أثار لامين يامال، نجم برشلونة الشاب، سلسلة من ردود الفعل المتباينة بعد تصرفات متكررة حملت طابعًا استعراضيًا وخارجًا عن المألوف، وطرحت علامات استفهام حول مدى التزامه داخل النادي الكتالوني.
من ظهوره المفاجئ مع فتاة تكبره بأكثر من 12 عامًا في عطلة بحرية، إلى تنظيم حفل صاخب بمناسبة بلوغه سن الرشد بحضور نجوم الفن والكرة والمؤثرين، ثم الجدل الذي تسببت به عارضة أزياء تلقت عرضًا لحضور الحفل بشروط "جمالية"، وأخيرًا الصورة المثيرة التي نشرها بلسان ساخر، لم يتوقف يامال عن إشعال الجدل.
وفي الوقت الذي دافع فيه رئيس برشلونة خوان لابورتا عنه ووصف تصرفاته بـ"الطبيعية"، خرجت تقارير صحفية تؤكد غضب اللاعب من محاولة النادي التعاقد مع ماركوس راشفورد، رافضًا بشكل علني هذه الخطوة، في سلوك لا يُعبّر فقط عن غرور شاب يافع، بل يكشف عن أزمة أعمق داخل برشلونة نفسه.
لامين يامال لا يجد في غرفة الملابس من يمكنه احتواؤه أو تقويم سلوكه، خاصة في غياب لاعبين قدامى وأصحاب شخصية قوية.
في أجيال برشلونة السابقة، كانت الشخصيات القوية أمام الأسطورة ليونيل ميسي مثل كارليس بويول، جيرارد بيكيه، سيرجيو بوسكيتس، تشافي، وأندريس إنييستا تلعب دورًا أساسيًا في فرض الانضباط.
وجود هؤلاء القادة ضمن الفريق كان يمنع تجاوز الخطوط الحمراء، ويزرع في اللاعبين الشبان الإحساس بالمسؤولية والانضباط.
واليوم، لا يمتلك برشلونة قائدًا يحمل هذا الثقل داخل غرف الملابس، وهذا الفراغ سمح ليامال بالتصرف كما يشاء، دون رقيب فعلي.
منح يامال القميص رقم 10، الذي ارتداه ليونيل ميسي، كان إشارة واضحة من النادي بمكانته الخاصة.
اللاعب الشاب حصل على رقم 10 بموسم استثنائي، حيث سجل 18 هدفًا، قدّم 25 تمريرة حاسمة، وقاد برشلونة للفوز بالثلاثية المحلية (الدوري والكأس والسوبر)، مع بلوغ نصف نهائي دوري الأبطال.
ما حدث بعد ذلك ليس مجرد غرور مراهق، بل نتيجة شعور داخلي بأنه أصبح النجم الأهم في برشلونة، فقرر التصرف على هذا الأساس، حيث وقع على عقد طويل الأمد حتى 2031، وحصل على الرقم التاريخي، وأصبح واجهة تسويقية للنادي، والآن يريد أن يكون له رأي في التعاقدات وتشكيل الفريق.
لامين يامال ما زال مراهقًا، رغم كل ما حققه، وأفعاله الأخيرة تشير إلى نوع من الغرور والثقة الزائدة بالنفس، وقد تكون انعكاسًا لحالة نفسية طبيعية في مثل هذا العمر.
ظهوره مع فتاة مؤثرة تكبره بأكثر من عقد، ثم تنظيمه لحفل مثير للجدل، نشر صور تتحدى الرأي العام، ثم اعتراضه على إدارة التعاقدات، كلها إشارات إلى شخصية تعيش لحظة انفجار نجومية دون ضوابط داخلية.
رد فعل لابورتا جاء ساخرًا وخفيفًا: "ما أزعجني أنني لم أكن في الحفل"، رغبة منه في عدم تصدير الضغط لمراهق له مستقبل باهر.