صحة غزة: الهجمات الإسرائيلية في الساعات الـ24 الماضية قتلت 68 شخصا وأصابت 362 آخرين
تغيب أسطورة كرة القدم الأرجنتينية ليونيل ميسي عن حفل تكريم رفيع المستوى، استضافه الرئيس الأمريكي جو بايدن في البيت الأبيض، حيث منح 19 شخصية وسام الحرية الرئاسي تقديرًا لإنجازاتهم المتميزة، وهو ما أثار جدلًا كبيرًا بين الجماهير.
وكان من المفترض أن يحصل نجم إنتر ميامي على الوسام لمساهماته في مجالي الصحة والتعليم بصفته سفيرًا للنوايا الحسنة لليونيسف ومن خلال مؤسسة "ليو ميسي".
ووسام الحرية الرئاسي هو أعلى وسام مدني في البلاد، يُمنح للأفراد الذين قدموا مساهمات مثالية في ازدهار الولايات المتحدة، أو قيمها أو أمنها أو السلام العالمي أو غير ذلك من المساعي المجتمعية أو العامة أو الخاصة المهمة.
وبالنظر إلى عدم قدرة فريق عمل ميسي ترتيب موعد يناسب جدول أعماله، فقد أثار غيابه عن الحفل تكهنات عديدة بشأن الأسباب الحقيقية وراء عزوفه عن الحضور نستعرضها كالآتي:
تضارب المواعيد
أرسل ميسي رسالة إلى البيت الأبيض في ديسمبر عندما علم بأنه سيحصل على الوسام، ليُعرب عن أسفه لعدم تمكنه من الحضور.
وقال فريق إدارة ميسي ونادي إنتر ميامي لصحيفة USA Today: "ميسي قال إنه يشعر بتقدير عميق وشرف كبير لتلقي هذا التكريم، لكنه لن يتمكن من الحضور بسبب تضارب في المواعيد والتزامات سابقة، كما أعرب عن امتنانه وأشار إلى أنه يأمل في فرصة للقاء بايدن في المستقبل القريب".
ميسي.. هل يستحق الوسام؟
بعد انضمامه التاريخي إلى الدوري الأمريكي، حصد ميسي أول ألقابه مع إنتر ميامي في عام 2023 بفوزه بكأس الدوريات، وفي عام 2024، واصل التألق وفاز بدرع المشجعين، حيث أنهى إنتر ميامي الموسم برصيد 74 نقطة من 22 انتصارًا وأربعة تعادلات، مع ثماني هزائم فقط.
رغم مشاركته في نصف مباريات الموسم تقريبًا، ترك ميسي بصمة كبيرة بتحقيقه جائزة أفضل لاعب بعد تسجيله 20 هدفًا وتقديم 16 تمريرة حاسمة في 19 مباراة (15 منها كأساسي).
بعد الفوز بدرع المشجعين، دخل فريق إنتر ميامي بطولة كأس الدوري الأمريكي كأحد أبرز المرشحين للظفر باللقب، ومع ذلك، تعرض الفريق لصدمة كبيرة بخروجه المبكر على يد أتلانتا يونايتد في الدور الأول.
ومع ذلك، حصل ميسي على لقب أفضل لاعب في الدوري الأمريكي لهذا الموسم.
ولكن هل كل ما سبق يجعل من ميسي مستحقًّا لهذا الوسام الذي يُعتبر أعلى وسام مدني في البلاد، ويُمنح للأفراد الذين قدموا مساهمات استثنائية في ازدهار الولايات المتحدة، أو تعزيز قيمها وأمنها، أو تحقيق السلام العالمي، أو في مجالات مجتمعية أو عامة أو خاصة ذات أهمية كبيرة؟.
فبحسب تقارير إعلامية فإن فريق عمل النجم الأرجنتيني لم يرغب في زج اسمه في تكريم قد يكون مبالغًا فيه ويضعه وسط انتقادات ومحل شبهات مجاملة لا يحتاجها، وبالتالي فضلوا تغيبه عن الحضور حرصًا على صورته الإعلامية.
رياضة أم سياسة؟
مع قرب رحيل الرئيس الأمريكي جو بايدن والحزب الديمقراطي عن البيت الأبيض واقتراب موعد تنصيب الرئيس الأمريكي الجمهوري دونالد ترلمب في الـ20 من يناير، تبقى المرحلة الانتقالية هي الأكثر حساسية دائمًا في الوسط السياسي الأمريكي.
وعادة ما ترغب الشخصيات العامة داخل الولايات المتحدة إلى تجنب الانخراط في معارك تبييض الوجه والسمعة التي يمارسها الحزبان من خلال الاستعانة بالأسماء اللامعة في مختلف المجالات، ومن بينها الرياضة.
وعليه يعتقد متابعون أن فريق عمل ليونيل ميسي لم يرغب في وقوع اللاعب داخل اشتباك سياسي ينتهي بتصنيف النجم الأرجنتيني كنجم ديمقراطي، بينما الإدارة الجمهورية تقف على أبواب المكتب البيضاوي بالفعل، وبالتالي جاء القرار بتفويت هذه الفرصة على الجميع والتغيب عن الحضور.
الرغبة في الاستجمام
يستمتع ميسي حاليًّا بإجازة من كرة القدم خلال فترة التوقف الموسمية، حيث يقضي وقتًا مع عائلته، ومن المقرر أن يعود النجم الأرجنتيني إلى الملاعب الشهر المقبل استعدادًا للموسم الجديد، مع دخوله العام الأخير من عقده الحالي مع إنتر ميامي.
وبناء على ما سبق قد يكون غياب ميسي عن الحضور نابعًا من رغبته في تحقيق أقصى استفادة ممكنة من استراحته الحالية، وحرصًا منه على عدم ضغط جدوله بمناسبات اجتماعية لا داعي لها.
يذكر أن النجم الأرجنتيني البالغ من العمر 37 عامًا، والمولود في مدينة روساريو، أكثر لاعب متوّج بالبطولات في تاريخ كرة القدم للرجال، حيث حقق 45 بطولة مع الفرق التي لعب لها.
كذلك حقق ميسي تقريبًا كل البطولات التي شارك فيها خلال مسيرته الاحترافية، حيث رسّخ إرثه الأسطوري بقيادته الأرجنتين للتتويج بكأس العالم 2022، وهو الأول للمنتخب منذ عام 1986.
ومع بدء عام 2025، يتطلع ميسي وإنتر ميامي لتعويض الإخفاق من خلال السعي لتحقيق لقب الدوري الأمريكي. كما سيشارك الفريق العام المقبل في بطولة كأس أبطال كونكاكاف، وهي فرصة للفوز بلقب قد يؤهله للمشاركة في كأس القارات للأندية.
لكن التحدي الأكبر بالنسبة للنجم الأرجنتيني وفريقه المليء بالنجوم سيكون في كأس العالم للأندية بنسختها الأولى، التي ستشهد مشاركة 32 فريقًا، حيث وقع في المجموعة الأولى التي تضم الأهلي المصري وبالميراس البرازيلي وبورتو البرتغالي.
