كشفت دراسة طويلة الأمد أن المهارات الاجتماعية التي يتم تطويرها في الطفولة المبكرة، توازي أهمية الأداء الأكاديمي، في تحديد نجاح الفرد خلال مرحلة البلوغ.
الدراسة، التي تابعت سلوكات أطفال رياض الأطفال لمدة 19 عاماً، أبرزت الدور الجوهري لتنظيم المشاعر، التفاعل مع الآخرين، وحل المشكلات في تشكيل مستقبلهم.
نتائج رئيسية من الدراسة
الكفاءة الاجتماعية وتأثيرها
باستخدام "مقياس الكفاءة الاجتماعية"، قيَّم المعلمون مهارات الأطفال الاجتماعية، مثل فهم مشاعر الآخرين والتفاعل مع الزملاء.
النتائج أظهرت أن الزيادة بمقدار نقطة واحدة في هذه المهارات كانت مرتبطة بارتفاع بنسبة 54% في احتمال التخرج من المدرسة الثانوية، وبنسبة 100% للحصول على شهادة جامعية، وبنسبة 46% للحصول على وظيفة مستقرة بدوام كامل في سن 25.
التفاعل مع الآخرين
الأطفال الذين أظهروا قدرة جيدة على التعامل مع أقرانهم وضبط النفس كانوا أكثر نجاحًا في حياتهم المهنية والتعليمية.
وفي المقابل، السلوكات السلبية مثل العدوانية ونوبات الغضب المتكررة ارتبطت بتحديات مثل مشاكل قانونية وتعاطي المخدرات.
تعليم المهارات الاجتماعية
أوضح الباحثون أن المهارات الاجتماعية "قابلة للتعلم"، أي يمكن تحسينها مع الوقت والممارسة. وهذا يؤكد أهمية التركيز على تنمية هذه المهارات في الأنظمة التعليمية.
دمج المهارات الاجتماعية في التعليم
أشارت الدراسة إلى ضرورة توسيع نطاق التعليم ليشمل المهارات الاجتماعية والعاطفية بجانب المواد الأكاديمية التقليدية. مثل هذه الخطوة يمكن أن تعدّ الطلاب بشكل أفضل لمواجهة تحديات الحياة المستقبلية.
الدروس المستفادة
الدراسة سلطت الضوء على أن النجاح الأكاديمي لا يعتمد فقط على الذكاء المعرفي، بل إن الكفاءة الاجتماعية تلعب دورًا محوريًا.
ويشير الخبراء إلى أن هذه النتائج تدعو إلى إعادة تقييم المناهج الدراسية لضمان تنمية متوازنة للأطفال، تجمع بين التعليم الأكاديمي والتطوير الاجتماعي والعاطفي.