انسحاب وزراء الثنائي الشيعي من جلسة الحكومة اللبنانية قبل مناقشة بند حصر السلاح
تتحول أنغولا، الدولة الواقعة جنوب غرب إفريقيا، بسرعة إلى ساحة استراتيجية للتنافس الجيوسياسي والاقتصادي بين القوى الكبرى.
ويأتي ذلك في ظل تسابق عالمي محموم على تأمين سلاسل الإمداد بالمعادن الاستراتيجية الحيوية للتحول الطاقي.
ومع تجدد الاهتمام الدولي بـ"ممر لوبيتو" الحديدي، تتقاطع مصالح الولايات المتحدة، والصين، والاتحاد الأوروبي على أرض غنية بالفرص، لكنها محفوفة بالتحديات.
ووفقًا لتقرير صحيفة "لوموند" الفرنسية، يُعد مشروع تحديث خط السكك الحديدية الذي يربط ميناء لوبيتو بالمناطق الداخلية من الكونغو الديمقراطية وزامبيا واحدًا من أبرز مشاريع البنية التحتية في القارة حاليًا.
وأضافت الصحيفة: "المشروع يعِد بإعادة تشكيل حركة التجارة الإقليمية، وخفض زمن تصدير المعادن من 45 يومًا إلى أقل من يومين، ما يجعله نقطة جذب رئيسة للاستثمار الغربي".
وكان الرئيس الأمريكي السابق جو بايدن أعلن خلال زيارة لافتة في ديسمبر 2024 عن استثمار 553 مليون دولار في المشروع، ضمن مبادرة "الشراكة من أجل البنية التحتية العالمية" التي تهدف لتقديم بديل للبنية التحتية الصينية في إفريقيا.
وتطمح واشنطن إلى تعزيز وجودها في سلاسل توريد المعادن الحرجة، مثل النحاس والكوبالت، بعيدًا عن النفوذ الصيني المتغلغل.
وأوضح التقرير أن الاستثمارات الأمريكية تتجاوز حدود النقل، لتشمل تطوير منظومة متكاملة تضم محطات للطاقة الشمسية، وتحديث شبكة الطرق، وتوفير الإنترنت، وتحسين البنية اللوجستية.
كما أُسند تشغيل الخط لتحالف تقوده مجموعة "ترافيغورا" السويسرية، متفوقًا على عروض صينية، ما يعكس تغييرًا في ميزان النفوذ على أرض الواقع.
من جهته، دخل الاتحاد الأوروبي على خط التنافس عبر حزمة دعم بقيمة 76.5 مليون يورو، مخصصة للتدريب المهني والتنمية المستدامة، ضمن مبادرة "البوابة العالمية" التي تمثل الرد الأوروبي على مبادرة "الحزام والطريق" الصينية.
وأكد التقرير أن هذا الانخراط الغربي يثير تساؤلات بين بعض المسؤولين الأوروبيين الذين يخشون أن يتحولوا إلى مجرد منفذين لأجندة أمريكية توسعية.
يأتي ذلك في وقت تواصل فيه الصين، التي ضخت أكثر من 45 مليار دولار في أنغولا خلال العقدين الماضيين، مساعيها لاستعادة نفوذها الاقتصادي عبر مشاريع بديلة.
وفي خضم هذا التنافس، يبدو أن الرئيس الأنغولي جواو لورينسو ينتهج سياسة موازنة دقيقة، مرحّبًا بالشراكات المتعددة من واشنطن إلى بكين، ومن أنقرة إلى باريس، في محاولة لتعظيم مكاسب بلاده دون الوقوع في فخ التبعية لأي محور.
وخلص التقرير إلى القول إنه مع كل هذه الوعود، تبقى التحديات قائمة: إذ يُنتظر أن يتحول ممر لوبيتو من مجرد شريان للتصدير إلى رافعة تنموية حقيقية، تعود بالنفع على المواطنين الأنغوليين لا فقط على المستثمرين الأجانب أو النخب السياسية.