ثمانية قادة أوروبيين: الدفاع عن خاصرة أوروبا الشرقية مع روسيا أولوية قصوى
وصل الرئيس الجنوب أفريقي الأسبق جاكوب زوما إلى العاصمة البوركينابية واغادوغو، وذلك في خطوة مفاجئة تحمل دلالات سياسية عميقة، حيث وُصفت الزيارة بأنها جزء من التحركات الإفريقية الرامية إلى تعزيز التعاون القاري وتكريس خطاب "السيادة الإفريقية" الذي يتبناه الرئيس الانتقالي إبراهيم تراوري.
وتتزامن الزيارة مع فعاليات تحتضن مئات المشاركين من أبناء الشتات الإفريقي، وتعكس محاولة بوركينا فاسو لتأكيد حضورها الدبلوماسي في القارة بعد أعوام من العزلة.
وبحسب تقرير نشرته مجلة "جون أفريك" الفرنسية، فإن زيارة زوما تأتي ضمن استراتيجية تراوري الهادفة إلى كسر الصورة النمطية عن العزلة السياسية التي تواجهها بلاده منذ الانقلاب العسكري عام 2022.
وأوضحت المجلة أن الرئيس الأسبق، الذي رافقته ابنته دودوزيلي زوما سامبودلا – النائبة في حزب “أومخونتو وي سويزي” (MK) الذي أسسه عام 2023 – والرئيس التنفيذي للجنة العلاقات الدولية في الحزب ماغاسيلا مزوبي، حظي باستقبال رسمي بارز من وزير الخارجية البوركيني كاراموكو جان ماري تراوري.
وقال زوما في كلمة مقتضبة لدى وصوله إلى مطار واغادوغو: "أتيت لدعم أشقائي في بوركينا فاسو الذين اتخذوا قرارات استثنائية من أجل وطنهم، وأنا فخور بأن أكون إلى جانبهم في مسيرتهم التحررية".
لعبت دودوزيلي زوما، ابنة الرئيس الأسبق، دوراً محورياً في تسهيل هذه الزيارة، مستفيدة من حضورها القوي على وسائل التواصل الاجتماعي حيث يتابعها أكثر من 365 ألف شخص على منصة "إكس".
كما وصفتها تقارير بريطانية بأنها "مؤثرة خارقة" تدعم التوجهات الروسية في القارة، بينما تقدم نفسها كـ"زوجة رمزية" لتراوري و"ابنة روحية" للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في مزج لافت بين الرمزية السياسية والجرأة الإعلامية.
ويعيش جاكوب زوما وضعاً داخلياً معقداً في بلاده، إذ أصدرت المحكمة العليا في بريتوريا مؤخراً قراراً يُلزمه بسداد أكثر من مليون يورو من الأموال العامة التي استُخدمت في قضاياه القانونية الخاصة.
ويسعى زوما، الذي يقود حالياً حزب "MK"، ثالث أكبر قوة سياسية في جنوب إفريقيا، إلى استعادة مكانته في القارة من خلال سلسلة زيارات شملت إيسواتيني، الغابون، والمغرب، في إطار مسعاه لإعادة تموضعه كرمز للسيادة الإفريقية.
واغادوغو.. وجهة جديدة للشتات الإفريقي
وتجدر الإشارة إلى أن زيارة زوما تزامنت مع استقبال بوركينا فاسو لوفد يضم أكثر من 700 زائر من أصول إفريقية، بقيادة الدكتورة أريكانا شيهومبوري، رئيسة "المعهد الإفريقي لتنمية الشتات".
وتندرج المبادرة ضمن رؤية مستوحاة من فكر الزعيم ماركوس غارفي، الداعي إلى عودة الأفارقة في المهجر إلى أوطانهم الأصلية.
وأشارت المجلة إلى أن حكومة تراوري قد أعلنت عن تسهيلات جديدة للمستثمرين من أصول إفريقية تشمل الإقامة الدائمة وتسريع منح الجنسية، في إطار سعيها لجعل بوركينا فاسو مركزاً جديداً للانتماء الإفريقي.
وخلص تقرير المجلة الفرنسية إلى القول، إن زيارة زوما إلى واغادوغو تحمل بعداً يتجاوز البروتوكول، لتصبح جزءاً من مشروع تراوري لتقديم بلاده كمنارة للوحدة والسيادة الإفريقية في مواجهة التحديات الدولية.