب دور رأس الحربة بكفاءة مخيفة.
دعونا نتحدث فنياً: هل أنجبت البرتغال خليفة لرونالدو في مركز رأس الحربة الصريح؟ الإجابة الصادمة هي: لا.
الكرة البرتغالية تضخ مواهب لا حصر لها في الأجنحة ووسط الملعب، لكن مركز رقم 9 يظل شاغراً ومحجوزاً حصرياً باسم رونالدو في السنوات الماضية.
طالما لم يظهر المهاجم الفتاك الذي يسجل من أنصاف الفرص، سيظل رونالدو هو الخيار الاضطراري والحل الأول للمنتخب، حتى لو لعب بنصف طاقته. الفراغ التكتيكي يخدم بقاءه.
أن تقام البطولة في 2030 على أرض البرتغال (بالشراكة مع إسبانيا والمغرب) هو الوقود النفسي الأخطر. لا يوجد سيناريو في تاريخ كرة القدم يضاهي أن يرفع الأسطورة الكأس في لشبونة وينهي مسيرته وسط شعبه. هذا الحافز سيشكل ضغطاً إيجابياً هائلاً على الاتحاد البرتغالي، ورغبة جامحة لدى الفيفا والرعاة لرؤية أيقونة البطولة يلعب على أرضه. الأرض هنا ستلعب مع صاحبها.
عدم تحقيق لقب كأس العالم حتى الآن ليس مجرد فشل، بل هو المحرك النووي لرونالدو. لو كان فاز بها سابقاً، لربما اكتفى واعتزل وهو أمر وارد في 2026.
لكن بقاء هذه الخانة فارغة يجعله جائعاً بشكل مرضي. هذا الجوع هو ما سيدفعه لتجاهل آلام الجسد وانتقادات الصحافة، فقط من أجل فرصة أخيرة لإغلاق اللعبة تماماً.