حذّر تقرير لصحيفة "التلغراف"، من خطورة اغتيال المرشد الإيراني كونه قد يُطلق العنان لخليفة "أكثر تشددًا"، يزعزع الاستقرار بشكل أوسع.
وقالت الصحيفة، إن "الرئيس الأمريكي دونالد ترامب رفض بشكل قاطع اغتيال آية الله علي خامنئي ربما لإبقاء خطوط الدبلوماسية مفتوحة".
وأضافت أنه "في حين يُعد خامنئي ليس المرشد الأعلى لإيران فحسب، بل هو أيضًا العدو اللدود لإسرائيل، وبينما يتمنى المتشددون داخل المؤسسة الإسرائيلية، وكثير من الإسرائيليين العاديين، رؤيته ميتًا، معتبرين أنه هدف مشروع"، وفق ما ورد في التقرير.
وأشارت إلى أنه من شأن إزالته "القضاء على أحد أخطر التهديدات للدولة اليهودية، مبينة أن الرئيس ترامب استخدم (الفيتو) ضد خطة إسرائيلية لقتل خامنئي، رافضًا فكرة ملاحقة القيادة السياسية، بحجة أن إيران لم تقتل أي أمريكي".
وأردفت الصحيفة، أنه "مهما كان المبرر، يعتقد العديد من المحللين أن اغتيال خامنئي سيكون مقامرة محفوفة بالمخاطر؛ مقامرة قد تفشل بسهولة إذا مهدت الطريق لخليفة أكثر تشددًا".
وعلى الرغم من أن خامنئي قد لا يكون صانع سلام وفق تقرير الصحيفة، لكنه أصدر فتوى، من غير الواضح ما إذا كانت قد صمدت بصيغتها الأصلية، تحظر فعليًا على إيران تطوير أسلحة نووية.
وتابعت الصحيفة، أن "اغتيال 10 من كبار الجنرالات الإيرانيين ربما يكون عزز بالفعل الجناح الأصولي للنظام، حتى وإن كان قد وجه ضربة موجعة لهيكل قيادته العسكرية".
وأضافت: "في حين لم يكن أيٌّ من قتلى الضربات الإسرائيلية ليبراليًا ودودًا؛ يُعتقد أنهم جميعًا كانوا منحازين إلى التيار الأصولي المتشدد في النظام"، وفق قول التقرير.
وأضافت "على سبيل المثال، كان الجنرال حسين سلامي، قائد الحرس الثوري والذراع اليمنى لخامنئي، متشددًا بلا شك في خطابه تجاه إسرائيل والولايات المتحدة؛ لكن المحللين يقولون إن خبرته جعلته أقل تشددًا أيديولوجيًا من بعض من حوله".
وكان محمد باقري، رئيس أركان القوات المسلحة، من الموالين أيضًا، إلا أنه ورد أنه حاول تهدئة الأصوات الأكثر تطرفًا ودعم "تهدئة مدروسة" للتوترات بشأن طموحات إيران النووية.
وذهبت الصحيفة، إلى أن "اغتيال مثل هذه الشخصيات قد يترك مناصب رئيسية لأفراد عديمي الخبرة ومتهورين وأقل ميلًا إلى التنازل؛ وكما أنها تُزيل العديد من الشخصيات التي كانت تتمتع بمكانة تمكنها من تحدي خامنئي من الداخل".
ولفتت الصحيفة، إلى أن "الأصوليين، الذين سُمّوا بهذا الاسم لتمسكهم الراسخ بالمبادئ المؤسسة للثورة الإسلامية عام 1979، لطالما سيطروا على الدائرة المقربة من خامنئي، ما أدى إلى تهميش الأصوات الأكثر براغماتية وإصلاحية".
وخلُصت الصحيفة، إلى أن "موت خامنئي قد يؤدي إلى فراغ في قلب الحكومة، ما قد يُشعل صراعًا داخليًا؛ ويتيح فرصًا للأقليات العرقية العديدة في إيران للنهوض؛ وقد يُشعل صراعات محلية قد تتفاقم إلى حرب أهلية أوسع نطاقًا".
وخوفًا من هذه النتيجة، قد يحاول الحرس الثوري الإيراني الاستيلاء على السلطة وتحويل إيران إلى ديكتاتورية عسكرية ثيوقراطية، وفق ما ورد في تقرير الصحيفة.
ورأت الصحيفة، أن "أي نتيجة من هذا القبيل قد تُهدد بفوضى في أسواق النفط العالمية، وهو أحد أسباب قلق المتداولين الشديد بشأن مصير المرشد الأعلى".
يشار إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قال اليوم لشبكة "أي بي سي نيوز" الأمريكية، إن "اغتيال المرشد الإيراني لن يُصعد الصراع بل سيُنهيه".
