كشف إعلام أوكراني، اليوم الأحد، تصدي الدفاعات الجوية في البلاد، لهجوم بمسيرات وصلت إلى وسط العاصمة كييف، وفي خاركيف، أعلنت السلطات، وقوع قتلى وجرحى في قصف طال أحد المباني المدنية.
وتشهد الجبهة القتالية في أوكرانيا تطورات متسارعة، حيث تواصل القوات الروسية تحقيق تقدم على مختلف المحاور، وسط تراجع واضح في قدرات الجيش الأوكراني.
وفي ظل تعليق المساعدات العسكرية الأمريكية الأخيرة لأوكرانيا، يرى خبراء أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يستغل الفرصة لتسريع تحقيق أهدافه الحربية.
ويتمثل أحد الأهداف الرئيسة في السيطرة الكاملة على المناطق المتنازع عليها في دونيتسك ولوهانسك وخيرسون وزابوريجيا، والتي لا تزال تخضع لاحتلال جزئي من قبل القوات الروسية.
ويأتي هذا التصعيد في الميدان، تزامنًا مع الإعلان عن عملية لإزالة آثار الضربات الروسية على زابوروجيا.
وفي وقت سابق، أفادت سكرتيرة مجلس المدينة ريجينا خارتشينكو، بسماع دوي ما يصل إلى 10 انفجارات في المدينة.
وشنّت روسيا الجمعة هجمات بأسراب من الطائرات المسيرة والصواريخ مستهدفة بنى تحتية للطاقة في أوكرانيا.
وأعلنت سلطات زابوروجيا أنه نتيجة لضرب منشأة للبنية التحتية الحيوية، هناك حاجة إلى الحد من استهلاك الغاز.
وقال وزير الطاقة الأوكراني غيرمان غالوشتشنكو في وقت سابق من يوم الجمعة، إن القوات الروسية قصفت بشكل مكثف منشآت طاقة في أوكرانيا.
وأضاف غالوشتشنكو عبر فيسبوك "منشآت الطاقة والغاز في مناطق أوكرانية عدة تتعرض مجددًا لقصف مكثف بواسطة صواريخ ومسيّرات".
ومع استمرار الضربات الجوية الروسية، جدد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، السبت، دعوته إلى فرض عقوبات أشد على موسكو، مشددًا على ضرورة حماية الأرواح وتعزيز الدفاعات الجوية لمواجهة الهجمات المتواصلة.
وعقب غارة روسية على مدينة دوبروبيليا، قال زيلينسكي: "تُظهر هذه الهجمات أن أهداف روسيا لم تتغير".
وأضاف: "لهذا السبب، من الضروري أن نبذل قصارى جهدنا لحماية الأرواح، وتعزيز دفاعاتنا الجوية، وتشديد العقوبات ضد روسيا".
في السياق، كشف قائد روسي كبير، السبت، أن القوات الروسية شنَّت هجومًا واسع النطاق لاستعادة السيطرة على أراض في منطقة كورسك في غرب البلاد من القوات الأوكرانية.
وقال الميجر جنرال أبتي علاء الدينوف، وهو قائد وحدة شيشانية تساند القوات الروسية في كورسك، على تيليغرام "تشن جميع الوحدات هجومًا واسع النطاق في جميع اتجاهات قطاع الجبهة في كورسك... العدو يتخلى عن مواقعه".
وأوضح أن الألوية الروسية المحمولة جوًّا وأفواج البنادق الآلية وقوات أحمد الخاصة تشارك في "معارك ضارية... ورجالنا يتقدمون إلى الأمام بشكل جيد جدًّا".
وأشارت وزارة الدفاع الروسية في وقت سابق إلى أن قواتها انتزعت السيطرة على بلدات فيكتوروفكا ونيكولايفكا وستارايا سوروتشينا من قبضة القوات الأوكرانية.
وأعلنت أيضًا استعادت 3 قرى كانت تسيطر عليها القوات الأوكرانية في منطقة كورسك جنوبي البلاد، حيث تتراجع قوات كييف منذ أسابيع.
وتوغلت القوات الأوكرانية في كورسك خلال الصيف الماضي واستولت على مساحة من المنطقة في توغل مباغت، وذلك بعد أكثر من عامين من إصدار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أوامره بإرسال عشرات الآلاف من القوات إلى أوكرانيا.
وأظهرت خرائط مفتوحة المصدر الأسبوع الماضي تدهور وضع القوات الأوكرانية على نحو حاد في مواقع تحت سيطرتها في كورسك حيث أصبحت محاصرة تقريبًا من قبل القوات الروسية.
وجاءت هذه التطورات بعد تعليق الولايات المتحدة مساعداتها العسكرية وتبادل المعلومات المخابراتية مع أوكرانيا في ظل ضغوط يمارسها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على كييف للموافقة على وقف إطلاق النار مع موسكو.
وأكد تو ميجرز، وهو مدون عسكري مؤيد لروسيا، على "تيليغرام"، السبت، أن القوات الروسية بدأت هجومًا على سودجا، وهي بلدة كبيرة تبعد حوالي 9.5 كيلومتر عن الحدود مع أوكرانيا، وأن الوضع بالنسبة للقوات الأوكرانية في كورسك "يقترب من الحرج".
من جهته، هدد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الجمعة، بفرض عقوبات جديدة على روسيا إذا واصلت القصف على أوكرانيا ورفضت السلام، وذلك بعد ضربات بصواريخ ومسيّرات استهدفت مدنًا ومنشآت أوكرانية.
وأضاف ترامب عبر منصته "تروث سوشل" أنه "نظرًا إلى أن روسيا تقصف أوكرانيا حاليًّا في ساحة المعركة، أفكر بقوة في فرض عقوبات مصرفية واسعة النطاق وعقوبات ورسوم جمركية على روسيا إلى أن يتم التوصل لوقف إطلاق نار ولاتفاق تسوية نهائي بشأن السلام".