logo
العالم

بعد تدميرها.. كيف يعيد ترامب ترميم العلاقة مع الصين "بشروطه"؟

ترامب وشيالمصدر: رويترز

بعدما عمل خلال ولايته الأولى وجزء كبير من ولايته الثانية على "نسف" الشراكة الأمريكية مع الصين، يعمل الرئيس دونالد ترامب حاليًا على إصلاح ما أفسده، ولكن بشروطه.

ووفق تقرير لصحيفة "وول ستريت جورنال"، فبعد أيام من العمل بين كبار المفاوضين التجاريين من الولايات المتحدة والصين في ختام يومين من المحادثات المتوترة في كوالالمبور يوم الأحد، توصلوا إلى اتفاق إطاري يمهد الطريق لترامب والزعيم الصيني شي جين بينغ للموافقة على "صفقة كبيرة" عندما يجتمعان يوم الخميس في كوريا الجنوبية.

أخبار ذات علاقة

رقصة ترامب خلال الترحيب به في مطار كوالالمبور

جولة ترامب الآسيوية.. الصناعة سلاح أمريكا الجديد في معركة النفوذ ضد الصين وروسيا

ويبدو أن الاتفاق بحد ذاته هدنة تجارية، قد تشمل استئناف الصين مشترياتها من فول الصويا الأمريكي وتأجيل فرض ضوابط جديدة على المعادن الأرضية النادرة. 

ومن بين الخيارات المطروحة أمام الولايات المتحدة تعليق فرض رسوم جمركية جديدة، وإلغاء ضريبة الـ 20% المفروضة على الصين بسبب دورها في أزمة الفنتانيل في الولايات المتحدة، والامتناع عن اتخاذ إجراءات سياسية جديدة ضدها.

لكن الاتفاق يتجاوز مجرد "وقف إطلاق نار مؤقت"، فالبند الأول في حوار رفيع المستوى مُهيكل حديثًا، يهدف إلى استكمال عام كامل من الدبلوماسية بقيادة الزعيمين، كما أن جدول أعماله طموح، إذ من المتوقع أن يزور ترامب بكين مطلع العام المقبل، تليها زيارة متبادلة من شي في وقت لاحق من ذلك العام.

"التحول المذهل"

بالنسبة لترامب، يعد هذا تحولًا مذهلًا، فقد وضعت رئاسته الأولى الولايات المتحدة والصين على مسارٍ نحو منافسة طويلة الأمد، وفق إيفان ميديروس، المسؤول السابق في الأمن القومي في إدارة باراك أوباما.

أخبار ذات علاقة

قاذفات نووية صينية

قبيل لقاء ترامب وشي.. الصين تستعرض قوتها النووية قرب تايوان

ويبدو الآن أن ترامب يُغيّر نهجه تجاه الصين، مطلقًا مرحلة جديدة من التعاون على مستوى أعلى، وبعيدا عن الدبلوماسية الرفيعة، فإن الهدنة تمهد الطريق لاستقرار تكتيكي للعلاقة على مدى العام المقبل.

ويعيد هذا الانفراج ترامب إلى دوره المفضل باعتباره "صانع الصفقات المركزي"، ما يضمن الإغاثة الاقتصادية قصيرة الأجل، مثل استئناف شراء فول الصويا، وهو ما يلعب بشكل جيّد مع الولايات التي تصوت للحزب الجمهوري.

لكن هذا التقويم الدبلوماسي الجديد، شديد التنظيم، يتناقض بشكل صارخ مع نهجه في ولايته الأولى، فبينما التقى ترامب بشي خلال رئاسته الأولى، كان هذا التواصل غالبًا ارتجاليًا، وطغت عليه معارك التعريفات الجمركية المتصاعدة، وافتقر إلى الجدول الرسمي المتبادل المقترح حاليًا.

أما الصين، فلا شك أنها ستسفيد من "ديناميكية" ترامب، إذ إن التفكير في دوائر صنع القرار في بكين، وفق ما تنقل "وول ستريت جورنال" عن مصادر مقربة من المسؤولين الصينيين، هو أن شي يقترب من هدفه القريب الأمد، وهو "الجمود الاستراتيجي".

تقارب الضرورة

ويرى محللون أن استراتيجية ترامب مع الصين "في نسخته الثانية" هي وليدة الضرورة، فهذا الإطار الجديد لا يقوم على الشراكة أو التعاون أو القيم المشتركة، بل هو اعتراف عفوي بأن المواجهة المفتوحة أصبحت مكلفة للغاية.

كما يدرك الرئيس الأمريكي أن مصالح بلاده الحيوية، من إدارة هيمنة الصين على المعادن النادرة إلى وقف تدفق الفنتانيل، تتطلب حوارًا عمليًا، فيما يقول محللون إن هذه محاولة لإرساء قواعد للتنافس طويل الأمد بين القوى العظمى.

وسيكون هذا الوفاق مبنيًا على أرضية هشة، فنقاط التوتر الأساسية في العلاقة، من مستقبل تايوان والمناورات العسكرية في بحر الصين الجنوبي إلى التنافس على التفوق في الذكاء الاصطناعي والحوسبة الكمومية، لا تزال دون حل ومتقلبة.

بالنسبة لإدارة تزدهر في ظل عدم القدرة على التنبؤ، فإن هذا السيناريو الجديد قد لا يكون بعيدًا عن استفزاز جيوسياسي واحد، أو منشور رئاسي واحد على وسائل التواصل الاجتماعي، قبل أن ينقلب رأسًا على عقب مرة أخرى.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2025 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC