تلقى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أمس الأحد "رسالة تحذيرية" من أهالي رهائن إسرائيل لدى حماس، دعوا فيها إلى الانتباه لمناورات بنيامين نتنياهو خلال لقاء سيعقد اليوم الاثنين، والضغط عليه لوقف الحرب فوراً وإعادة الرهائن.
وأشارت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية إلى تفاعل ترامب بشكل كبير مع الرسالة، التي أكد معدوها "تناقض إنهاء الحرب وإعادة المختطفين الـ48 مع اتساع نطاق الحرب التي تشنها إسرائيل حالياً في قطاع غزة".
وقال الموقعون على الرسالة: "عزيزي الرئيس، دونالد ترامب، نشكركم على تمسككم الشجاع بموقفكم. نعلم أن هذا سيكون محور اجتماع اليوم الاثنين مع رئيس الوزراء نتنياهو. نرجوكم سيدي الرئيس أن لا تتوقفوا، نحن بحاجة إليكم. أحباؤنا الـ48 بحاجة إليكم، ونحن بحاجة إليهم في وطننا".
وكتبوا في الرسالة أيضاً: "تعاني عائلاتنا معاناة وقلقاً بالغين. لن ننسى أبداً إدراكك لهذه الحقيقة والتزامك الراسخ بعودة أفراد عائلاتنا. نكتب إليكم اليوم لنشكركم على كلماتكم وأفعالكم في الجمعية العامة للأمم المتحدة، ولندعمكم ونشجعكم على مواصلة اتخاذ جميع الخطوات اللازمة لإنهاء الحرب. وندرك الأهمية الاستثنائية لاجتماعكم مع رئيس الوزراء نتنياهو اليوم الاثنين".
وأضاف أهالي الرهائن: "نعلم مدى تركيزكم على مستقبل قطاع غزة، وإصراركم على إنهاء الحرب، ونقدر استخدام نفوذكم السياسي لإنهاء الأزمة، ونطلب منكم الوقوف بحزم ضد أي محاولة لتخريب الاتفاق".
وأشاروا إلى أن الخطر كبير جداً، لا سيما في ظل تأكيد الرئيس الأمريكي على أنه بدلًا من الرضوخ لمطالب حماس بالفدية، يجب على جميع محبي السلام أن يتحدوا تحت راية واحدة: أطلقوا سراح الرهائن الآن!".
وفي لقاء مع "يديعوت أحرونوت"، لفتت ويكي كوهين، والدة الرهينة نمرود، إلى أن ضغوط الداخل الإسرائيلي قد تقوض الاتفاق.
وأضافت: "من الواضح أن نتنياهو سيحاول خلق صعوبات لمنع تمرير الاتفاق. سمعنا بالفعل تصريحات بن غفير، ورأينا أعضاء من مجلس المستوطنات يحاولون إقناع نتنياهو بعدم التوقيع على الاتفاق. هناك قوى عديدة تعمل على إفشال الاتفاق. آمل أن يفرض ترامب الاتفاق عليه، وانتزاع أي خيار آخر من فوق الطاولة".
إلى ذلك، ألمحت صحيفة "معاريف" إلى متاهة نتنياهو في واشنطن قبل لقاء القمة مع ترامب اليوم الاثنين، فمن جهة، تعقد اجتماعات مكثفة مع أقرب مساعدي ترامب - ويتكوف وكوشنر - بهدف وضع اللمسات الأخيرة على تفاصيل خطة إنهاء الحرب في غزة. ومن جهة أخرى، يتزايد الضغط من شركائه السياسيين في الداخل "بن غفير وسموتريتش" اللذين يضعان خطوطاً حمراء واضحة وينقلان رسائل سياسية حازمة من الداخل.
وفي مقابلة مع قناة "فوكس نيوز" الأمريكية، أبدى نتنياهو اعتدالاً نسبيًا في تأكيده على استعداده لقبول الخطة. مع بعض التحفظات واختلاف الآراء، قال نتنياهو "نعم". وأكد على ضرورة إطلاق سراح الرهائن، وإنهاء حكم حماس، ونزع سلاح قطاع غزة.
وأضاف نتنياهو أنه "إذا أنهت حماس الحرب وأفرجت عن الرهائن، فسيكون من الممكن الحديث عن رحيل كبار مسؤوليها من القطاع".
ورغم ذلك، تشير الصحيفة العبرية إلى أن "من يعرف نتنياهو يدرك أن كلماته محسوبة للغاية، وكل صيغة مصممة لإفساح المجال أمام مناورات مع شركائه في الائتلاف".
ولزيادة الضغط، وصل وفد من قادة مجلس المستوطنات أمس الأحد إلى نيويورك على متن رحلة جوية طارئة من إسرائيل. وفي محاولة يائسة، سعوا إلى إحياء فكرة ضم الضفة الغربية، وإعادة طرحها على جدول أعمال القمة المرتقبة اليوم الاثنين بين نتنياهو وترامب.
وترى "معاريف" أن نتنياهو لا ينتوي رفض "فيتو" ترامب على حظر الضم، لا سيما وأن رئيس الوزراء الإسرائيلي يعلم أن المعركة حقيقية، وتقتصر مباحثات اللحظة الأخيرة مع ويتكوف وكوشنر على تفاصيل إنهاء الحرب في غزة.
لكن مجرد وجود قادة مجلس المستوطنات في نيويورك قبل ساعات قليلة من لقاء القمة بين نتنياهو وترامب، يعطي انطباعاً بأن الأول لم يعد يمتلك أي وسيلة للتخلص من ضغوط الداخل الإسرائيلي، لا سيما وخصوم الخطة الأمريكية ينتظرونه بعد العودة من واشنطن.
وخلصت الصحيفة العبرية إلى أن "نتنياهو لم يأت إلى البيت الأبيض اليوم ليقول (لا). ربما يترك هذا الدور لحماس. إلا أن السوابق تؤكد إجادة نتنياهو للتصرف في مثل هذه اللحظات الحاسمة".
وتابعت "هو يجيد كسب الوقت، وكسب يوم وأسبوع جديدين، وتقديم وعود مبهمة لجميع الأطراف. لكن هذه المرة، يبدو أن "الحبل المشدود" الذي يمشي عليه أضعف من أي وقت مضى".
وأضافت أن "ترامب ليس رئيساً صبوراً، وشركاؤه في اليمين ليسوا على استعداد للانتظار شهورًا أخرى. اليوم الاثنين في البيت الأبيض، سنعرف ما إذا كان نتنياهو سينجح مجدداً في تحقيق المستحيل، والإمساك بالعصا من كلا الطرفين".