المستشار الألماني: سنزيد الضغط عبر العقوبات إذا واصلت روسيا المماطلة بشأن وقف إطلاق النار

logo
العالم

الأمن الأفريقي يواجه تحديات الحدود المفتوحة.. أول اجتماع رفيع المستوى في أبوجا

الأمن الأفريقي يواجه تحديات الحدود المفتوحة.. أول اجتماع رفيع المستوى في أبوجا
قمة الدفاع الأفريقية في نيجيرياالمصدر: westafricaweekly
27 أغسطس 2025، 4:09 م

افتُتحت، هذا الأسبوع، في  نيجيريا قمة دفاعية وُصفت بالتاريخية، في وقتٍ تواجه فيه  أفريقيا تصدعات متسارعة في بنيتها الأمنية. 

ورغم الحضور الواسع لكبار قادة الجيوش من أكثر من 30 دولة، برز غياب بوركينا فاسو ومالي كعلامة فارقة، ليكشف عمق الشرخ بين دول الساحل التي يقودها العسكر وجيرانها في غرب أفريقيا.

قدّمت نيجيريا، التي استضافت أول لقاء قاري بهذا المستوى على أرض أفريقية، القمة باعتبارها نقطة تحوّل في مسار الأمن الجماعي وصياغة "حلول محلية" لمعضلات عدم الاستقرار. 

لكن انسحاب مالي وبوركينا فاسو – إلى جانب النيجر منذ يناير – من تكتل الإيكواس، وتشكيلهم تحالف دول الساحل (AES) لمواجهة التمردات الجهادية، ألقى بظلاله الثقيلة على أجواء المؤتمر.

أخبار ذات علاقة

ترامب خلال القمة الإفريقية في البيت الأبيض

نيجيريا تتحدى ترامب.. لماذا على أمريكا أن تقلق؟

ورغم غياب البلدين، حضرت النيجر بتمثيل محدود عبر الملحق العسكري العقيد سومانا كالكوي، في خطوة تعكس توازنًا دقيقًا بين رغبة نيامي في الحفاظ على خطوط التواصل مع نيجيريا، وبين استمرار ابتعادها عن المنظومة الإقليمية ومهامها المشتركة، خاصة في منطقة بحيرة تشاد.

شدد رئيس أركان الدفاع النيجيري الجنرال كريستوفر موسى في خطابه الافتتاحي، على أن الأمن لا يمكن تحقيقه في عزلة، داعيًا إلى بناء "هيكل جديد للتعاون بقيادة أفريقية"، حيث لا تعترف التهديدات المتنامية بالحدود.

ولاقت كلمات موسى صدى واسعًا بين الحاضرين، لكنها اصطدمت بواقع الانقسامات السياسية والعسكرية التي باتت أكثر وضوحًا.

فالعلاقات بين نيجيريا والنيجر – اللتين شكّلتا لسنوات محورًا أساسيًا في الحرب ضد بوكو حرام وتنظيم الدولة الإسلامية في غرب أفريقيا – تدهورت بشدة عقب انقلاب نيامي العام 2023. 

قادت أبوجا حينها حملة عقوبات صارمة، وهددت بتدخل عسكري لإعادة الرئيس محمد بازوم، قبل أن تعود العلاقات للتحسن بتوقيع مذكرة أمنية جديدة؛ غير أن انسحاب النيجر من العمليات الإقليمية الموحّدة ضد المسلحين ترك ثغرات أمنية على الحدود الهشة.

أخبار ذات علاقة

توقيع اتفاقيات بين نيجيريا والبرازيل

أفريقيا تفتح أبوابها للبرازيل.. شراكة في مجال الطاقة تربك هيمنة الغرب

أما مالي وبوركينا فاسو، فمضتا أبعد في تحدي المنظومة الإقليمية، إذ رفضتا الأطر المدعومة من الغرب واتجهتا نحو تعميق الشراكة مع موسكو للحصول على السلاح والتدريب. 

وفي المقابل، تتهمان الإيكواس وجيرانًا مثل بنين بمحاولة خنق سيادتهما عبر العقوبات وعرقلة التعاون الاستخباراتي. وفي الوقت ذاته، تكافح بنين تسلل الجماعات المسلحة من الساحل بدعم إقليمي محدود.

ورغم أن استضافة أبوجا للقمة تحمل رمزية قوية لطموح نيجيريا في استعادة دورها القيادي وترتيب البيت الأفريقي من الداخل، إلا أن الغياب الصارخ لدول الساحل يثير سؤالًا مصيريًا: هل يمكن لأفريقيا أن تبني أمنًا جماعيًا في الوقت الذي تبتعد فيه بعض أكثر دولها هشاشة عن الهياكل المصممة لحمايتها؟

ومع استمرار القمة حتى الأربعاء، تترقب العواصم الأفريقية ما إذا كانت أبوجا ستنجح في ترميم الشروخ، أم أن الانقسام سيكرّس واقعًا جديدًا من التكتلات المتنافسة، يضع مستقبل الأمن القاري على المحك.

;
logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC