يُعدّ استخدام الأطفال الصغار للشاشات موضوعًا مثيرًا للجدل بين العديد من الآباء. وكما هو الحال مع أي تقنية جديدة، يسارع مطورو البرامج إلى استهداف الأطفال، ويستهدفون آباءهم أيضًا، بزعم أن منتجاتهم تساعد على النمو أو تحفّز النمو العقلي أو ما شابه.
وبعد فترة من انتشار هذه الصيحة، يُقال إن هذا كله مجرد هراء. لكن أجهزة "آيباد" والأجهزة اللوحية الأخرى أكثر بكثير من مجرد تقنية عابرة؛ لأنها توفر تحديات تعليمية تفاعلية وجذابة يبدو أن الأطفال يستمتعون بها حقًا.
فوائد وعيوب
يمكن استخدام أجهزة "آيباد" لتطبيقات تعليمية تُعزز التعلم في مجالات مثل الرياضيات والقراءة والبرمجة. كما تُساعد التطبيقات والألعاب على ترفيه الأطفال ومشاركتهم، خاصةً أثناء السفر أو أوقات الانتظار.
في المقابل، تؤثر الساعات الطويلة التي يقضيها الأطفال أمام الشاشات سلبًا على النشاط البدني والتفاعل الاجتماعي والنوم. كذلك قد يُعيق الإفراط في استخدام الشاشات في مرحلة الطفولة المبكرة تطور مهارات أساسية مثل التطور الاجتماعي والعاطفي واكتساب اللغة.
كما قد يُشكّل التعرّض لمحتوى غير لائق أو ضار عبر الإنترنت خطرًا جسيمًا. بالإضافة إلى ذلك، قد يُؤدي الإفراط في الاستخدام إلى تعلق غير صحي بالتكنولوجيا واعتماد عليها.
تحديد وقت الشاشة
على الرغم من أن أجهزة "آيباد" تُقدم فوائد تعليمية وترفيهية للأطفال، إلا أن الإفراط في استخدام الشاشات قد يُسبب آثارًا سلبية. لذلك ينبغي على الآباء إعطاء الأولوية للجودة على الكمية عند استخدام الشاشات، ومراعاة احتياجات أطفالهم التنموية.
وتُعد حدود وقت استخدام الشاشات، وأدوات الرقابة الأبوية ضرورية لضمان علاقة صحية مع التكنولوجيا. في هذا السياق توصي منظمة الصحة العالمية بألا يقضي الأطفال دون سن الخامسة أكثر من ساعة واحدة يوميًا أمام الشاشات.
كذلك من المهم اختيار تطبيقات ومحتوى تعليمي مناسب للعمر يُعزز التعلم والتطور وتقييد المحتوى والمشتريات والوصول إلى تطبيقات أو مواقع ويب مُحددة.
والأهم من كل ذلك، يجب تشجيع النشاط البدني والقراءة والتفاعل الاجتماعي خارج وقت الشاشة والانخراط في أنشطة وألعاب واقعية. ومن المفيد أيضًا مشاهدة المحتوى مع طفلك ومناقشة ما يشاهده.
ويقول الخبراء، إنه يجب أيضًا أن يحدد الأهل وقت شاشتهم ليقدموا لأطفالهم نموذجًا يُحتذى به في عادات التكنولوجيا الصحية.