وقّع المدير العام لوزارة الدفاع الإسرائيلية، الجنرال (احتياط) أمير برعام، الأسبوع الماضي مذكرة تفاهم مع نظيره الهندي راجيش كومار سينغ لتعزيز التعاون الدفاعي بين البلدين.
وتُعدّ الهند أكبر زبون للصناعات الدفاعية الإسرائيلية، وفقًا لمعهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام (SIPRI)، إذ استحوذت بين عامي 2020 و2024 على نحو 34% من إجمالي صادرات إسرائيل الدفاعية، بحسب صحيفة "جيروزالم بوست".
وبحسب التقارير، زار وفد من وزارة الدفاع الهندية إسرائيل سراً، كما أورد موقع "جناح أبحاث الدفاع الهندي"، للتوصل إلى اتفاقيات تسمح للهند بشراء صواريخ باليستية من طراز "إير لورا" (Air Lora) من شركة الصناعات الجوية الإسرائيلية (IAI)، وصواريخ كروز من طراز "كاسحة الجليد" (Ice Breaker) التي تنتجها شركة رافائيل للأنظمة الدفاعية المتقدمة (Rafael Advanced Defense Systems)، إضافة إلى إمكانية تصنيعها محليًّا في الهند.
وأشارت تقارير هندية سابقة إلى رغبة نيودلهي في الحصول على صواريخ "إير لورا" بعد النجاح الكبير الذي حققته صواريخ "رامبيج" خلال المناوشات الأخيرة مع باكستان.
ويبلغ مدى صاروخ "رامبيج" نحو 250 كيلومترا، ويستخدمه سلاح الجو الهندي على طائرات "سوخوي 30" و"ميغ 29"، ويتميز بدقة عالية، إلا أن مداه المحدود يُعرّض المقاتلات الهندية لخطر أنظمة الدفاع الجوي الباكستانية الصينية الصنع.
أما صاروخ "إير لورا" فيبلغ مداه 400 كيلومتر، ما يُمكّن الطائرات من ضرب أهدافها دون تعريض نفسها للخطر أمام الدفاعات الجوية المتطورة.
وصُمم صاروخ "إير لورا"، الذي طُوّر في قسم الصناعات الجوية والبحرية (MLM) التابع للصناعات الجوية الإسرائيلية، لمهاجمة مواقع الصواريخ والقواعد العسكرية وأنظمة الدفاع الجوي دون الحاجة إلى تعريض الطائرات أو الطيارين لأي خطر مباشر.
ويزن الصاروخ نحو 1600 كيلوغرام، ويحلّق بسرعات تفوق سرعة الصوت، ويستخدم نظام ملاحة عبر الأقمار الصناعية محميًّا من التشويش الإلكتروني.
ومن أبرز ميزاته أنه يُطلق دون الحاجة إلى توجيه بعد الإطلاق، ما يعني أنه بمجرد إطلاقه نحو الهدف لا يتطلب أي تدخل إضافي.
كما يمكنه حمل رؤوس حربية متنوعة لمهاجمة أهداف مختلفة، سواء كانت سهلة أو محصّنة. وبفضل مداه البالغ 400 كيلومتر ودقته التي تصل إلى عشرة أمتار، يمنح الصاروخ الهند قدرة على استهداف أي قاعدة باكستانية تقريبًا.
وفي الوقت نفسه، تُبدي الهند اهتمامًا بصاروخ كروز "كاسحة الجليد"، الذي صُمم لشن هجمات على أهداف برية وبحرية على مدى يقارب 300 كيلومتر.
يتميز الصاروخ بفعاليته في جميع الظروف الجوية، وقدرته على العمل في بيئات مشبعة بالحرب الإلكترونية. كما أنه مزوّد بنظام ملاحة وتوجيه يعتمد على الأشعة تحت الحمراء (IIR)، ما يتيح له رصد الأهداف وتحديدها بدقة عالية باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي.
تتمتع الصناعات الدفاعية الإسرائيلية، وخاصة شركة الصناعات الجوية الإسرائيلية (IAI)، بخبرة واسعة في التعاون العسكري داخل الهند.
ففي إطار هذا التعاون، تُشغّل IAI شركتها التابعة "خدمات الفضاء الهندية" (ASI)، التي تأسست العام الماضي ضمن شراكة مع منظمة البحث والتطوير الدفاعي الهندية (DRDO)، وهي الهيئة الحكومية المسؤولة عن الابتكار الدفاعي في الهند والمكافئة لمنظمة "مافات" الإسرائيلية.
وتضم شركة ASI نحو 50 موظفًا، 97% منهم من المواطنين الهنود، وتتمركز مكاتبها في العاصمة نيودلهي، بينما تنتشر مصانعها في أنحاء شبه القارة الهندية.
وتُصنّع الشركة منتجاتها ضمن إطار برنامج "صنع في الهند" الذي أطلقته الحكومة لتعزيز الاكتفاء الذاتي في الصناعات الدفاعية.
وبالتوازي مع ذلك، تحافظ شركة IAI على تعاون وثيق مع عدد من الشركات الهندية في مشاريع دفاعية مشتركة، بما يعزز مكانة الشراكة الإسرائيلية-الهندية كإحدى أبرز التحالفات الدفاعية في آسيا.
