logo
العالم

"دبلوماسية الباندا".. كيف تدير الصين خلافاتها "الثقيلة" مع فرنسا؟

الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وزوجته والرئيس الصيني شي ج...المصدر: رويترز

أعلنت الصين وفرنسا عن فتح دورة جديدة من التعاون في مجال حماية الباندا العملاقة، في خطوة تعكس رغبة الجانبين في الحفاظ على مساحة مشتركة من التفاهم رغم الملفات الخلافية الثقيلة.

وجاء الإعلان، بعد موافقة مباشرة من الرئيس الصيني شي جين بينغ، بالتزامن مع زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وعقيلته بريجيت ماكرون إلى الصين مطلع شهر كانون الأول/ديسمبر الجاري.

وقالت صحيفة "لوموند"، إن الزيارة تضمنت نقاشات شائكة حول الحرب في أوكرانيا والعجز التجاري ومسائل الأمن الإقليمي، لافتة إلى أن بكين رفضت الضغوط الأوروبية بشأن علاقاتها مع موسكو، وتمسكت بموقفها الرافض لـ"الاتهامات التمييزية".

وشهدت الزيارة، بحسب الصحيفة الفرنسية، تحذيرات صينية لباريس من تعزيز التنسيق مع طوكيو، في ظل توتر متصاعد بين الصين واليابان، موضحة أنه رغم التحذيرات لجأت القيادة الصينية إلى أدواتها التقليدية للتهدئة عبر "دبلوماسية الباندا" و"دبلوماسية الرياضة".

أخبار ذات علاقة

ماكرون في جامعة سيتشوان الصينية

"إهانة" ماكرون دبلوماسياً في الصين.. حقيقة أم فبركة؟

ولفتت الصحيفة إلى أن ماكرون شارك في مدينة تشنغدو في مباراة استعراضية لكرة الطاولة إلى جانب لاعبين فرنسيين بارزين أمام أبطال صينيين، في مشهد يعكس رغبة متبادلة في تخفيف حدة النقاش السياسي.

وعلى بُعد كيلومترات قليلة، كانت بريجيت ماكرون تتفقد أكبر مركز عالمي لأبحاث وتربية الباندا العملاقة، حيث استمعت لشرح مفصل حول برامج التكاثر والحفاظ على هذا الحيوان المهدد بالانقراض.

وأشارت إلى أن الزيارة  كانت محوراً أساسياً في تحديد مستقبل وجود الباندا في فرنسا عقب إعادة الثنائي "هوان هوان" و”يوان زي" إلى الصين في شهر تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، بعد إصابة أحدهما بمضاعفات صحية أدت إلى تقليص مدة إقامتها.

ولعب الثنائي على مدى أكثر من عقد في حديقة حيوانات "بوفال"، دوراً محورياً في جهود الحفاظ على النوع، وتمكّنا من إنجاب صغار نُقلت ملكيتها إلى الصين وفق الاتفاقيات المعمول بها.

ومع اقتراب انتهاء الاتفاق الحالي في 2027، كانت فرنسا مهددة بفترة فراغ تخلو فيها من هذا الرمز الحيوي، إلى أن أعلن شي جين بينغ رسمياً إطلاق دورة جديدة من التعاون، تشمل ترتيبات تُبحث حالياً لإرسال زوج جديد من الباندا أو الإبقاء على إحدى التوأمين المولودين في فرنسا.

بدورها، رحبت إدارة حديقة بوفال بالقرار، مشددة على أن الباندا تمثل جسراً دبلوماسياً وثقافياً، فضلاً عن كونها رمزاً عالمياً للحفاظ على التنوع الحيوي، وركيزة تجذب مئات الآلاف من الزوار سنوياً.

ونوهت الصحيفة إلى أن "دبلوماسية الباندا" تعود إلى قرون مضت، بينما اكتسبت زخماً خاصاً في العصر الحديث، لا سيما خلال الحرب الباردة وبعد زيارة الرئيس الأمريكي ريتشارد نيكسون للصين عام 1972.

أخبار ذات علاقة

الباندا في منتزه أوشن بارك

الصين تقدم لفرنسا زوجاً جديداً من الباندا خلال زيارة ماكرون

وتبنّت بكين منذ ثمانينيات القرن الماضي، نظام "الإعارة طويلة الأجل"، برسوم سنوية يمكن أن تصل إلى مليون دولار للزوج الواحد، في إطار يوازن بين القوة الناعمة والمردود الاقتصادي.

وبات وجود الباندا في السنوات الأخيرة مؤشراً حساساً على مزاج العلاقات الثنائية، كما ظهر في العلاقات الصينية الأمريكية، عندما أعيدت معظم حيوانات الباندا من الولايات المتحدة، قبل أن تعلن بكين لاحقاً نيتها إرسال دفعات جديدة.

وأكدت الصحيفة الفرنسية، أن التجديد مع فرنسا يعكس رغبة صينية واضحة في الحفاظ على هذا المسار الرمزي، بينما يتيح لباريس الحفاظ على أحد أبرز عناصر الجذب السياحي والبيئي لديها، لافتة إلى أن التعاون الجديد يعيد تأكيد مكانة الباندا كأداة دبلوماسية فريدة، قادرة على تليين الملفات الأكثر تعقيداً بين بكين وعواصم العالم.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2025 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC