logo
العالم

صحف عالمية: حكومة تراس تغرق في الفوضى.. والأحكام العرفية تثير مخاوف الأوكرانيين

صحف عالمية: حكومة تراس تغرق في الفوضى.. والأحكام العرفية تثير مخاوف الأوكرانيين
20 أكتوبر 2022، 6:56 ص

سلطت الصحف العالمية الصادرة اليوم الخميس، الضوء على الهزات التي تعيشها حكومة المحافظين ببريطانيا، مؤكدة أن حكومة رئيسة الوزراء ليز تراس، غرقت في حالة من الفوضى، بعد موجة من الاستقالات كان آخرها استقالة وزيرة الداخلية سويلا برافرمان.

إلى ذلك تناولت صحف أخرى تداعيات فرض روسيا الأحكام العرفية في 4 مناطق أوكرانية "زابوريجيا وخيرسون ولوغانسك ودونيتسك"، مما أثار المخاوف من أن القرار قد يجبر الأوكرانيين على الانضمام إلى القوات الروسية ومحاربة جيش بلادهم.

حكومة تراس تغرق في الفوضى

وفي بريطانيا، قالت صحيفة "فاينانشيال تايمز"، إن حكومة رئيسة الوزراء ليز تراس، غرقت في حالة من الفوضى، بعد موجة من الاستقالات كان آخرها استقالة وزيرة الداخلية، سويلا برافرمان.

وذكرت أن حكومة تراس باتت في حالة من الفوضى الكاملة، حيث اضطرت برافرمان إلى الاستقالة من منصبها، وانهيار الانضباط الحزبي في مجلس العموم.

ونقلت الصحيفة البريطانية عن العديد من نواب حزب المحافظين قولهم "إن الحكومة تحتضر الآن"، حيث تم تبادل الاتهامات بسبب الإطاحة ببرافرمان وتمرد نواب الحزب علانية على خطط الحكومة لاستئناف عمليات التكسير لاستخراج الغاز الصخري.

وقالت الصحيفة: "زعم نواب حزب العمال أن السياط من حزب المحافظين – وهم من أبرز أعضاء الحزب - حاولوا دفع النواب المتمردين للتصويت مع الحكومة ضد محاولة حظر التكسير الصخري".

وأضافت: "وبينما فازت الحكومة في التصويت بشكل مريح بأغلبية 326 مقابل 230، فإن النتيجة أكدت أن عددًا كبيرًا من 357 نائباً من حزب المحافظين تحدوا سياط الحزب وامتنعوا عن التصويت".

وأشارت "فاينانشيال تايمز" إلى أن "المشاهد غير العادية" جاءت بعد فترة وجيزة من عزل برافرمان من منصب وزيرة الداخلية، وبعد 5 أيام فقط من إقالة تراس لوزير المالية كواسي كوارتنغ.

وتابعت الصحيفة: "تسعى الحكومة إلى إجراء تخفيضات مثيرة للجدل في الإنفاق وزيادة الضرائب في أعقاب فشل ميزانيتها المصغرة من قبل وزير المالية الجديد، جيرمي هانت".

من جانبها، قالت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، إن المحافظين في بريطانيا يواجهون قائمة قصيرة من الخيارات السيئة إذا أرادوا الإطاحة بتراس، حيث أصبحت رئيسة الوزراء لا تتمتع بثقة حزبها على الإطلاق.

وذكرت أنه إذا أراد حزب المحافظين الحاكم في بريطانيا استبدال تراس، فإن لديه مجموعة ضعيفة من البدائل، "لكن لكل منها عيوبه الخاصة".

وتحت عنوان "استقالة تراس"، سلطت الصحيفة الضوء على خيارات المحافظين بشأن التعامل مع الأزمة الأكثر شغلاً للرأي العام البريطاني.

وقالت إنه بموجب القواعد الحالية، من المقرر أن تجري بريطانيا انتخاباتها العامة المقبلة في موعد أقصاه كانون الثاني/يناير 2025، لكنها أضافت أن المحافظين لا يحظون بشعبية كبيرة، حيث تظهر بعض التوقعات أن الحزب يمكن أن "يُمحى تقريبًا" إذا تم إجراء تصويت اليوم.

وأضافت: "سيكون استبدال تراس هو الخيار الأكثر منطقية، والطريقة الأكثر ملاءمة بالنسبة لها هي الاستقالة. وقد استقال رؤساء الوزراء الثلاثة الذين سبقوها من المحافظين – وهم ديفيد كاميرون وتيريزا ماي وبوريس جونسون - تحت ضغط من حزبهم".

