رئيس الموساد يعتبر أن على إسرائيل "ضمان" عدم استئناف إيران لبرنامجها النووي
بدأت طالبان إعادة ترتيب تحالفاتها التاريخية بين الهند وباكستان، مستفيدة من الانقسامات والضغط الجيوسياسي لتعزيز استقلالية كابول.
فمنذ الانقلاب الأخير في 2021، سعت الحركة إلى تعزيز علاقاتها مع نيودلهي، مستفيدة من الضغوط المستمرة على باكستان نتيجة النزاعات الحدودية والهجمات المتبادلة على طول خط دوراند.
ويعتقد الخبراء أن زيارة وزير الخارجية الأفغاني، أمير خان متقي، إلى الهند في أكتوبر الماضي، عززت هذه الديناميكية التاريخية، وردت الهند بترقية بعثتها الفنية في كابول إلى سفارة كاملة، في خطوة تعتبر ضمن أولى محاولاتها لتطبيع العلاقات مع حكومة طالبان، بعد أن كانت مترددة في التعامل مع الحركة بوصفها أداة استراتيجية لباكستان.
كما أن التاريخ والجغرافيا لعبا دورًا أساسيًا في هذا التقارب الجديد؛ فجميع الأنظمة الأفغانية، منذ استقلال البلاد وحتى اليوم، واجهت صدامات مستمرة مع باكستان، سواء حول مسألة الحدود أو مشروع "باشتونستان" الذي يضم مناطق أفغانية وباكستانية، بينما حافظت على علاقات دافئة نسبياً مع الهند.
وهذا النمط التاريخي يُعيد نفسه اليوم مع طالبان، التي لم تعد خاضعة تمامًا لتأثير باكستان، بل تسعى لتعزيز استقلاليتها السياسية والدينية، كما ظهر في زيارة متقي لمدينة ديوبند، حيث حصل على شهادة في الحديث وحق استخدام لقب "قاسمي"، في خطوة رمزية لتأكيد الاستقلال الديني عن باكستان.
ورغم الانفتاح على الهند، فإن هذا التقارب لا يشكل تحديًا حقيقيًا لباكستان؛ نظرًا لعدم وجود حدود مباشرة بين الهند وأفغانستان، وبالمقابل، باكستان تظلّ اللاعب الخارجي الأقوى في أفغانستان، مع قدرة كبيرة على التأثير أو التخريب، لكن التاريخ يظهر أن محاولاتها للهيمنة المستمرة على كابول غالبًا ما تصطدم بالواقع الجيوسياسي والضغط المحلي.
ومن منظور استراتيجي، تستخدم طالبان علاقاتها مع الهند لتحقيق توازن مع باكستان، وتعزيز سيادتها الوطنية، بينما تحافظ الهند على نهج صبور يركز على الدعم التنموي واحترام سيادة أفغانستان، بعيدًا عن أي مواجهة مباشرة مع باكستان، وهو ما يعكس منطق الجغرافيا والسياسة الذي يشكل العامل الأساسي في تاريخ العلاقة الثلاثية بين كابول ونيودلهي وإسلام آباد.