في الوقت الذي تحبس فيه جماهير برشلونة أنفاسها، وتعد الأيام على أمل عودة "الفتى الذهبي" لامين يامال من إصابته الخطيرة للحاق بمباراة الكلاسيكو المصيرية، فاجأ النجم الشاب الجميع بصور على متن طائرة هليكوبتر برفقة صديقته المغنية الأرجنتينية نيكي نيكول.
هذه الصور لم تكن مجرد لقطات عابرة لحياة شخصية، بل كانت بمثابة "جرس إنذار" صاخب، وفتحت الباب أمام سؤال مرعب: هل بدأ "هوس" يامال بحياة الشهرة والحب يطغى على مسؤولياته كلاعب محترف، وهل يسير برشلونة على طريق كارثة يملك تاريخ كرة القدم الحديث أمثلة مرعبة لها؟
من غرفة العلاج إلى الهليكوبتر.. الاستهتار في أسوأ توقيت
القصة ليست في جولة بالهليكوبتر، بل في توقيتها، يأتي هذا الظهور "المستفز" في وقت حرج للغاية؛ فاللاعب يعاني من انتكاسة في إصابة بمنطقة الحوض تتطلب راحة وعلاجًا دقيقًا، وفريقه يعاني من أزمة نتائج بعد خسارتين متتاليتين أمام باريس سان جيرمان وإشبيلية، ومدربه هانزي فليك وجه له تحذيرًا علنيًا قبل أيام وطالبه بـ"التركيز على عمله".
ظهور يامال في هذا الشكل، مبتعدًا عن صورة اللاعب الملتزم ببرنامجه العلاجي، لا يمكن تفسيره إلا كنوع من "الاستهتار" وعدم إدراك حجم المسؤولية الملقاة على عاتقه. إنه يبعث برسالة مقلقة مفادها أن أولوياته قد بدأت تتغير.
شبح بيكيه وشاكيرا.. عندما تدمر "حياة المشاهير" مسيرة الأبطال
لكي نفهم حجم الخطر، لا نحتاج للنظر بعيدًا، بل يكفي أن نتذكر "الكابوس" الذي عاشه ناديه مع أسطورته السابقة جيرارد بيكيه.
لسنوات، كان بيكيه أحد أفضل المدافعين في العالم، لكن علاقته بالمغنية العالمية شاكيرا، بكل ما حملته من ضجيج إعلامي وحياة صاخبة، تزامنت مع بداية تراجعه الفني.
وفي النهاية، انفصل الثنائي في خضم فضيحة مدوية، وتبعها انهيار كامل لمستوى بيكيه في الملعب، حيث أصبح نقطة ضعف واضحة، وانتهت مسيرته بشكل باهت لا يليق بتاريخه، "تجربة بيكيه المرعبة" تثبت أن الانغماس الكامل في "حياة المشاهير" والعلاقات العاطفية الصاخبة هو "سم" قاتل لأي رياضي، لأنه يسرق تركيزه ويستنزفه ذهنيًّا.
هل يكرر يامال الخطيئة ذاتها؟
الآن، يرى جمهور برشلونة علامات الخطر تتكرر مع لامين يامال، علاقته بنيكي نيكول، المغنية الشهيرة التي تكبره بسبع سنوات، أصبحت مادة دسمة للإعلام. ظهورهما المستمر في المناسبات العامة، ونشاطهما على مواقع التواصل الاجتماعي، والجولة الأخيرة بالهليكوبتر، كلها مشاهد تعيد إلى الأذهان "سيناريو بيكيه وشاكيرا".
الفارق أن يامال لا يزال في بداية الطريق، وتأثير هذه الحياة فيه قد يكون أكثر تدميرًا. فبدلاً من أن يبني أساسًا صلبًا لمسيرته، يبدو أنه يبني "ماركة" تجارية وشخصية عامة قد تأتي على حساب تطوره الكروي.
الخلاصة
في النهاية، لا أحد يملك الحق في التدخل في حياة لامين يامال الشخصية، لكن كونه "أثمن موهبة" في كرة القدم العالمية وأمل مشروع برشلونة بأكمله، فإن تصرفاته لم تعد ملكه وحده.
"صفعة" فليك التحذيرية، وسخرية الجماهير على مواقع التواصل، كلها مؤشرات على أن صبر النادي والجمهور بدأ ينفد، أمام يامال خياران لا ثالث لهما: إما أن يتعلم من "الدرس المرعب" لبيكيه ويركز على كرة القدم التي جعلته نجمًا، أو أن يستمر في هذا الطريق، وحينها قد يكتشف، بعد فوات الأوان، أن الطيران في الهليكوبتر أسهل بكثير من التحليق في سماء المجد الكروي.