وتابعت: "تشير بعض استطلاعات الرأي إلى أن غالبية أعضاء حزب المحافظين يريدون الآن استقالة تراس. هذا أمر بالغ الأهمية، لأنه بموجب القواعد الحالية، فإن أعضاء حزب المحافظين سيختارون في النهاية خليفتها".

صلاحيات واسعة

وذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، أن روسيا كثفت إجراءاتها الأمنية، الأربعاء، في الداخل وفي مناطق بأوكرانيا، وذلك بهدف منح المسؤولين المحليين سلطة معززة للحفاظ على النظام العام، بما فيها المناطق التي ضمتها موسكو مؤخرا من جارتها.

وأشارت الصحيفة إلى أن تطبيق الأحكام العرفية، الذي يدخل حيز التنفيذ اليوم الخميس، يمنح المسؤولين المدعومين من موسكو في الأراضي المحتلة عددًا من الصلاحيات.

وقالت الصحيفة إنه وفقا للقانون الروسي، فإن هذه الصلاحيات تشمل حظر التجول، والاحتجاز لمدة تصل إلى 30 يومًا لأي شخص، والقيود المفروضة على حرية التنقل، وإعادة التوطين القسري، واعتقال المواطنين من أي دولة يُعتقد أنها تشن حربًا ضد روسيا.

وأضافت أنه تم إدخال تدابير أمنية مشددة في شبه جزيرة القرم، التي ضمتها موسكو في عام 2014، حيث تعد مدينة "سيفاستوبول" الساحلية هناك موطنا لأسطول البحر الأسود الروسي.

ونقلت "الجورنال" عن المستشار السياسي الروسي وكاتب خطابات الكرملين السابق، عباس غليموف، قوله: "بشكل عام، لا يبدو كل هذا صراعًا مع عدو خارجي، لكنه محاولة لمنع اندلاع ثورة داخل البلاد".

وكان مئات الآلاف من الرجال، وفقا لمزاعم الصحيفة، قد فروا من البلاد لتجنب التجنيد الإجباري، حيث تظهر استطلاعات الرأي العامة ووسائل التواصل الاجتماعي أن الروس يتزايد خوفهم وقلقهم بشأن الحرب.

واعتبرت الصحيفة أن هذا القلق المتزايد يهدد بتقويض حكومة بوتين وهي تستعد للتنقل في المراحل التالية من الحرب.

بدورها، ذكرت مجلة "نيوزويك" الأمريكية، أن مرسوم الأحكام العرفية قد يؤدي إلى إجبار الأوكرانيين على القتال ضد جيش بلادهم، حيث يسعى الزعيم الروسي إلى تعزيز هجومه المتعثر.

ونقلت المجلة عن رئيس قسم العلوم السياسية في "جامعة نورث وسترن" وليام رينو، قوله إنه في المناطق التي ستدخل فيها الأحكام العرفية اليوم حيز التنفيذ، قد يترك المدنيون الأوكرانيون أيضًا "معرضين للتجنيد في التشكيلات العسكرية الروسية".

وأضاف: "إذا أجبر الأوكرانيون على محاربة مواطنيهم الآخرين، فقد يكون القصد هو تعقيد جهود الحكومة الأوكرانية لإعادة دمج هذه المناطق. الجهود المبذولة لإعادة تأكيد السيطرة الأوكرانية ستكون معقدة بسبب عدد لا يحصى من الاتهامات حول من تعاون ولم يتعاون مع المحتلين الروس.. ويظهر التاريخ أن هذه العملية بشعة للغاية".

وتابع رينو: "يبدو أن الأحكام العرفية تعطي السلطات الروسية التبرير القانوني الذي تحتاجه لنقل شرائح من السكان الأوكرانيين قسراً إلى أماكن أخرى، وهي سمة من سمات الجهود السوفيتية لإعادة تشكيل التوازنات العرقية بطرق أكثر ملاءمة لسيطرة الدولة".

وقال: "قد يكون الشيء نفسه قيد التنفيذ في المناطق المحتلة من قبل روسيا في أوكرانيا"، كما صرح رينو لـ"نيوزويك" بأن بوتين ربما يستخدم الأحكام العرفية لإرسال إشارة مفادها أن الوجود الروسي في تلك المناطق "دائم ولا رجعة فيه، مما يجعل أي عملية تفاوضية مستقبلية صعبة للغاية".

