شهدت العاصمة النيجيرية أبوجا، أمس الاثنين، مواجهاتٍ بين قوات الأمن ومتظاهرين نددوا بالاحتجاز المستمر لزعيم الحركة الانفصالية حركة الشعب الأصلي لبيافرا (IPOB) المحظورة، ننامدي كانو، الذي يواجه تهما بالإرهاب منذ عام 2021.
وبحسب مصادر استخدمت الشرطة الغاز المسيل للدموع، وانتشرت مدرعات وقوات مسلحة لفرض السيطرة على الطرق الرئيسة، في حين أظهرت قوات الجيش دعمها للشرطة في استعراض قوة واضح.
وكشف محللون أن هذه الاحتجاجات تأتي في ظل ذاكرة جماعية مؤلمة؛ فقبل أكثر من 50 عاما، اندلعت الحرب الأهلية في نيجيريا بين عامي 1967-1970، حين حاولت منطقة الجنوب الشرقي الانفصال لتصبح جمهورية بيافرا، وأسفرت الحرب عن مقتل أكثر من مليون شخص، وهذه الخلفية التاريخية تجعل من تحرك أنصار كانو قضية حساسة على الصعيد السياسي والاجتماعي، حيث يعكس استمرار الاحتجاز شعورا متجددا بالظلم وعدم الثقة في السلطة المركزية.
من جهة أخرى فإن كانو، الذي يحمل الجنسية البريطانية ويقود حركة الشعب الأصلي لبيافرا (IPOB) المحظورة، يسعى لانفصال جنوب شرق نيجيريا الذي يضم أغلبية من عرق "الإيبو"، فيما وصف أنصاره محاكمته بأنها ذات دوافع سياسية، مطالبين بإطلاق سراحه وإسقاط التهم الـ7 الموجهة إليه، والتي قد تصل عقوبتها إلى السجن مدى الحياة.
وأشار مراقبون إلى أن استخدام القوة المكثفة لقمع الاحتجاجات قد يزيد من الاحتقان بين الجماهير "الإيبو"، ويشعل النقاش حول حقوق الأقليات والانفصال إلى صدارة المشهد السياسي النيجيري؛ ما يطرح تساؤلات حول قدرة الحكومة على احتواء التوتر دون تصعيد جديد.