حسم برشلونة رسميًا لقب الدوري الإسباني للمرة الـ28 في تاريخه، بعد فوزه الثمين على غريمه المحلي إسبانيول بهدفين دون رد، في الجولة السادسة والثلاثين من الليغا.
وجاء الفوز في ملعب كورنيّا إل برات ليحمل طابعًا خاصًا، ليس فقط لأنه منح الفريق الكتالوني الدرع قبل جولتين من نهاية الموسم، بل لأنه جاء على أرض جاره اللدود، ما أشعل الأجواء بشكل غير مسبوق.
سجّل لامين يامال هدف الافتتاح بطريقة رائعة في الدقيقة الـ53، قبل أن يضيف فيرمين لوبيز الهدف الثاني في الوقت المحتسب بدلًا من الضائع.
هذا الفوز رفع رصيد برشلونة إلى 85 نقطة، بفارق 7 نقاط عن ملاحقه ريال مدريد، ليُحسم اللقب رسميًا.
لحظة التتويج لم تمر بسلام
فور إطلاق صفارة النهاية، بدأ لاعبو برشلونة الاستعداد للاحتفال باللقب على أرضية الملعب، غير أن إدارة نادي إسبانيول شغّلت رشاشات المياه فجأة، في محاولة واضحة لإفساد مشهد الاحتفال، ودفع لاعبي برشلونة إلى مغادرة الملعب.
وتعامل هانزي فليك، مدرب برشلونة، مع الموقف بهدوء وطلب من لاعبيه التوجه مباشرة إلى غرف تبديل الملابس دون إثارة توتر إضافي، حيث احتفلوا هناك برفقة خوان لابورتا الذي شوهد يرقص بجنون.
بهذا التتويج، يكون برشلونة قد أتم الثلاثية المحلية على حساب ريال مدريد، بعد أن سبقه الفوز بكأس السوبر الإسباني وكأس ملك إسبانيا، ليقلص الفارق في عدد بطولات الليغا مع الميرينغي إلى 8 بطولات فقط.
سيناريو مشابه
هذه ليست المرة الأولى التي يحاول فيها إسبانيول منع فرحة برشلونة على أرضه.
ففي موسم 2022-2023، حقق برشلونة لقب الدوري أيضًا أمام إسبانيول، ولكن حينها خسر الأخير المباراة 4-2، وسقط رسميًا إلى دوري الدرجة الثانية.
المشهد نفسه تكرر تقريبًا، ولكن زاد عليه فقط نزول الجماهير إلى أرض الملعب وهروب لاعبي برشلونة سريعًا إلى غرف خلع الملابس.
عداء تاريخي
العداء بين برشلونة وإسبانيول لا يرتكز فقط على التنافس الرياضي، بل يتعمق في الجذور السياسية والثقافية.
فيمثل برشلونة الهوية الكتالونية والانفصال عن الحكم الإسباني، فيما يرتبط إسبانيول تاريخيًا بالولاء للحكومة المركزية في مدريد، ما جعله في أعين جماهير البرسا "رمزًا للخيانة".
هذا التوتر ظهر مرارًا داخل وخارج الملعب، من الهتافات العدائية، إلى منع الاحتفالات، وحتى تجاهل اللاعبين الانتقال بين الناديين. في النهاية، هي حرب "هوية" أكثر من كونها مجرد مباراة في كرة القدم.