logo
العالم

"نيويورك تايمز": أي حرب أمريكية مقبلة مع إيران لن تمنع التسلّح النووي

"نيويورك تايمز": أي حرب أمريكية مقبلة مع إيران لن تمنع التسلّح النووي
الرئيس الأمريكي دونالد ترامبالمصدر: رويترز
15 يونيو 2025، 9:04 ص

قال تقرير نشرته صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، إن أي حرب أمريكية مقبلة مع إيران ستكون كارثية، مؤكدا أن الحرب لن تمنع التسلّح النووي على المدى الطويل، ولهذا فإن الخيار الأمثل في التعامل مع إيران ظل دائما إما عبر الدبلوماسية أو عبر الإهمال المتعمّد.

وأشارت الصحيفة إلى أن الولايات المتحدة باتت تقترب بشكل مقلق من الانجرار إلى تدخل عسكري جديد في الشرق الأوسط، لكن هذه المرة بدفع من إسرائيل، التي تبدو أقل فأقل كحليف موثوق.

أخبار ذات علاقة

مبنى في العاصمة الإيرانية طهران دُمر في غارة إسرائيلية

بعد ضربة إسرائيل.. ما حقيقة لجوء إيران إلى "طاولة المفاوضات النووية"؟

وبحسب التقرير، فإن الهجوم الإسرائيلي المفاجئ على إيران يوم الجمعة الماضي أنهى على الأرجح أي فرصة للتوصل إلى اتفاق نووي، كانت الولايات المتحدة تسعى إليه منذ شهور.

وأضافت الصحيفة أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، من خلال هذا التصرف المتهور، عرض حياة نحو 40 ألف جندي أمريكي منتشرين في المنطقة للخطر؛ مما جعلهم عرضة لرد إيراني مباشر قد يجرّ واشنطن إلى حرب شاملة مع طهران.

ورغم إقرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يوم الخميس السابق بإمكانية وقوع هجوم إسرائيلي وشيك، لم تبدأ الولايات المتحدة بإجلاء عائلات العسكريين وموظفي السفارة غير الأساسيين إلا بعد ظهر الأربعاء. كما لم تبدأ وزارة الخارجية بوضع خطط للإجلاء الجماعي للمواطنين الأمريكيين إلا قبل ساعات قليلة من وقوع الهجوم.

وشددت الصحيفة على أن الحرب مع إيران ستكون بمثابة كارثة ونهاية لعقود من التدخلات الإقليمية للولايات المتحدة، وهي السياسات التي لطالما ندد بها ترامب نفسه. واعتبرت أن الولايات المتحدة لن تجني شيئًا من محاربة دولة تُعد ضعيفة نسبيًا وتسبّب مشاكل في محيطها، لكنها لا تشكل تهديدًا أمنيا مباشرا لواشنطن.

وأكد التقرير أن الخسائر لن تكون مادية فقط، بل ستشمل أرواح الجنود الأمريكيين، إضافة إلى تقويض أي فرصة للتعافي من ماضي الولايات المتحدة المظلم في المنطقة.

وفي ظل معارضة غالبية الأمريكيين (بمختلف توجهاتهم السياسية) لفكرة الحرب مع إيران، ترى الصحيفة أن سبب هذا الرفض يعود إلى درسين أساسيين تعلمتهما واشنطن من تجاربها القتالية في الشرق الأوسط على مدار 25 عاما: أن الحروب الوقائية لا تحقق أهدافها، وغالبا ما تفرز عواقب غير مقصودة تؤثر سلبا على الأمن القومي الأمريكي لعقود.

وضرب التقرير مثالًا بالغزو الأمريكي للعراق عام 2003، الذي جاء بذريعة كاذبة لمنع انتشار أسلحة الدمار الشامل. فإلى جانب أن صدام حسين لم يكن يمتلك هذه الأسلحة، أدى الغزو إلى فوضى داخلية وحرب أهلية قلبت موازين القوى لصالح إيران، ومكّنتها من تشكيل ميليشيات موالية داخل العراق، وانتهى الأمر بصعود تنظيم داعش.

وحذّرت الصحيفة من أن أي حرب مع إيران لن تكون أسهل، بل ربما تكون نتائجها أكثر تدميرًا. وفي حال انخرط الجيش الأمريكي في المواجهة، فسيبدأ على الأرجح بغارات جوية نظرًا لحجم إيران الشاسع وطبيعتها الجغرافية الجبلية الوعرة، لكن هذه الغارات قد لا تكون كافية لتدمير القدرات النووية الإيرانية.

وإذا فشلت الضربات الجوية، يتعرض الجيش الأمريكي لضغوط داخلية وخارجية لتنفيذ هجوم بري على غرار "النموذج الأفغاني" الذي استخدمته واشنطن في إسقاط حكم طالبان.

وخلص التقرير إلى أن أفضل السيناريوهات، حتى وإن تمكنت الولايات المتحدة من تدمير معظم المواقع النووية الإيرانية، فإنها لن توقف طموح إيران النووي بل ستؤخره فقط. وبما أن إيران تحتفظ بالمعرفة التقنية، فإنها قادرة على إعادة بناء منشآتها بسرعة. كما أن أي هجوم سيزيد من إصرار النظام الإيراني على امتلاك قنبلة نووية لردع أي هجمات مستقبلية من أمريكا أو إسرائيل.

وختمت الصحيفة بالقول إن ترامب، الذي يفاخر بأن ولايته الأولى لم تشهد أي حروب جديدة، يجب أن يحافظ على هذا "الإرث"، وأن يقاوم ضغوط نتنياهو وصقور السياسة الداخلية؛ لأن الانجرار إلى حرب مع إيران سيكون خطأً فادحا لا يمكن إصلاحه.

;
logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC