ذكرت صحيفة "بوليتكو"، الثلاثاء، أن وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاغون" تستعد لتغيير إشرافها على جزيرة غرينلاند بوضعها تحت قيادة الولايات المتحدة العسكرية الشمالية.
وقالت الصحيفة، إن قرار "البنتاغون" بتغيير الإشراف قد يتم على الجزيرة هذا الأسبوع؛ ما قد يُساعد الولايات المتحدة على توسيع نطاق درعها الصاروخية "القبة الذهبية" من خلال توفير المزيد من الرادارات للتغطية.
ونقلت الصحيفة عن مسؤول في "البنتاغون" ومصادر مطلعة، أن "غرينلاند ستنتقل بموجب الخطة من نطاق اختصاص القيادة الأوروبية إلى القيادة الشمالية، المسؤولة عن الإشراف على أمن أمريكا الشمالية".
وقال أحد المصادر المطلعة: "من منظور جغرافي، تبدو هذه الخطوة منطقية إلى حد ما. أما من منظور سياسي، فمن الواضح أن هذا سيُقلق أوروبا".
ويأتي قرار "البنتاغون" ضمن جهود الرئيس دونالد ترامب المستمرة منذ أشهر لامتلاك غرينلاند التي تتمتع بالحكم الذاتي وترتبط بالدنمارك.
وقد أثار ترامب مسألة شراء غرينلاند خلال ولايته الأولى، لكنه كرّر الحديث عنها منذ فوزه في الانتخابات في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي؛ ما أثار قلق سكان الجزيرة البالغ عددهم 58 ألف نسمة، وأثار استياء الحكومة الدنماركية التي تقول إنها لا ترغب في بيعها.
وسيخضع ضم غرينلاند إلى القيادة الشمالية لتدقيق شديد في الدنمارك وحلف شمال الأطلسي (الناتو)، الذي أبدى قلقه إزاء حملة ترامب التي استمرت شهورًا للسيطرة على الجزيرة ورفضه استبعاد العمل العسكري للاستيلاء على أراضيها. وستبقى الدنمارك وجزر فارو شبه المستقلة تحت القيادة الأوروبية؛ ما يخلق انقسامًا رمزيًّا وعمليًّا بين تلك الأراضي وغرينلاند.
يُعدّ تغيير الاختصاصات جزءًا من مراجعة قيادة "البنتاغون" لخطة القيادة الموحدة، التي تُحدد مجالات مسؤولية قادة القوات القتالية الستة في المناطق الجغرافية التابعة للوزارة.
لقد تحدثت إدارة ترامب منذ أشهر عن الأهمية الاستراتيجية لغرينلاند بالنسبة للأمن الأمريكي، مشيرة إلى أن موقعها في شمال الأطلسي يجعل السيطرة الأمريكية حاسمة لبرامج الدفاع الصاروخي المكثفة، ومراقبة الشحن الروسي والصيني في القطب الشمالي.
ويفتح هذا التغيير المجال أمام إمكانية إضافة المزيد من أنظمة رادار القبة الذهبية على غرينلاند وتوسيع تلك الشبكة من أجهزة الاستشعار، مع مواءمة الجزيرة بشكل أوثق مع خطط الدفاع الإقليمية الكندية والأمريكية.