اجتمع زعماء العالم وأباطرة التكنولوجيا في باريس هذا الأسبوع لمناقشة مجموعة من القضايا المتعلقة بالذكاء الاصطناعي.
ومن بين الحضور قادة ثلاث شركات أمريكية للذكاء الاصطناعي، هم: سام ألتمان من OpenAI، وداريو أمودي من Anthropic، وديميس هسابيس من Google DeepMind ، بالإضافة إلى مجموعة من قادة الذكاء الاصطناعي البارزين والباحثين الأكاديميين ومجموعات المجتمع المدني.
وخلال القمة كان هناك العديد من المفارقات سنسلط الضوء على أبرزها.
ما يثير القلق حقًّا هو أن أوروبا التي أقرت قوانين صارمة بشأن خصوصية البيانات ووسائل التواصل الاجتماعي على مدى العقد الماضي، وكانت لها الريادة في تنظيم الذكاء الاصطناعي بقانون الاتحاد الأوروبي، يبدو أنها تعيد النظر في أفكارها.
وكان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الذي أعلن هذا الأسبوع عن استثمارات خاصة بقيمة 112.5 مليار دولار في النظام البيئي الفرنسي للذكاء الاصطناعي، حذَّر بشكل خاص من التخلف عن اللحاق بتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي.
تم في قمة باريس تهميش المتشائمين لصالح رؤية أكثر إشراقًا وتفاؤلًا لإمكانات التكنولوجيا.
وتمت دعوة المشاركين والمتحدثين للتحدث عن قدرة الذكاء الاصطناعي على تسريع التقدم في مجالات، مثل: الطب، وعلم المناخ. وتم تهميش المحادثات الأكثر كآبة حول مخاطر استحواذ الذكاء الاصطناعي.
ويعكس هذا جزئيًّا قرارًا متعمدًا من جانب ماكرون ومساعديه لتسليط الضوء على الجانب الإيجابي للذكاء الاصطناعي والمخاوف المبالغ فيها.
مثل جميع أحداث الذكاء الاصطناعي على مدار الشهر الماضي، كانت قمة باريس تعج بالحديث حول DeepSeek، شركة الذكاء الاصطناعي الصينية الناشئة التي أذهلت العالم بنموذجها المنطقي القوي، والذي يقال إنه تم بناؤه مقابل جزء بسيط من تكلفة النماذج الأمريكية الرائدة.
وأعطت DeepSeek أملًا جديدًا لمنظمات الذكاء الاصطناعي الأصغر في أوروبا وأماكن أخرى والتي اعتبرت نفسها خارج السباق.
فمن خلال استخدام تقنيات تدريب أكثر كفاءة واختراقات هندسية ذكية لبناء نماذجها، أثبتت DeepSeek أنك قد تحتاج فقط إلى عشرات الملايين من الدولارات بدلًا من مئات المليارات لمواكبة حدود الذكاء الاصطناعي.
كانت المفاجأة الكبرى في قمة باريس، هي أن صناع السياسات لا يستطيعون، على ما يبدو، أن يدركوا مدى السرعة التي قد يخرج فيها الذكاء الاصطناعي القوي عن السيطرة.
في هذا السياق قال ديميس هسابيس من شركة غوغل DeepMind إن الذكاء الاصطناعي العام سيضاهي أو يتفوق على القدرات البشرية في العديد من المجالات، وقد يصل إلى ذلك في غضون خمس سنوات.
وتوقع داريو أمودي من شركة Anthropic وسام ألتمان من شركة OpenAI وصوله إلى هذه المرحلة في وقت أقرب، ربما في غضون عام أو في العامين المقبلين.