logo
العالم

"جيوب المقاومة سُحقت".. لماذا تسوّق بوركينا فاسو النصر على المسلحين؟

عناصر من جيش بوركينا فاسو في الساحل الأفريقيالمصدر: (أ ف ب)

أثارت تصريحات رئيس بوركينا فاسو، النقيب إبراهيم تراوري، حول نجاح قواته في استعادة مناطق كانت تحت سيطرة الجماعات المسلحة تساؤلات حول ما إذا كانت بلاده قد أبعدت خطر التهديدات المسلّحة.

وقال النقيب تراوري إنّ "المقاتلين الذين كانوا يعتبرون تلك المناطق ملاذاً لهم تم طردهم، وهم الآن بين خيارين: الفرار من بوركينا فاسو أو الموت، ويمكن القول إن معاقل الجماعات المسلحة قد سُحقت" وفق تعبيره.

وشدّد تراوري على أنّ "العمليات العسكرية مستمرة حتى تأمين كافة أنحاء البلاد" دون الكشف عن خطط بشأن تلك العمليات.

أخبار ذات علاقة

زعماء المجالس العسكرية في النيجر ومالي وبوركينا فاسو

انهيار أمني كبير.. هل تقترب "نصرة الإسلام" من السيطرة على بوركينا فاسو؟


أمر سابق لأوانه

وتأتي تصريحات تراوري في وقت تتصاعد الهجمات التي تشنها الجماعات المسلحة في بوركينا فاسو، فيما تتزايد المخاوف الإقليمية مع نجاح جماعة نصرة الإسلام والمسلمين المرتبطة بتنظيم القاعدة الإرهابي في الزحف صوب العاصمة المالية، باماكو.

بدورها قالت المحللة السياسية المتخصصة في الشؤون الأفريقية، ميساء نواف عبد الخالق، إنّه "من السابق لأوانه الحديث عن قدرة بوركينا فاسو القضاء على الإرهابيين إلا بعد مرور أشهر لأن رئيس بوركينا فاسو النقيب إبراهيم تراوري أشار إلى استمرار العمليات العسكرية حتى تأمين كامل الحدود". 

وتابعت عبد الخالق في تصريح لـ "إرم نيوز" أنّ "هناك ضرورة للتعاون بين بوركينا فاسو مع جيرانها من أجل اقتلاع الإرهاب من جذوره لأن فرار العناصر الإرهابية إلى خارج الحدود يؤدي إلى مشاكل أمنية لدول الجوار، وتحديداً الدول المجاورة، وهي: مالي، والنيجر، وبنين، وتوغو، وغانا".

 وشدّدت على "أهمية تبنّي مقاربة شاملة للقضاء على ظاهرة الإرهاب وليس فقط من خلال العمليات الأمنية عبر مواجهة تحديات التنمية، وهو ما أشار إليه رئيس بوركينا فاسو حيث قال إن المرحلة المقبلة تتطلب التركيز على التصنيع والنهوض الاقتصادي والاجتماعي بما يخدم مصالح الأمة بأكملها".

أخبار ذات علاقة

زعيم بوركينا فاسو إبراهيم تراوري

بوركينا فاسو تحت المجهر.. سجون سرية وتضييق على الإعلام يثيران قلقا دوليا


تحفيز للقوات

وجاءت تصريحات تراوري على هامش الذكرى الخامسة والستين لاستقلال بوركينا فاسو، وذلك وسط تحديات أمنية واقتصادية ضخمة تواجهها البلاد الواقعة في منطقة غرب أفريقيا.

وقال الخبير العسكري المتخصص في الشؤون الأفريقية، عمرو ديالو، إنّه "من الواضح أن خطاب تراوري ليس منسجماً مع الواقع الأمني للبلاد، حيث تتصاعد الهجمات بشكل دموي لذلك يسعى رئيس بوركينا فاسو إلى تحفيز قواته التي لا تزال عاجزة عن وقف زحف المسلحين" وفق تقديره.

وبين ديالو في تصريح لـ "إرم نيوز" أنّ "حوالي 75 %ِ من أراضي بوركينا فاسو لا تزال خارجة عن سيطرة الحكومة المركزية، لذلك فإن القول إنه تمّ سحق المسلحين هو خطاب غارق في التفاؤل، ولا يمكن إثباته على أرض الواقع".

وأكد أنّ "تراوري يسعى إلى خوض حرب نفسيّة ضد المسلحين خاصة في ظل الهشاشة التي يعاني منها نظام حليفه آسيمي غويتا في مالي المجاورة، بالتالي في اعتقادي يبقى هذا الخطاب محاولة لتحفيز قواته وإنهاك الخصوم نفسياً أكثر منه واقعياً".

أخبار ذات علاقة

زعيم بوركينا فاسو إبراهيم تراوري

"الكرامة أولا".. بوركينا فاسو تتحدّى طلبا أمريكيا وترفض ضغوط ترامب

 

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2025 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC