يستعد الرومانيون للتصويت في الانتخابات البرلمانية، اليوم الأحد، حيث يسعى اليمين المتطرف لتحقيق نجاح غير مسبوق قد يعيد تشكيل المشهد السياسي لهذه الدولة العضو في الاتحاد الأوروبي وحلف الناتو والمجاورة لأوكرانيا.
وقالت صحيفة "لو فيغارو" الفرنسية إن هذه الانتخابات تأتي وسط توترات متصاعدة عقب فوز مرشح اليمين المتطرف، كالين جورجيسكو، بالجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية بشكل مفاجى.
وبينت أن هذا الفوز أثار اتهامات بتدخل أجنبي، حيث أشارت السلطات إلى تأثير روسي ودور منصات مثل "تيك توك"، كما أمرت المحكمة الدستورية بإعادة فرز جزئي للأصوات؛ ما زاد المخاوف بشأن نزاهة العملية الانتخابية.
ومن جانبها، قالت جينا فيسان، وهي ممرضة تبلغ من العمر 40 عامًا: "ما يحدث الآن لا يبدو ديمقراطيًّا جدًّا... يجب أن يحترموا تصويتنا"، مضيفة "نحن نشعر بخيبة أمل لكننا معتادون على هذا النوع من السلوك"، في تعبير عن الإحباط العام من الأحزاب التقليدية التي تُتهم كثيرًا بالفساد.
وأوضحت الصحيفة أن أحزاب اليمين المتطرف، التي تتفق على معارضة تقديم المساعدات لأوكرانيا، حققت أكثر من 30% في استطلاعات الرأي، وهي نسبة غير مسبوقة منذ سقوط الشيوعية عام 1989.
مشيرة إلى أن هذه الأحزاب، بما في ذلك "تحالف وحدة الرومانيين" (AUR) و"أنقذوا رومانيا" (SOS)، استغلت حالة الاستياء العام من التحديات الاقتصادية وما يُنظر إليه على أنه تبعية الحكومة لبروكسل.
ومن جانبه، قال جورج سورين، وهو اقتصادي يبلغ من العمر 45 عامًا، إنه يدعم المنصات القومية، مضيفًا "البرلمان الحالي أعطى الأولوية لمصالح أوكرانيا على حساب رومانيا"، وانتقد توجه الحكومة نحو سياسات الاتحاد الأوروبي.
وأضاف سورين أن ظهور أحزاب جديدة مثل "حزب الشباب" (POT)، الذي يدعم جورجيسكو، منح اليمين المتطرف زخمًا إضافيًا، مؤكدًا أنه يمكن لهذا الحزب تجاوز عتبة 5% اللازمة لدخول البرلمان؛ ما يزيد تعقيد المشهد السياسي.
وبحسب الصحيفة، تسعى الأحزاب الوسطية والمؤيدة لأوروبا إلى التصدي لصعود اليمين المتطرف، حيث يأمل حزب "الاتحاد لإنقاذ رومانيا" (USR)، بقيادة إلينا لاسكوني، في تعزيز موقعه بعد تحقيق المركز الثاني في الانتخابات الرئاسية.
وبدوره، وصف الرئيس الروماني المنتهية ولايته، كلاوس يوهانيس، الانتخابات بأنها "حاسمة" لمستقبل رومانيا، مؤكدًا أنها تمثل اختيارًا بين البقاء "أمة أوروبية حديثة" أو الانزلاق إلى "عزلة مدمرة" والعودة إلى ماضٍ مظلم.
وفتحت مراكز الاقتراع أبوابها الساعة الـ7:00 صباحًا بالتوقيت المحلي الـ(05:00 بتوقيت غرينتش) وتغلق الساعة الـ9:00 مساءً، مع توقع نشر استطلاعات الرأي بعد الإغلاق مباشرة.
واختتمت الصحيفة بالقول إنه مهما كانت النتائج، فإنها ستشكل لحظة محورية لرومانيا وسط التحديات الاقتصادية والحرب المستمرة على حدودها مع أوكرانيا.