مقتل 5 جنود بتفجير انتحاري في شمال شرق نيجيريا

logo
العالم

وثائق مسربة.. روسيا تفاجئ الغرب بأسطول ضخم من الدبابات لـ"حروب المستقبل"

دبابة تي 14 أرماتا الروسيةالمصدر: منصة إكس

كشفت وثائق مسربة من قطاع الدفاع في موسكو عن خطة سرية مدتها عشر سنوات تهدف إلى إنتاج أكثر من 2600 دبابة جديدة وحديثة بين عامي 2026 و2036، وعلى وقع التقديرات الغربية التي تتحدث عن مواجهة أو أكثر محتملة بين حلف شمال الأطلسي وروسيا. 

وتهدف الخطة، وفق تقرير لموقع "ناشيونال سكيورتي جورنال"، إلى إعادة بناء أسطول الدبابات الروسي الذي تضرر بشدة جراء الخسائر في الحرب مع أوكرانيا منذ عام 2022، مع التركيز على الإنتاج الضخم لدبابات T-90M وإدخال طراز جديد يُعرف بـT-90M2، إضافة إلى تحديث شامل للدبابات القديمة من طراز T-72.

أخبار ذات علاقة

قوات روسية في أوكرانيا

"تنانين موسكو".. سلاح روسي جديد قد يغير قواعد الحرب

حصلت مجموعة "رؤى المخابرات"، التي يقودها ضابط أوكراني سابق متخصص في التحقيقات في قطاع الدفاع الروسي، على هذه الوثائق في أكتوبر/ تشرين الأول الجاري.

وتتكون الوثائق من اتصالات داخلية بين شركة Uralvagonzavod، المنتج الرئيس للدبابات الروسية، وشركة Zagorsk Optical-Mechanical Plant، المسؤولة عن توريد مكونات فرعية حيوية، مركزة على جداول مشتريات تمتد لعشر سنوات لمستشعرات سرعة دوران المحرك من طراز IS-445، والتي تُستخدم في كل دبابة واحدة فقط؛ ما يجعلها مؤشرًا دقيقًا على عدد الهياكل المخطط لإنتاجها.

ووفقًا للوثائق، يبلغ إجمالي الطلبات 2611 دبابة، مع إمكانية إضافة 200 إلى 400 دبابة إضافية لعام 2026 الذي لم يغطيه التقرير بالكامل. ومن هذه الأرقام، يُخصص نحو 55% لدبابات جديدة الصنع، بينما يركز الباقي على التحديثات.

ويبرز التركيز على دبابات T-90M، مع بدء إنتاج محدود لـT-90M2 في عام 2026، حيث يُطلب 10 مستشعرات فقط لهذا الطراز في ذلك العام، ثم يرتفع الطلب إلى 1118 مستشعرًا بين 2027 و2029 لكلا الطرازين. 

وبعد انقطاع غير مبرر في 2030، يُستأنف الإنتاج بمتوسط 109 دبابات سنويًّا حتى 2036، ليصل الإجمالي إلى 1783 دبابة من طرازي T-90M وT-90M2، دون احتساب الإنتاج المبكر.

تعويض الخسائر

يأتي هذا الكشف في سياق خسائر روسية كبيرة في أوكرانيا، حيث فقدت موسكو أكثر من 4000 دبابة منذ بدء الحرب، متجاوزة عدد الدبابات الفعالة قبل الحرب البالغ نحو 3000. للتعويض، لجأت روسيا إلى إعادة تشغيل آلاف الدبابات السوفيتية القديمة من المخازن، وهي غالبًا في حالة سيئة. 

ومع ذلك، يشير غياب دبابة T-14 Armata المتطورة من الخطة، إلى إستراتيجية تفضل التصاميم المثبتة والقابلة للتوسع السريع، بدلًا من الرهان على تقنيات جديدة قد تكون مكلفة وغير موثوقة.

تحدي التقديرات الغربية 

وكانت التقارير السابقة، مثل تلك الصادرة عن المعهد الدولي للدراسات الإستراتيجية في 2024، تقدّر إنتاج روسيا بين 100 و120 دبابة T-90M سنويًّا، مع تسليم محدود خلال الأشهر الأولى من الحرب، لكن تحليلات أحدث، بما في ذلك تقرير مجموعة "فريق استخبارات الصراعات" الأوكرانية في يونيو/ تموز الماضي، تشير إلى قدرات أعلى.

 ويقر بذلك، الدكتور مايكل كوفمان، الزميل البارز في مؤسسة كارنيغي، مشيرًا إلى أن "إنتاج دبابات T-90M الجديدة والمحدثة سيكون أقرب إلى 240 دبابة سنويًّا منه إلى 120". كما يضيف أن العديد من المصادر تؤكد أن الإنتاج الجديد أعلى مما كان متوقعًا سابقًا.

لكن الجدول الزمني يثير تساؤلات حول الجدوى، إذ من المرجّح أن يصل الإنتاج إلى 400 دبابة سنويًّا بحلول 2029، مدعومًا باستثمارات في الآلات والنوبات العملية. 

كما قد تعيق عوامل مثل العقوبات الدولية، التي تسبب نقصًا في المكونات الأجنبية، أو الجهود الإضافية لإصلاح الدبابات القديمة، أو عدم اليقين بشأن استمرار الصراع في أوكرانيا، تحقيق هذه الأهداف. وغالبًا ما تبالغ الصناعات الدفاعية في وعودها؛ ما يجعل التنفيذ عرضة للتأخيرات.

طراز جديد

بالنسبة للطراز الجديد T-90M2، تظهر الوثائق فرقًا دقيقًا، إذ يُحول T-90M من T-90MA فقط، بينما يمكن تحويل T-90M2 من مجموعة أوسع تشمل T-90As وT-72B3s وحتى T-72Bs الأقدم. 

ووفق تقرير"ناشيونال سكيورتي جورنال"، قد يعكس هذا تحسينات في عملية التحويل لتقليل التكاليف وزيادة السرعة، أو إضافات تقنية مثل نظام الحماية النشط Arena-M، الذي يعطل الهجمات الواردة تلقائيًّا. 

رغم دعم T-90M لهذا النظام منذ سنوات، إلا أن تكلفته العالية وصعوبة الحصول على مكوناته حدت من تكامله. يقول كوفمان إن تسمية M2 قد تكون إدارية بحتة، مشابهة للطائرات الأمريكية في الحرب العالمية الثانية، أو قد تشير إلى طراز متطور.

وبينما يتراجع دور الدبابات في الصراع الأوكراني منذ 2023 بسبب انتشار الطائرات المسيرة الكاميكازي، الذي أدى إلى انخفاض استخدامها القتالي بحلول 2025، إلا أن الخطة الروسية تعكس اعتقاد موسكو بأهميتها في الصراعات المستقبلية، خاصة في مراحلها الأولى ضد حلف الناتو.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2025 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC