أصبح رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان مصدر إلهام رئيسي وإستراتيجيي لحملة المرشح الرئاسي دونالد ترامب، حيث استثمرت حكومته موارد كبيرة للتأثير على الانتخابات الأمريكية لعام 2024، بهدف ترك بصمة دائمة على فترة رئاسية ثانية محتملة لترامب.
ويرى الصحفي الأمريكي المحافظ رود دريهر، الذي يقيم في بودابست منذ عامين، في أوربان نموذجًا للقائد، بحسب تقرير لصحيفة "لوفيغارو" الفرنسية.
وبعد لقاء جمعه بأوربان العام 2019 في العاصمة المجرية، وجد دريهر أن أوروبان مفكر يتمتع برؤية إستراتيجية لتحويل المدينة إلى عاصمة للفكر المحافظ.
ودريهر الآن يسهم في معهد الدانوب، وهو مركز أبحاث أنشأه المحافظون القوميون في المجر، ويتقاضى ما يقارب 8000 يورو شهريًا لتعزيز السرديات المؤيدة لأوربان في الإعلام المحافظ.
وأشار التقرير إلى أن استثمار بودابست في هذا الجهد الناعم يُعتبر ملحوظًا بالنسبة لدولة لا يتجاوز عدد سكانها 10 ملايين نسمة، مبينا أنه من خلال مراكز أبحاث مختلفة ومؤتمرات مثل مؤتمر العمل السياسي المحافظ (CPAC)، أنفقت الحكومة المجرية ملايين اليوروهات لتأسيس علاقات مع المحافظين الأمريكيين.
وخصص معهد الدانوب وحده 1.3 مليون يورو على مدى ثلاث سنوات للمتعاونين الأجانب ولتنظيم الفعاليات، بهدف تعزيز الروابط الفكرية بين المجر والولايات المتحدة.
من جانبه، يشير جيريمي كارل، العضو السابق في إدارة ترامب والمنتسب لمعهد الدانوب، إلى أن هذه الجهود الدبلوماسية أُطلقت علنًا من الجانب المجري.
وأكد أن فوز ترامب سيعزز نظام أوربان، الذي يواجه انتقادات متزايدة في المجر، وربما يخفف أيضًا من الانتقادات القادمة من بروكسل وستراسبورغ.
وبحسب تقرير الصحيفة الفرنسية، تمكنت المجر من تقديم نفسها كأرض اختبار للمحافظة القومية، محققة انتصارات انتخابية متتالية منذ العام 2010.
ويرى الجمهوريون في الولايات المتحدة، أن النموذج المجري يمثل طريقًا لتحقيق السلطة بلا منازع، حيث تعاونت مؤسسة "هيريتاج"، التي كانت مؤثرة خلال رئاسة ترامب، مع معهد الدانوب في "مشروع 2025"، وهو خريطة طريق لتفكيك المعارضة عند عودة ترامب إلى السلطة.
ويشير أوربان، الذي كان ضيفًا دائمًا في تجمعات المحافظين الأمريكيين، إلى هذا التأثير بكل فخر.
وأشار التقرير إلى أن سيطرة أوربان على السلطة منذ عودته إلى المنصب العام 2010 تضمنت هيمنة على الإعلام، وتعيين موالين في المناصب الإدارية الرئيسية، والسيطرة على الجامعات، حيث أثارت هذه الإجراءات العديد من القضايا القانونية من قبل المفوضية الأوروبية.
وفي خطاب ألقاه في مؤتمر العمل السياسي المحافظ (CPAC) في تكساس العام 2022، دعا أوربان المحافظين إلى "اللعب وفق قواعدهم الخاصة"، رافضًا المؤسسات والمفاهيم الليبرالية، التي وصفها كأدوات لخدمة الأجندات "الماركسية".
وأكد أن المعركة هي حرب ثقافية، داعيًا المحافظين إلى تبني إستراتيجية أوسع من السياسة وحدها.
وختمت الصحيفة بالقول إنه مع اقتراب الانتخابات الأمريكية، يعلق أوربان آماله على رهان محفوف بالمخاطر: التأثير على عودة ترامب إلى البيت الأبيض وترسيخ إرثه السياسي.
