مكتب نتنياهو: إسرائيل هي التي بادرت بالهجوم ونفذته وتتحمل المسؤولية الكاملة عنه
في خطوة حاسمة أنهت شهورا من التكهنات والترقب، أعلن نادي الهلال السعودي رسميا عن تجديد عقد نجمه وقائده سالم الدوسري.
هذا التجديد لم يكن مجرد خبر رياضي عابر، بل بمثابة إعلان قوة من "الزعيم"، وتأكيد على استراتيجيته في الحفاظ على ركائزه الأساسية، ليقطع الطريق على العديد من الطامحين ويجني ثمارا متعددة بصفقة واحدة.
جاء تجديد عقد الدوسري ليمثل ضربة قوية لأربعة أندية على الأقل كانت تترقب موقفه، أو ارتبط اسمها بالاهتمام بخدماته خلال الفترة الماضية.
يأتي في مقدمتها النادي الأهلي، المنافس التقليدي، الذي كان يأمل في تعزيز صفوفه بنجم بحجم الدوسري. بالإضافة إلى ذلك، كانت هناك أندية صاعدة ذات طموحات كبيرة مثل العلا ونيوم والدرعية، والتي تسعى لبناء فرق قوية قادرة على المنافسة، وكان ضم لاعب بقيمة وخبرة الدوسري سيمثل إضافة نوعية هائلة لها.
قرار سالم بالبقاء مع الهلال أغلق الباب أمام هذه الطموحات، وأكد أن "الزعيم" لا يزال الوجهة الأولى لنجومه، وأن محاولات استقطاب أيقونته لم تنجح.
لم يكن الهدف من تجديد عقد الدوسري مجرد إبقائه ضمن صفوف الفريق، بل حقق الهلال من خلال هذه الخطوة ما يشبه صيد ستة عصافير بحجر واحد، لكل منها أهميته الاستراتيجية.
أول هذه المزايا هو تأكيد قدرة الإدارة الهلالية على الحفاظ على نجومها الكبار، وإرسال رسالة واضحة بأن النادي يمتلك القوة والإمكانيات لإقناع لاعبيه بالبقاء مهما كانت الإغراءات. هذا يعزز من صورة النادي كبيئة جاذبة ومستقرة لأفضل المواهب.
ثانيا، يمثل التمديد لمدة سنتين ميزة في حد ذاته، فهو يمنح النادي واللاعب استقرارا، ويبعد شبح الدخول في مفاوضات معقدة أو صداع جديد كان من الممكن أن يبدأ مجددا خلال عام أو أقل. هذا الاستقرار يسمح بالتركيز على المستقبل بثقة ودون قلق بشأن أحد أهم أعمدة الفريق.
ثالثا، بإنهاء ملف الدوسري بنجاح، سيتحول الاهتمام والتركيز الإداري والجماهيري نحو ملفات أخرى لا تقل أهمية.
سواء كان ذلك تدعيم صفوف الفريق بصفقات جديدة استعدادًا للموسم المقبل أو حسم تجديد عقود نجوم آخرين يحتاج الفريق لخدماتهم، فإن الباب أصبح مفتوحا الآن لمعالجة هذه الأمور بهدوء أكبر.
رابعا، وهو أمر لا يقل أهمية، قطع الهلال الطريق تماما على أي محاولات للتصيد في الماء العكر. ففي فترات عدم اليقين حول مستقبل لاعب بحجم الدوسري، قد تنشط بعض الأطراف، سواء من مسؤولي الأندية المنافسة أو الإعلام المحسوب عليها، لإطلاق تصريحات قد تزعزع استقرار الفريق أو تثير الجدل. بهذا التجديد، لا مجال لمثل هذه المناوشات، ويتم الحفاظ على الأجواء الإيجابية داخل النادي.
خامسًا، ضمن الهلال الحفاظ على قائده وأحد أبرز رموزه، وتجنب خسارته لصالح خصم مباشر في الدوري فانتقال لاعب بقيمة الدوسري إلى منافس مباشر كان سيشكل ضربة مزدوجة: إضعاف الفريق وتقوية المنافس في آن واحد. بقاؤه يعني الحفاظ على هذه القوة داخل البيت الهلالي.
سادسا وأخيرا، حافظ "الزعيم" على خبرة دولية كبيرة ولاعب يمتلك سجلا حافلا بالإنجازات مع النادي والمنتخب السعودي. هذه الخبرة لا تقدر بثمن، خاصة في المباريات الكبرى والمنافسات القارية التي تتطلب لاعبين بقدرات قيادية وفنية عالية مثل سالم الدوسري.
بهذا التجديد، لم يضمن الهلال بقاء نجمه الأول فحسب، بل وجّه رسالة قوية لمنافسيه، وعزز من استقراره الداخلي، وحصّن فريقه من أي محاولات لزعزعته. صفقة سالم الدوسري الجديدة هي أكثر من مجرد تجديد عقد؛ إنها خطوة استراتيجية تؤكد حنكة الإدارة الهلالية وقدرتها على إدارة ملفات نجومها بكفاءة عالية، وتضع الفريق في موقع قوة لمواصلة رحلة البحث عن الألقاب.