حزب الله: تحرك مجلس الوزراء اللبناني بشأن خطة الجيش فرصة للعودة إلى الحكمة والتعقل
بين تشديد الرقابة الأمنية وتزايد تدفقات المهاجرين، أصبحت جبال البيرينيه الأطلسية البؤرة الأكثر سخونة في ملف الهجرة غير الشرعية نحو فرنسا.
وبينما تؤكد الدولة عزمها على إحكام السيطرة على الحدود، يبقى الواقع الجغرافي وتعدد المسارات السرية عقبة يصعب تجاوزها.
ورأى فرانسوا هيران، الباحث الديمغرافي والأستاذ في "كوليج دو فرانس"، في تصريحات لـ"إرم نيوز" أنه لا يوجد ارتفاع كبير في طلبات الهجرة واللجوء في فرنسا من عام إلى آخر.
وأشار إلى أنه بين عامي 2015 و2016، شهدت فرنسا ارتفاعًا حادًا في طلبات اللجوء بسبب النزاعات في الشرق الأوسط والقرن الأفريقي، لكنها انخفضت مع انتشار جائحة كورونا في عام 2020.
ويرى هيران أن الأعداد الحالية لا تشكل أزمة، رافضًا استخدام مصطلحات مثل "تسونامي المهاجرين" أو "موجات مد المهاجرين" التي تُستخدم في بعض الخطابات السياسية اليمينية والمتطرفة في فرنسا وأوروبا.
في بلدة بيريياتو، يقف رجال الشرطة على مدار الساعة عند حاجز حدودي يشهد تدقيقًا صارمًا في الوثائق، ليعكس صورة أوروبا التي، رغم توقيعها على اتفاقية شنغن منذ 3 عقود، لم تتخلَّ تمامًا عن ممارساتها القديمة.
وخلف هذه الصورة الرسمية، تتكثف الجهود الأمنية مع نشر وحدات من شرطة مكافحة الشغب والدرك والجمارك، استجابة لضغوط متزايدة على السلطات المحلية.
وللمرة الأولى، أصبحت البيرينيه الأطلسية المدخل الرئيس للمهاجرين غير الشرعيين إلى فرنسا، حيث ارتفع عدد الاعتقالات إلى 5,260 حالة في عام 2024، بينها 680 عملية توقيف في يناير/كانون الثاني وحده، أي 5 أضعاف ما كان عليه العدد في الفترة نفسها من العام السابق.
ووفقًا لجون ماري جيرييه، تشمل هذه التدفقات مهاجرين من المغرب وغينيا، إلى جانب وافدين جدد من الهند وباكستان، ما يعكس تحولًا في أنماط الهجرة.
ورغم تعزيز الحضور الأمني على الطرق الرئيسة، تظل هناك 27 طريقًا جبلية سرية تربط بين إسبانيا وفرنسا عبر سلسلة البيرينيه، مما يمنح المهاجرين والمهربين خيارات متعددة لعبور الحدود بعيدًا عن أعين السلطات.
وفي بعض المناطق، تمر مئات السيارات يوميًا عبر نقاط حدودية غير خاضعة للتفتيش المكثف، ما يمثل ثغرة أمنية رغم وعود وزارة الداخلية الفرنسية بتشديد الرقابة والتعاون مع مدريد.
وبين إرادة الدولة في فرض سيطرتها، والتحديات الجغرافية التي تفرض واقعًا مختلفًا، يظل ملف الهجرة غير الشرعية في الباسك معركة مفتوحة بين السلطة والمهاجرين الذين يسعون للوصول إلى الحلم الأوروبي، مهما كلفهم الأمر.