logo
العالم

"إبستين" والإغلاق الحكومي.. ترامب يمر بفترة عصيبة و"جبهات متعددة"

دونالد ترامبالمصدر: رويترز

في أسبوعين يُعدّان من أسوأ الفترات في ولاية الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب الثانية، تحولت الفرص السياسية إلى كوارث متتالية، مع شبح جيفري إبستين يلوح في الأفق كتهديد وجودي. 

وبينما كان من المفترض أن يحتفل الرئيس الأمريكي بانتصار في إنهاء الإغلاق الحكومي الذي استمر 43 يوماً، وهو الأطول في التاريخ، لكن الديمقراطيين سرقوا الأضواء بكشف رسائل بريد إلكتروني مدمرة تربط ترامب بـ "المجرم الجنسي" الراحل. 

ووفق تقرير لـ "سي بي إس"، فإنه مع اقتراب تصويت مجلس النواب على مشروع قانون لنشر ملفات إبستين، يبدو أن ترامب يواجه اختباراً سياسياً قد يفتح جروحاً قديمة داخل حزبه الجمهوري.

وبدأت العاصفة في الرابع من نوفمبر/ تشرين الثاني الجاري، حين حقق الديمقراطيون "موجة زرقاء" في الانتخابات المحلية، ففازوا بحكم ولايتي نيوغيرسي وفيرجينيا، وانتُخب الاشتراكي المعادي لترامب، زهران ممداني، رئيساً لبلدية نيويورك. 

ووصف موقع "أكسيوس" هذه الانتصارات بأنها "حكم جزئي على الأسعار المرتفعة وتكلفة المعيشة" في العام الأول من ولاية ترامب الثانية؛ إذ استمرت الضربات في اليوم التالي، فأبدت المحكمة العليا تشككاً في مرافعات الحكومة لتبرير تجاوز ترامب للكونغرس في فرض التعريفات الجمركية؛ ما وضع نظامه الجمركي في خطر.

جبهات متعددة

في مقال على موقع MSNBC بعنوان "كل شيء عن أسبوع ترامب السيئ للغاية يعود إلى السبب نفسه"، أكد جاريد بيرنشتاين، الرئيس السابق لمجلس المستشارين الاقتصاديين، أن "الضربات جاءت على جبهات متعددة، لكن موضوعها الموحد: عدم القدرة على تحمل التكاليف".

وأضاف أن ترامب يرتكب خطأً فادحاً بإنكار الواقع الاقتصادي الذي يعيشه الأمريكيون، ووسط هذه الفوضى، جاءت لحظة إيجابية نادرة يوم الأربعاء، حين وقّع الرئيس الأمريكي مشروع قانون إنهاء الإغلاق الحكومي؛ ما أدى إلى انقسام الديمقراطيين. 

اتهم بعضهم قيادة الحزب بالاستسلام، بينما تباهى ترامب في مقابلة مع فوكس نيوز قائلاً: "الجمهوريون حطموه"، مشيراً إلى زعيم الأقلية تشاك شومر، لكن الديمقراطيين ردّوا بضربة قاصمة، بإصدار ثلاث رسائل بريد إلكتروني من لجنة الرقابة بمجلس النواب، تربط إبستين بالرئيس الأمريكي.

وتكشف الرسائل تبادلاً بين إبستين، والكاتب مايكل وولف، وجيسلين ماكسويل، الصديقة السابقة للمدان والمسجونة 20 عاماً بتهم الاتجار الجنسي بقاصرين. 

وفي بريد إلكتروني من أوائل 2019، زعم إبستين أن ترامب "كان يعرف عن الفتيات؛ لأنه طلب من جيسلين التوقف". رد الجمهوريون بإصدار 20 ألف صفحة من وثائق ملكية إبستين، لكن ذلك لم يخفف الضرر؛ إذ أجبرت التداعيات البيت الأبيض على "السيطرة على الأضرار"؛ ما حوّل أسبوعاً محتمل الفوز إلى كارثة.

أخبار ذات علاقة

الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بجانبه ساعة رولكس

"الدبلوماسية الذهبية".. كيف اشترت سويسرا رضا ترامب؟ (فيديو إرم)

ولم تكن تداعيات إبستين العقبة الوحيدة، فقد لاقى اقتراح ترامب بقروض عقارية لـ50 عاماً انتقادات واسعة، كما أثارت مقابلته مع لورا إنغراهام على فوكس نيوز غضباً في قاعدته. 

ودافع الرئيس الأمريكي عن برنامج تأشيرة H-1B لجلب عمال أجانب، قائلاً إن الأمريكيين يفتقرون المهارات اللازمة، لترد سافانا هيرنانديز، مساهمة في مجموعة "نقطة تحول الولايات المتحدة" المحافظة، على منصة "إكس" إن "على ترامب الخروج من فقاعته، والاستماع إلى الشعب الذي انتخبه".

مع تصاعد مخاوف القدرة على تحمل التكاليف وانحدار شعبيته في استطلاعات الرأي، تراجع ترامب ليلة الجمعة عن سياسته المميزة بإلغاء تعريفات على واردات أغذية، رغم إصراره سابقاً على عدم علاقتها بالتضخم، إذ يُرى هذا كتأثر بالتداعيات السياسية للأسبوعين.

لكن الخطر الأكبر يلوح في الأفق، فهناك تصويت مجلس النواب الأسبوع المقبل على مشروع قانون نشر ملفات إبستين، الذي قدمه النائبان رو خانا (ديمقراطي) وتوماس ماسي (جمهوري) في يوليو الماضي. وحظي بدعم كل الديمقراطيين وأربعة جمهوريين، بمن فيهم لورين بويبرت، مارجوري تايلور جرين، ونانسي مايس. قال تشيب فيلكيل، خبير اتصالات جمهوري: "إذا صوت جمهوريون آخرون للنشر، فهذا يشير إلى تحول". 

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2025 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC