logo
العالم

تصريحات ترامب اخترقت موكب الجنائز.. كيف "نجا" خامنئي من الاغتيال؟

تصريحات ترامب اخترقت موكب الجنائز.. كيف "نجا" خامنئي من الاغتيال؟
تشييع قتلى في إيرانالمصدر: رويترز
28 يونيو 2025، 4:39 م

في قلب طهران، وعلى وقع الأناشيد الجنائزية وأصوات الحشود، اصطفت عشرات النعوش الملفوفة بالأعلام الإيرانية، محمّلة بجثامين كبار القادة والعلماء الذين سقطوا في أشرس مواجهة مباشرة بين إسرائيل وإيران منذ سنوات، لكن وسط هذا الحزن الجماعي المنظم، جاءت تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب كصاعقة تخترق الموكب: "أنقذت خامنئي من موتٍ شنيع ومهين.

تصريحات ترامب كانت رسالة مبطنة بأن رأس النظام الإيراني نفسه كان هدفًا محتملاً ضمن الضربات، لولا حسابات اللحظة، فهل تحولت مراسم الحداد إلى مسرح لصراع الإرادات الدولية؟ وهل يملك ترامب مفتاح الحياة والموت في الشرق الأوسط؟

أخبار ذات علاقة

الجنرال علي محمد نائيني

قيادي في الحرس الثوري الإيراني: ترامب مهزوم ومضطرب

وقال مارك بييرين، باحث في المعهد الفرنسي للعلاقات الدولية والإستراتيجية، المتخصص في الجغرافيا السياسية للشرق الأوسط لـ"إرم تيوز" إن الجنازات الوطنية التي شهدتها طهران، يوم السبت، ليست مجرد طقوس جنائزية لتكريم كبار العسكريين والعلماء الذين قضوا في الضربات الإسرائيلية، بل تعد استعراضاً إستراتيجياً لثلاثة عناصر متقاطعة: الصدمة الشعبية، الشرعية السياسية، واستعراض الصمود".

ويرى بييرين، أن إيران تعمّدت تضخيم رمزية هذه الجنازات لتقديم سردية ذات طابع "أسطوري" حول التضحيات، تحافظ من خلالها على تماسك الداخل، وتوجه رسالة مزدوجة: الردع ضد إسرائيل، والتحدي في وجه واشنطن.

ولفت الباحث السياسي الفرنسي إلى أنه فيما يتعلق بتصريحات دونالد ترامب الأخيرة، التي ادّعى فيها أنه أنقذ المرشد الأعلى علي خامنئي من "موت بشع ومهين"، فتقرأ في الأوساط التحليلية الفرنسية على أنها "مزايدة انتخابية بلهجة استعمارية"، لا تخلو من خطورة سياسية، وفق تقديره.

وتابع بييرين أن "استحضار ترامب لمكان وجود خامنئي وإعلانه تجنيبه الموت، يوحي بأن واشنطن كانت على بعد ضغطة زر من اغتيال رأس النظام الإيراني".

ورأى أن هذا ليس مجرد تبجح، بل هو تهديد وجودي ضمني، يتجاوز كل الأعراف الدبلوماسية. في الواقع، كان من الممكن أن يكون خامنئي اليوم ضمن أحد النعوش المرفوعة في جنازات طهران".

والجنازات، برأي بييرين،  كانت ستكتسب بعدًا كارثيًا لو اغتيل خامنئي فعلًا، معتبراً أن مقتله كان سيشعل تصعيدًا إقليميًا لا يمكن احتواؤه، من اليمن إلى لبنان مرورًا بالعراق وسوريا، وربما كانت إسرائيل وإيران ستنجران إلى نزاع شامل خارج نطاق السيطرة.

وأوضح بييرين أن ما يثير القلق في تصريحات ترامب هو نزع الطابع السيادي عن أي كيان غير أمريكي، وقال: "حين يتفاخر رئيس أمريكي بأنه قرر من يجب أن يعيش، ومن يجب أن يموت، فإننا لا نواجه خطابًا عسكريًا بل استعلاءً إمبرياليًا لا يليق بدولة يفترض أنها تسعى للاستقرار العالمي".

وقال ترامب على منصة "تروث سوشيال" عن خامنئي :" كنت أعلم تمامًا مكان اختبائه، ولم أرغب في السماح لإسرائيل ولا للقوات المسلحة الأمريكية، الأقوى والأعظم في العالم، بإنهاء حياته. لقد جنّبته موتًا شنيعًا ومذلًا".

وهذا التصريح، وفق الباحث السياسي الفرنسي، ليس مجرد استعراض بل يشير إلى وجود "قرار معلّق" بإزاحة المرشد الإيراني، تم تأجيله فقط لأسباب حسابية أمريكية، وليس لقيمة إنسانية أو سياسية.

وأشار الباحث السياسي الفرنسي إلى أن تلك الجنازات رسالة "حياة من رحم الموت"، تعيد تأكيد سيادة إيران وشبكتها العسكرية رغم الضربات، موضحاً أن تصريحات ترامب تمثل تصعيدًا لغويًا خطيرًا قد يُستخدم، لاحقًا، لتبرير ضربة مستقبلية، كما أن خامنئي، رغم حضوره الباهت، يبقى في قلب المعادلة، بصفته ليس فقط القائد، بل الهدف الإستراتيجي الأكبر.

;
logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC