شهدت مباراة الهلال الأخيرة أمام الاتفاق، التي انتهت بالتعادل الإيجابي بهدف لمثله، أحداثًا مؤسفة تمثلت بهجوم حاد من جماهير "الزعيم" على المدير الفني للفريق، البرتغالي جورجي جيسوس.
هذا التعادل قضى بشكل كبير على آمال الهلال في الحفاظ على لقب دوري روشن السعودي، ليقترب الغريم التقليدي الاتحاد خطوة كبيرة نحو التتويج.
حالة الغضب العارمة التي انتابت الجماهير لم تكن وليدة هذه المباراة فقط، بل هي تراكمات لعدة أسباب جعلت جيسوس شخصية غير مرغوب فيها بين المدرج الأزرق. نستعرض هنا 5 من أبرز هذه الأسباب:
1- حماية اللاعبين المتشاجرين مع الجماهير
أحد أبرز المشاهد التي أثارت حفيظة الجماهير الهلالية في الفترة الأخيرة، كانت وقوف جيسوس في صف اللاعبين الذين دخلوا في مشادات مع الجماهير الغاضبة.
تصدر المدرب للصورة ومحاولته تهدئة الجماهير والدفاع عن لاعبين مثل سافيتش ومالكوم وغيرهما، فُسّر على أنه انحياز للاعبين على حساب العلاقة مع القاعدة الجماهيرية التي تعد الداعم الأول للفريق. هذا التصرف بدا للجماهير وكأنه تجاهل لمشاعرهم وغضبهم المشروع تجاه تراجع الأداء والنتائج.
2- فقدان الثقة في قدرة الفريق على الفوز بآسيا
رغم الإمكانيات الكبيرة التي يمتلكها فريق الهلال، هناك شعور متزايد لدى الجماهير بعدم الإيمان بأن الفريق تحت قيادة جيسوس قادر على تحقيق لقب دوري أبطال آسيا هذا الموسم.
الجماهير ترى أن المدرب لم يتمكن من إيجاد التوليفة المناسبة للفريق في البطولات الكبرى، وأن الأداء العام لا يرتقي لمستوى المنافسة القارية.
هذا الشعور دفع البعض للتساؤل عن جدوى استمرار جيسوس، خاصة أن الفوز بآسيا كان أحد الأهداف الرئيسة التي تم التعاقد معه من أجلها.
ولو كانت الإدارة والجماهير واثقة من قدرته على تحقيق هذا الهدف، لربما كان هناك صبر أكبر على بعض الإخفاقات المحلية.
3- القلق من عدم التأهل لدوري أبطال آسيا للنخبة
على الرغم من أن الهلال تاريخيًا لا يواجه صعوبة في التأهل لدوري أبطال آسيا للنخبة، فإن هناك حالة من القلق بدأت تتسرب إلى نفوس الجماهير بشأن النسخة القادمة من البطولة.
التقارب النقطي مع النصر، بالإضافة إلى المستويات الجيدة التي يقدمها القادسية الصاعد حديثًا، جعل البعض يتخوف من فقدان المراكز المؤهلة.
صحيح أن هذا الأمر قد يبدو مستبعدًا لفريق بحجم الهلال، إلا أن تذبذب النتائج تحت قيادة جيسوس زاد هذه المخاوف، وجعل الجماهير تشعر بأن المدرب قد يعرض مستقبل الفريق في البطولة القارية للخطر.
4- النتائج المخيبة والأداء المتذبذب
لا شك أن النتائج الأخيرة للهلال كانت دون المأمول، خاصة خسارة نقاط ثمينة أمام فرق متوسطة وأخرى تقبع في أسفل جدول الترتيب.
هذا الأداء المتذبذب وعدم القدرة على تحقيق الانتصارات المتتالية أثار استياء الجماهير التي اعتادت رؤية فريقها مهيمنًا على البطولات المحلية.
فقدان النقاط بهذه الطريقة جعل لقب الدوري يبتعد بشكل كبير، وهو ما زاد الضغوط على جيسوس وجعله في مرمى الانتقادات.
الجماهير تطالب بمستوى ثابت وأداء قوي يليق باسم الهلال، وهو ما لم يتحقق بشكل مستمر تحت قيادة المدرب البرتغالي هذا الموسم.
5- التفاوض مع منتخب البرازيل في توقيت حرج
السبب الخامس الذي أثار غضب الجماهير بشكل كبير هو التقارير التي تحدثت عن تفاوض جيسوس مع الاتحاد البرازيلي لكرة القدم لتولي تدريب منتخب "السامبا"، في مرحلة حاسمة من الموسم.
هذا التصرف فُسر على أنه عدم احترام للعقد الذي يربطه بالهلال وعدم تقدير للمسؤولية الملقاة على عاتقه، الجماهير رأت أن تركيز المدرب يجب أن يكون منصبًا بالكامل على قيادة الفريق لتحقيق الألقاب، وأن الانشغال بمفاوضات أخرى في هذا التوقيت الحساس يدل على عدم التزام وجدية من جانبه.
هذا الأمر دفع الكثيرين للمطالبة برحيله، معتبرين أنه لم يعد يولي المهمة مع الهلال الاهتمام الكافي.
ختاما، يمكن القول إن العلاقة بين جيسوس وجماهير الهلال وصلت إلى نقطة حرجة، تراكم الأخطاء والقرارات التي لم ترقَ لتطلعات الجماهير، بالإضافة إلى النتائج المتذبذبة والأنباء عن مفاوضات مع منتخبات أخرى، جعلت المدرب البرتغالي "منبوذًا" من قبل المدرج الأزرق الذي بات يرى فيه سببًا في تراجع مستوى الفريق وابتعاده عن تحقيق الأهداف المنشودة.