ترامب يوقع أمرا تنفيذيا يجيز فرض عقوبات على دول متواطئة في احتجاز أمريكيين "بشكل غير قانوني"
التقى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، صباح اليوم، رئيس جنوب أفريقيا سيريل رامافوزا في البيت الأبيض، في ظل تدهور غير مسبوق في العلاقات بين البلدين، بعدما قطع ترامب كل المساعدات المالية الموجهة لجنوب أفريقيا، كما وجه اتهامات للحكومة هناك بممارسة عمليات إبادة جماعية ضد الأفريكانيين البيض.
وتأتي هذه التطورات في سياق تصاعد التوتر والانتقادات، فقد أدرجت إدارة ترامب الأسبوع الماضي 59 شخصًا من جنوب أفريقيا، يُعتقد أنهم من أصحاب البشرة البيضاء، كلاجئين مضطهدين بسبب التمييز العنصري الذي يتعرضون له. ويُترقب أن تُمنح هذه المجموعة الجنسية الأمريكية وأن تتلقى دعمًا في الحصول على فرص عمل ومزايا حكومية.
كما أن هذه الخطوات تمثل محاولة من واشنطن لتمهيد الطريق أمام هؤلاء الأفراد، في حين تعكس التصريحات والتصرفات الأخيرة تباعدًا واضحًا بين الولايات المتحدة وجنوب أفريقيا وسط استمرار حالة من التوتر تُهدد علاقات البلدين في المستقبل.
الكاتبة والأكاديمية المهتمة بالشأن الأفريقي سامية عبدالله أشارت في حديث لـ"إرم نيوز"، إلى أن زيارة الرئيس سيريل رامافوزا، ووفد رئاسي من جنوب أفريقيا إلى واشنطن، ستناقش قضايا ثنائية وعالمية ذات اهتمام مشترك.
وأضافت عبدالله أن ذلك يأتي في ظل التوترات التي تميز العلاقة بين البلدين. كما أوضحت الرئاسة أن اللقاء سيتناول مسائل تتعلق بالتعاون الاقتصادي والسياسي، إضافة إلى التحديات الدولية التي تواجهها المنطقة والعالم بشكل عام.
في الوقت نفسه، قالت عبدالله إن البيت الأبيض لم يُصدر أي تعليق رسمي عن مضمون الاجتماع أو المواضيع التي ستناقش؛ مما يثير المزيد من التساؤلات بشأن مدى توافق وجهات النظر بين الطرفين.
وأردفت أن الزيارة تأتي في ظروف حساسة، وبالغة الأهمية، إذ يسعى الطرفان لطي صفحة الخلافات، والاستفادة من المحادثات، لإعادة بناء العلاقات رغم استمرار بعض التباينات والتوترات بين واشنطن وبريتوريا، منذ عودة ترامب إلى الحكم.
من جانب آخر، أضافت عبدالله أن هذه الزيارة تمثل محاولة من واشنطن لاستعادة الحوار مع جنوب أفريقيا، رغم الخلافات العميقة التي نشأت أخيراً. "ويعكس ذلك أيضًا رغبة الطرفين في مناقشة مستقبل العلاقات المشتركة وإيجاد سبل لتجاوز الأزمة الراهنة، خاصة في ظل الأزمات السياسية والاقتصادية التي تشهدها جنوب أفريقيا".
وأوضحت عبدالله أن غياب الإعلانات الرسمية حتى الآن يعكس أهمية انتظار نتائج اللقاءات، وتأثيرها المحتمل في مستقبل العلاقات الثنائية والمواقف السياسية بين البلدين.
وأفاد الباحث والأكاديمي المختص في الشؤون الأفريقية خالد عبدالرحمن، خلال حديثه لـ"إرم نيوز"، بأن رئيس جنوب أفريقيا سيريل رامافوزا يسعى إلى أن تسهم زيارته في إعادة ضبط العلاقات مع واشنطن خاصة على الصعيد التجاري، بعد سلسلة من القرارات المثيرة للجدل التي اتخذتها إدارة ترامب بحق بلاده.
وأضاف عبدالرحمن أن من بين تلك الإجراءات وقف المساعدات المالية وطرد السفير الجنوب أفريقي من العاصمة الأمريكية، في خطوة اعتبرت تصعيدية وتهدف إلى الضغط على حكومة بريتوريا.
في سياق متصل، أشار عبدالرحمن إلى وجود عدد من الملفات التي لا بد أن تُحسم بين البلدين، خاصة قرار توجيه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب اتهامات لحكومة جنوب أفريقيا التي قال فيها إن هناك "إبادة جماعية" ترتكب ضد الأقلية البيضاء من أصول أفريكانية، وهو ما أثار انتقادات واسعة ورفضاً من قبل الحكومة في جنوب أفريقيا.