أصبح العالم عبر الإنترنت أسهل وأكثر جاذبية، فالابتكارات تعمل باستمرار على صقل خبراتنا وجذب انتباهنا إلى أمور لم نكن لنفكر بها. وفي مواجهة كل هذا، قد لا يتمكن الأطفال من التصدي لإغراءات الإنترنت، فيقعون بهذا ضحية سوء الاستخدام.
يعاني الأطفال الذين يقضون وقتًا طويلًا على الإنترنت من العزلة الاجتماعية، فيفضلون التواصل عبر الأجهزة بدلاً من التفاعل مع أقرانهم في الحياة الواقعية.
هذا قد يؤثر سلبًا في مهاراتهم الاجتماعية. وفي السياق عينه، يؤدي الاستخدام المفرط للإنترنت إلى ما يُعرف بإدمان الإنترنت، بحيث يصبح الأطفال مدمنين على الألعاب الإلكترونية أو وسائل التواصل الاجتماعي، ما يؤثر في دراستهم وصحتهم النفسية.
وكل ذلك يؤثر في النوم، الأمر الذي بدوره يمكن أن يؤثر في صحتهم النفسية والعقلية. هذا ناهيك بإمكانية تعرض الأطفال لمخاطر التنمر الإلكتروني من قبل أقرانهم أو أشخاص آخرين على منصات التواصل الاجتماعي، وهذا قد يؤدي إلى مشاعر العزلة والقلق والاكتئاب.
تظهر الأدلة والدراسات ارتفاعًا في مجموعة من اضطرابات الصحة العقلية لدى الأطفال المراهقين، فقد تبين أن المخاوف المتعلقة بالصحة العقلية التي يعاني منها الجيل الصاعد حاليًا هي مخاوف سيواجهها كل جيل لاحق.
قبل عقد من الزمان، لم يكن الآباء ليعرفوا التهديدات الكامنة في الهواتف الذكية الجديدة التي قدموها لأولادهم. لكن الأدلة تتزايد على أن الأطفال الذين نشؤوا مع الهواتف الذكية يعانون من مشكلات نفسية، مثل القلق والاكتئاب بسبب الاستخدام اليومي المكثف للهواتف الذكية.
لذا لا بد من اتخاذ إجراءات فردية وجماعية وتشريعية للحد من وصول الأطفال إلى الهواتف الذكية. ومن هذه الإجراءات منع الهواتف الذكية قبل المدرسة الثانوية، ووسائل التواصل الاجتماعي قبل سن 16 عامًا.
كذلك من المهم أن تكون المدارس خالية من الهواتف، وأن يمارس الطفل مزيدًا من النشاطات الرياضية، وأن يقضي وقتًا أكثر في العالم الحقيقي.
ومن المهم أيضًا مراقبة الأنشطة الرقمية للأطفال ووضع حدود زمنية لاستخدام الإنترنت، والتحدث مع الأطفال عن مخاطر الإنترنت وكيفية استخدامه بشكل آمن ومسؤول.
باختصار، الإنترنت يمكن أن يكون أداة قوية للتعلم والنمو إذا استُخدِمَ بشكل معتدل وآمن.
لكن، من المهم أن يتم توجيه الأطفال ومراقبتهم من قبل الأهل لضمان عدم تأثير الإنترنت سلبًا في صحتهم النفسية.