هزّت تصريحات الحكم الدولي التونسي السابق مراد الدعمي، الذي يتولى حاليا منصب رئيس لجنة الحكام في اتحاد كرة القدم، الأوساط الرياضية في البلاد وأعادت إلى سطح الأحداث ظاهرة الرشوة التي تلاحق معظم حكام كرة القدم في الدوري التونسي للمحترفين.
وبعد مشوار لافت في ملاعب كرة القدم التونسية والإفريقية والعالمية، أدار خلاله المباراة النهائية لكأس أمم إفريقيا في مناسبتين: 2000 و2006 وشارك في كأس العالم 2002 و2006، عُيِن الدعمي في أكتوبر الماضي رئيسا للجنة الحكام من قبل هيئة التسوية المؤقتة بعد استقالة مفاجئة لناجي الجويني.
وواجه مراد الدعمي الكثير من الاتهامات من قبل أندية الدوري التونسي للمحترفين على غرار النادي الإفريقي والملعب التونسي والنجم الساحلي واتحاد بن قردان وغيرها، كما تلقى وابلا من الانتقادات من قبل بعض أعضاء لجنة الحكام على غرار العروسي المنصري الذي أعلن انسحابه من اللجنة قبل أسبوعين.
وبرر المنصري قراره بأن رئيس اللجنة الدعمي يمارس سياسة التسيير الفردي لتعيينات الحكام في مباريات الدوري كما أنه يتعامل مع بعض الأندية لتعيين حكام "على المقاس" وفق قوله.
وخلال برنامج "أفتر فوت" (after foot) الذي يذاع على قناة "تلفزة تي في"، وجه المنصري اتهامات خطيرة لمراد الدعمي قائلا: "لقد غيرت العديد من الحكام في آخر لحظة استجابة لبعض المسؤولين وذلك لترضيتهم والتقرب منهم مثلما كنت تسعى للتقرب من وليّ نعمتك الرئيس السابق للترجي التونسي سليم شيبوب عندما كنت حكما بالدوري".
وردّ الدعمي بالقول: "لماذا تذكر سليم شيبوب هو والذي منحك العديد من الترقيات في عملك باستعمال نفوذه كما اقتنى لك أرضا من أمواله لتشيد عليها منزلك مقابل دورك المشبوه في المباريات".
وزلزل الدعمي الأوساط الكروية في تونس عقب ذلك التصريح، فيما طالب مشجعو أندية عديدة بفتح ملف رشاوى الحكام في الدوري التونسي خلال العقود الثلاثة الأخيرة.
وضجت منصات التواصل بالتفاعلات حول الاتهامات الخطيرة التي تبادلها الحكمان السابقان مراد الدعمي والعروسي المنصري، مطالبين بفتح الملف برمته عسى أن يتم الكشف عن "الصندوق الأسود" لظاهرة الرشاوى والتلاعب بالنتائج في مباريات الدوري.
وواجه سليم شيبوب، الرئيس السابق للترجي التونسي (بين 1989 و2004) اتهامات خطيرة بتسيير الحكام وفق مصالحه ومصالح ناديه بحكم نفوذه وعلاقته بصهره الرئيس التونسي السابق زين العابدين بن علي.
وفي المقابل، نفى مشجعون للترجي كل الاتهامات الموجهة ضد ناديهم ورئيسهم السابق مؤكدين أن كل تتويجاتهم كانت باستحقاق وتواصلت حتى بعد رحيل شيبوب عن الفريق الأحمر والأصفر.
ويقضي شيبوب (66 عاما) حاليا عقوبة سجنية بعد اتهامه في عدة قضايا فساد وتبييض أموال عندما كان مقربا من الرئيس السابق.
وشهدت مباريات الدوري التونسي خلال الموسم الحالي الكثير من حالات الجدل بخصوص أخطاء التحكيم وتأثيرها على جل المباريات، كما تمت معاقبة عدة حكام بسبب أخطائهم الفادحة.
وفي أكتوبر الماضي، أعلن حكام الدوري إيقاف نشاطهم لمدة أسبوع احتجاجات على ما وصفوه بالعنف الموجه ضدهم بجانب عدم الحصول على مستحقاتهم المالية طيلة عامين كاملين.
وبعد أسبوع استأنف الحكام نشاطهم بعد اجتماع مع وزير الرياضة ورئيس اتحاد كرة القدم لكن الاتهامات تواصلت ضدهم فيما طالب بعض النوادي بتعيين حكام أجانب للمباريات.
ووافقت لجنة الحكام حتى الآن على تعيين حكمين أجنبيين فقط بعد مرور 14 جولة، حيث كانت البداية بالحكم البرتغالي لويس غودينيو الذي أدار ديربي العاصمة بين الترجي والإفريقي، قبل تعيين الحكم كلاوديو بيريرا في مباراة النجم والإفريقي الأحد الماضي.