الناتو يسرع "شحنات الشتاء" لأوكرانيا

قالت صحيفة "بوليتيكو" الأمريكية، إن حلف شمال الأطلسي "الناتو" يعمل جاهدا على تسريع إرسال المعدات اللازمة لأوكرانيا قبل الشتاء، حيث تبدأ الحرب مرحلة جديدة مع تكثيف روسيا هجماتها وانخفاض درجات الحرارة.

وذكرت أن الدول الغربية تعمل على تسريع شحنات الملابس الشتوية وحزمة جديدة من المدفعية والدفاعات المضادة للطائرات دون طيار إلى كييف، بينما تستعد القوات الأوكرانية والروسية لشهور طويلة وسط الطين والجليد.

وأشارت الصحيفة إلى أن موضوع كيفية دعم أوكرانيا خلال فصل الشتاء الطويل كان موضوعًا رئيسيًا للنقاش في قمة "الناتو" ببروكسل التي عقدت الأسبوع الماضي، وجمعت وزراء الدفاع والقادة العسكريين من 50 دولة معًا لمناقشة الخطوات التالية في المجهود الحربي.

وقالت "بوليتيكو" إن وزير الدفاع البريطاني، بن والاس، قد سافر إلى واشنطن الثلاثاء، في رحلة غير معلنة، للاجتماع مع نظيره الأمريكي لويد أوستن، ومسؤولي البيت الأبيض.

ونقلت عن مسؤول دفاعي بريطاني كبير قوله إن "معركة الشتاء المقبلة" كانت على رأس جدول أعمال الزيارة.

وأضافت الصحيفة أنه حتى مع المكاسب الملحوظة التي حققتها القوات الأوكرانية منذ آب/أغسطس، والتي استعادت خلالها مساحات شاسعة من الشرق والجنوب، ليس هناك شعور بين الحلفاء بأن القتال اقترب من نهايته.

وتابعت: "وبدلا من ذلك، يرى العديد من مسؤولي الناتو أن الحرب تدخل مرحلة أبطأ ولكن ليس أقل دموية. وفي هذه الأثناء، ستدافع كييف للحفاظ على الطاقة والحرارة وسط وابل الصواريخ الروسية التي تهدف بوضوح إلى ترويع السكان المدنيين".

وأردفت الصحيفة: "بدأت العديد من دول الناتو في إرسال معدات الشتاء إلى أوكرانيا بالفعل. هذا الشهر، أعلنت كندا عن تبرعات بقيمة 15 مليون دولار من الملابس الشتوية، بما في ذلك نصف مليون سترة وبنطلون وحذاء وقفازات تم سحبها من المخزونات العسكرية وكذلك تم شراؤها من الشركات الكندية".

وتحت عنوان "الشتاء الأسوأ على الأوكرانيين"، قالت صحيفة "الغارديان" البريطانية، إن الشتاء المقبل سيكون الأكثر برودة على الأوكرانيين بعد أن استهدفت روسيا إمدادات الطاقة بطريقة ممنهجة في الأيام الأخيرة، مما أدى إلى تدمير ما يقرب من ثلث محطات الطاقة في البلاد.

جاء ذلك بعدما أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، أن 30٪ من محطات الكهرباء في البلاد قد تعطلت في ثمانية أيام فقط، وهي نسبة مذهلة في فترة زمنية قصيرة مع حدوث انقطاع للتيار الكهربائي في شرق العاصمة، كييف.

وأضافت الصحيفة: "يخشى بعض الخبراء من احتمال تجدد أزمة الهجرة، حيث يسعى الناس إلى مغادرة البلاد بحثًا عن الدفء. وقدّرت إحدى وكالات الإغاثة الدولية أنه يمكن أن يكون هناك ما يصل إلى مليوني شخص سيرغبون في المغادرة بالإضافة إلى 7.7 مليون شخص فعلوا ذلك بالفعل". وتابعت: "هذا يعني أن المدنيين هم الذين سيتحملون العبء الأكبر، وهي استراتيجية روسية مألوفة لإعطاء الأولوية للتأثيرات النفسية على النجاح في ساحة المعركة".

واختتمت "الغارديان" بالقول "يشير النجاح السريع للهجمات الروسية على محطات الطاقة إلى أن الأشهر المقبلة ستكون صعبة، ما لم يتم العثور على حل عسكري عاجل".

;
logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC