وزير الخارجية المصري يحذر من خطورة توسع العمليات العسكرية في غزة واستمرار استخدام التجويع كسلاح
تصاعدت حدّة الغضب في أوساط جماهير النادي الإفريقي التونسي بعد مرور يومين تقريبا على مباراة "ديربي" العاصمة تونس، ضد الترجي، وابتعاد الفريق رسميا عن المنافسة على التتويج باللقب.
وأمام جماهيره الغفيرة، تلقى الإفريقي، الذي لم يحرز اللقب منذ 10 سنوات، الأحد الماضي خسارة مهينة (3 ـ 1) أمام غريمه التقليدي الترجي، حامل اللقب ليتجمد رصيده عند 53 نقطة ويبتعد 6 نقاط كاملة عن المتصدرين الترجي والمنستيري قبل 3 جولات فقط عن النهاية.
وبات النادي الإفريقي رابعا في ترتيب الدوري ، بعد فوز النجم الساحلي على شبيبة العمران وارتقائه للمركز الثالث، ما يعني أن حظوظ الفريق الأحمر والأبيض أصبحت ضئيلة جدا حتى في التأهل لمركز يخوّل للفريق المشاركة في دوري أبطال إفريقيا الموسم المقبل.
وبعد حضورها بأعداد قياسية مساء الأحد على مدرجات ملعب رادس الأولمبي، فوجئت جماهير النادي الإفريقي بأداء ضعيف للاعبيها واختيارات مبهمة وغريبة للمدرب الفرنسي دافيد بيتوني، ما منح الترجي الفرصة لفرض ألوانه، رغم غياب جماهيره، وقطع خطوة نحو اللقب، بجانب إقصائه منافسه المباشر من السباق.
4 أسباب للغضب العارم
وشنت جماهير النادي الإفريقي منذ أمس الثلاثاء هجوما حادا على رئيس النادي هيكل دخيل وذلك بعد مرور 48 ساعة على نهاية المباراة، دون أن يدلي أي مسؤول بتوضيحات إزاء ما اعتبره مشجعو النادي "مهزلة حقيقية تنضاف لتاريخ النادي".
وانتظر جمهور الإفريقي أن يدلي هيكل دخيل أو أحد نائبيه وفي مقدمتهم حامد مبارك ببعض التصريحات لكشف أسباب الخسارة والإعلان عن خطوات مقبلة وقرارات حازمة خصوصا بعد أن نفض الفريق يديه من الموسم، إلا أن ذلك لم يحدث لتنفجر موجة غضب عارمة طالت رئيس النادي ومعاونيه.
وطالب المشجعون هيكل دخيل ببدء المحاسبة التي تشمل ـ وفق تقديرهم ـ المدرب دافيد بيتوني، ومساعده علي بومنيجل وسائر أعضاء الفريق واللاعبين، لكن استمرار صمت رئيس النادي هيكل دخيل بعد مرور 3 أيام تقريبا على المباراة، هز أرجاء النادي وأفرز موجة من الغضب والاتهامات التي رفع فيها المشجعون شعار المحاسبة ثم الرحيل ضد مجلس الإدارة الحالي والجهاز الفني.
وتقف 4 أسباب وراء "ثورة" جماهير الإفريقي أولها بالأساس صمت المسؤولين حتى الآن، وعدم سعيهم إلى طمأنة المشجعين والإعلان عن الخطوات المقبلة لإعادة هيبة النادي.
وكانت جماهير النادي تمني النفس منذ الصيف الماضي برؤية الفريق على منصة التتويج من جديد بعد خيبة أمل كبرى العام الماضي محليا وفي كأس الكونفدرالية وخروجه خالي الوفاض من كل المسابقات.
السبب الثاني بجانب عدم التحرك والاعتذار للجماهير، هو مساندة رئيس النادي للمدرب الفرنسي دافيد بيتوني الذي يعتبره المشجعون أصل البليّة داخل الإفريقي.
وكان بيتوني أعلن بعد فوز فريقه على الملعب التونسي أنه سيراهن على اللقب بالفعل، ولكن مجرد الخسارة (3 ـ 1) ضد الترجي الأحد الماضي دفعته إلى مراجعة تصريحاته والقول إن الإفريقي بصدد بناء مشروع وليس المنافسة على التتويج.
إدارة الإفريقي أعلنت مساندتها لبيتوني بعد الديربي، وبعد تلاشي آمال الإفريقي في التتويج، وهو ما فجّر موجة من الاستياء والغضب في أوساط المسؤولين، الذين حملوا المدرب الفرنسي مسؤولية الفشل الذريع في الدوري.
أما السبب الثالث، فيكمن في أن رئيس النادي الإفريقي لم يعلن موقف إدارة النادي مما يروج حول الأخطاء الفادحة للحكم البرتغالي لويس غودينهو وحكام غرفة "الفار" والتي تضرر منها ناديهم بحسب تقديرهم.
وطالب جمهور الإفريقي بالكشف عن ملابسات عدم العودة إلى غرفة الفار ولو في مناسبة واحدة في المباراة الأخيرة ما أثار شكوكا حقيقية حول ذهاب ناديهم ضحية مؤامرة حتى وإن كانت غير مقصودة.
ابنة غوارديولا والشرطة
ويكمن السبب الثالث في استعار نار الغضب لدى مشجعي الإفريقي ضد رئيس النادي هيكل دخيل، في تعمد الأخير التقاط مجموعة من الصور مع مؤثرين، من بينهم ابنة المدرب الاسباني بيب غورارديولا، في وقت كان حريا به الاهتمام بالنادي والبحث عن حلول كفيلة باستعادة هيبته وفق وصفهم.
وأثار هيكل دخيل الجدل، لا فقط بتكريمه ماريا غوارديولا ابنة مدرب مانشستر سيتي قبل ديربي الأحد الماضي ضد الترجي، وإنما أيضا في تكريم عناصر من الشرطة ما فجر موجة من السخط ضده بسبب الخلافات الكبيرة وعلاقة العداوة التاريخية بين روابط "ألتراس" الإفريقي والأمن والسلطات.
وفي أبريل 2018، أٌعلن عن وفاة مشجع عشريني للإفريقي أثناء مطاردة أمنية للجماهير بعد إحدى المباريات، ومنذ تلك الحادثة باتت علاقة ألتراس الإفريقي والشرطة علاقة عداوة قوية.
ويحتل الإفريقي قبل 3 جولات من نهاية الدوري، المركز الثالث برصيد 53 نقطة، ويلاقي الأحد المقبل، هلال مساكن في ثمن نهائي كأس تونس، المسابقة الأخيرة التي لا يزال الفريق ينافس على الفوز بها.