مصدر: أوكرانيا تقصف البنية التحتية النفطية الروسية في بحر قزوين
هزّت بروكسل هذا الأسبوع موجة من الاضطراب السياسي بعد المداهمات المبكرة التي استهدفت دبلوماسيين أوروبيين حاليين وسابقين، في إطار تحقيق فساد يفتح الباب أمام أسئلة خطيرة حول صلابة مؤسسات الاتحاد الأوروبي.
ومع تسارع التسريبات حول مسار التحقيق، تجد رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين نفسها في قلب عاصفة تهدد نفوذها داخل المفوضية، وتضع إدارة الكتلة الأوروبية أمام اختبار مصيري يتعلق بالشفافية والقدرة على احتواء الأزمات.
ففي بودكاست Notes on a Scandal، ناقشت سارة ويتون مع زويا شيفتالوفيتش، العائدة لتوها لتتولى منصب كبيرة مراسلي الاتحاد الأوروبي في صحيفة "بوليتيكو"، إلى جانب مراسل البرلمان الأوروبي ماكس غريرا، ما تكشّف حتى الآن من تفاصيل، وما يعنيه التحقيق بالنسبة لمستقبل القيادة السياسية في بروكسل.
وكانت الشرطة البلجيكية قد اعتقلت الممثلة العليا السابقة للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية فيديريكا موغيريني، والأمين العام السابق للخدمة الأوروبية للعمل الخارجي ستيفانو سانينو.
وأفادت صحيفة L’Echo البلجيكية بأن اعتقال موغيريني، التي شغلت منصبها بين (2014-2019)، جاء في إطار تحقيق جنائي موسع يتعلق بوقائع احتيال وفساد في شراء معدات وخدمات داخل أروقة الدبلوماسية الأوروبية.
وجاء الاعتقال بعد سلسلة مداهمات واسعة نفذتها السلطات البلجيكية مؤخرًا في مقر الهيئة الأوروبية للعمل الخارجي (EEAS) في بروكسل، استهدفت مسؤولين كبارًا في إطار تحقيق حول مخالفات مالية وشبهات بفساد منهجي في عمليات الشراء والتعاقد.
وبينما تطرّق الحديث أيضًا إلى السيناريوهات المحتملة، فإن مدى قدرة المفوضية على منع اتساع دائرة التداعيات في وقت تتزايد فيه الضغوط على مؤسسات الاتحاد، يظلُّ موضع تساؤل خطير.
وتتوقع مصادر أوروبية أن تؤدي فضيحة الفساد إلى تفاقم الصراع المتوتر أصلًا بين فون دير لاين ومفوضة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي كايا كالاس.
من جانبها قالت الرئيسة المشاركة لكتلة اليسار في البرلمان الأوروبي مانون أوبري: "إن مصداقية مؤسساتنا على المحك".
وإذا ثبتت صحة هذه الاتهامات، فإنها ستؤدي إلى أكبر فضيحة تهز بروكسل منذ الاستقالة الجماعية للجنة جاك سانتير في عام 1999.
وبينما انخرط مسؤولون أوروبيون في تقييم عامٍ كامل من أداء فريق فون دير لاين، فإن التحقيق طغى على أي محاولة لتقديم حصيلة جيدة لسياسات المفوضية، ليصبح السؤال الحقيقي: هل تستطيع القيادة الأوروبية تجاوز هذه الأزمة قبل أن تتحول إلى شرخ عميق في مصداقية الاتحاد؟