في ظل المنافسة المحتدمة على صدارة دوري روشن السعودي للمحترفين في موسمه الجاري 2024-2025، شهدت الأسابيع الأخيرة تباينًا في أداء الفرق المنافسة على اللقب، وخاصة المتصدر الاتحاد.
في خضم هذا السياق، وبينما كان الاتحاد يمر بفترة فقدان نقاط، برز تصريح للنجم البرتغالي كريستيانو رونالدو، قائد النصر، يؤكد فيه على تمسك فريقه بالأمل والقتال حتى النهاية في سباق الدوري.
هذا التصريح، الذي تزامن مع تعثرات للاتحاد وتقلص محتمل في الفارق النقطي، يثير تساؤلات حول كيف يمكن لرونالدو أن يستشعر هذا "السقوط المخيف" للمنافس المباشر؟.
تعثرات الاتحاد في الأمتار الحاسمة
شهدت الفترة الأخيرة من الموسم الحالي تراجعًا في حصيلة نقاط الاتحاد مقارنة ببدايته القوية، فمن بين آخر 21 نقطة متاحة، لم يحصد الاتحاد سوى 10 نقاط، وهو رقم يعتبر قليلًا بالنسبة لفريق يتصدر جدول الترتيب ويسعى للحفاظ على تقدمه نحو اللقب.
هذا يعني أن الاتحاد فقد 11 نقطة في 7 مباريات فقط، وهي فترة يمكن وصفها بالفعل بـ"السقوط المخيف" نظرًا لتأثيرها على فارق النقاط في قمة الدوري. هذا التراجع منح الفرق المطاردة، كالنصر والهلال، فرصة ثمينة لتقليص الفارق وإعادة إشعال المنافسة.
تصريح رونالدو وقراءة للموقف النقطي
في خضم هذه الفترة التي فقد فيها الاتحاد نقاطه، كان النصر يسعى لتحقيق الانتصارات للمحافظة على حظوظه. وفي نقطة معينة، كان الفارق بين الاتحاد والنصر حوالي 10 نقاط، ومع الهلال حوالي 6 نقاط قبل خوض النصر مباراة الديربي.
هنا يأتي تصريح رونالدو بأن الفريق سيقاتل لآخر لحظة وأن الأمل في المنافسة على الدوري لا يزال قائمًا. هذا التصريح لم يكن مجرد كلمات تحفيزية عامة، بل بدا وكأنه يقرأ الواقع الجديد الذي فرضته تعثرات الاتحاد، حيث أصبح الفارق النقطي، على الرغم من أنه لا يزال لصالح الاتحاد، أقل صعوبة في تجاوزه مع تبقي عدد كافٍ من المباريات.
يمكن تفسير قدرة رونالدو على استشعار هذا التحول في سباق الدوري من خلال عدة عوامل متداخلة:
أولاً، الخبرة التاريخية والمسيرة الاحترافية، فقد لعب رونالدو في أعتى الدوريات الأوروبية وخاض العديد من سباقات الألقاب الحاسمة التي شهدت تقلبات غير متوقعة في الأمتار الأخيرة.
هذه الخبرة تمنحه بصيرة فريدة وقدرة على قراءة لغة المنافسة والضغوط التي تتعرض لها الفرق في المراحل النهائية. قد يكون قد لاحظ على أداء لاعبي الاتحاد، حتى من بعيد، علامات الإرهاق أو الضغط التي قد تؤدي إلى فقدان المزيد من النقاط.
ثانيًا، العقلية القتالية والطموح اللامتناهي، فرونالدو معروف بعزيمته التي لا تلين ورغبته الدائمة في الفوز. بالنسبة له، طالما أن هناك فرصة رياضية، ولو كانت ضئيلة، فإنه سيقاتل من أجلها.
تصريحه يعكس هذه الروح، ويهدف أيضًا إلى بثها في زملائه لرفع مستوى أدائهم وطموحهم في اللحظات الحاسمة من الموسم.
ثالثًا، قراءة واقع المنافسين فبعيدًا عن التحفيز الذاتي، من الوارد جدًا أن يكون رونالدو وجهازه الفني قد قاموا بتحليل دقيق لأداء الاتحاد والهلال في المباريات الأخيرة.
معدل فقدان النقاط الحالي للاتحاد، وتأثير الضغط عليهم كمتصدرين، يمكن أن يكون مؤشرًا واضحًا لأي متابع خبير على احتمالية استمرار هذا النزيف النقطي.
في النهاية يبدو أن تصريح رونالدو لم يكن مجرد أمنية، بل ربما كان قراءة واقعية، مدعومة بخبرة كبيرة وعقلية استثنائية، لمسار الدوري وتأثر الفرق بالضغوط في مراحله الأخيرة.
"السقوط المخيف" للاتحاد، وإن لم يكن يعني خسارة اللقب بالضرورة في نهاية المطاف، إلا أنه كان فترة حقيقية من فقدان النقاط استشعرها رونالدو واستخدمها كدافع لرفع راية التحدي مجددًا في سباق اللقب.
