كييف: روسيا أطلقت 526 مسيرة وصاروخا على أوكرانيا ليل الثلاثاء
في مشهد قد يبدو متناقضاً للوهلة الأولى، انفجرت فرحة عارمة على وجه كريستيانو رونالدو بعد فوز فريقه النصر الكاسح على التعاون بخماسية نظيفة، رغم أن الأسطورة البرتغالي قدم واحدة من أضعف مبارياته فردياً وجماعياً منذ فترة طويلة، مكتفياً بهدف وحيد من ركلة جزاء.
هذه السعادة المفرطة، التي قد يراها البعض مبالغاً فيها، قد تكون في الحقيقة المؤشر على تحول عميق وجذري في شخصية اللاعب الذي طالما ارتبط اسمه بالأرقام الفردية والرغبة النهمة في تحطيمها.
لم يكن التعاون خصماً عنيداً، ولم يقدم رونالدو الأداء المنتظر منه كنجم أول للفريق. كان بعيداً عن مستواه، تائهاً في بعض فترات المباراة، ومفتقداً للدقة في اللمسة الأخيرة.
لكن ما كان لافتاً بحق، هو ردة فعله ليس فقط عند صافرة النهاية، بل تفاعله مع زملائه، وبالأخص مع النجم الجديد جواو فيليكس الذي خطف الأضواء بثلاثية "هاتريك".
هنا يكمن سر التحول. ففي الماضي، وتحديداً خلال فترته الذهبية مع ريال مدريد، كانت تخرج شهادات من زملائه، مثل سيرجيو راموس وغيره، تؤكد أن رونالدو كان قد يغادر الملعب غاضباً ومحبطاً حتى لو فاز الفريق بنتيجة عريضة، طالما لم يترك بصمته التهديفية.
كانت الأنا الفردية تطغى أحياناً على النجاح الجماعي. أما في ليلة الفوز على التعاون، بدا رونالدو وكأنه تحرر من هذا القيد. لقد كانت فرحته بفيليكس صادقة، احتفل بأهدافه بحرارة، وبدا سعيداً حقاً لأن الفريق يمتلك أسلحة هجومية أخرى قادرة على الحسم.
هذا الحماس لا يمكن تفسيره فقط بالشخصية القوية أو الرغبة في المزيد، بل هو يعكس نضجاً وتفهماً أعمق لدوره الحالي.
رونالدو اليوم لم يعد مهتماً فقط بكونه الهداف الأوحد، بل أصبح يدرك أن قيمة إرثه مع النصر تكمن في قيادة الفريق نحو إنجاز جماعي كبير.
فرحته بالخماسية، رغم أدائه الباهت، هي فرحة القائد الذي يرى سفينته تبحر بقوة نحو وجهتها، حتى لو لم يكن هو من يدور الدفة في تلك اللحظة.
كان بإمكانه في ظروف أخرى أن يترك ركلة الجزاء لفيليكس لمنحه فرصة تسجيل الهاتريك، لكن توقيت الركلة جاء وفيليكس لم يكن قد سجل سوى هدفه الأول، ومع ذلك، لم يؤثر تسجيل رونالدو للركلة على روحه المعنوية الإيجابية تجاه زميله.
يمكن القول إننا نشهد فصلاً جديداً في مسيرة كريستيانو رونالدو، الفصل الذي يتجاوز فيه الفرد ليعانق المجموعة.
لم يعد "الأنا" هو المحرك الأوحد، بل أصبح "النحن" هو الأهم، هذا التحول الرهيب في شخصيته، من هداف مهووس بالأرقام إلى قائد يحتفي بنجاح فريقه كنواة أساسية، قد يكون هو السر الحقيقي وراء تلك الفرحة الخرافية، وهو ما قد يصنع الفارق الأكبر للنصر في سعيه نحو البطولات الكبرى.