تستعد تايوان هذا الشهر لبدء الرحلات التجريبية لطائرة إف-16 فايبر المتطورة (F-16V)، في خطوة رئيسية ضمن جهود الجزيرة لتحديث قواتها الجوية وتقليص الفجوة مع أسطول جيه-20 الصيني.
أعلن رئيس أركان القوات الجوية التايوانية، لي تشينج جان، أمام البرلمان في الأول من ديسمبر، أن الرحلات التجريبية ستبدأ "في وقت أبكر" مما كان متوقعًا، مع دخول 54 طائرة من أصل 66 خط التجميع حيز العمل مقارنة بـ 50 طائرة في أكتوبر الماضي.
جهود الإنتاج والتحديات اللوجستية
تعكس هذه الخطوة تكثيف إنتاج شركة لوكهيد مارتن الأمريكية، والتي نفذت نوبات عمل متعددة لمعالجة الاضطرابات في سلسلة التوريد وتحديات تكامل البرمجيات.
وقد تمت الموافقة على صفقة الطائرات بقيمة 8 مليارات دولار خلال الولاية الأولى للرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب في 2019، مع استهداف تسليم أولى الطائرات بحلول 2026.
ومع ذلك، حذر وزير الدفاع ويلينغتون كو من أن تحقيق التسليم الكامل بحلول نهاية العام يظل "تحديًا"، بسبب نقص القوى العاملة وتأخيرات في المكونات، وهو ما يؤثر ليس فقط على تايوان، بل أيضًا على مشترين آخرين مثل البحرين وسلوفاكيا وبلغاريا.
ومن المتوقع الانتهاء من تجميع واختبار حوالي 10 طائرات فقط بحلول أواخر 2025، مع وصول الدفعة الأولى في أوائل 2026 عبر رحلات العبارات بدعم من طائرات التزود بالوقود الأمريكية.
أما بقية الطائرات، فمن المتوقع تسليمها بين 2027 وأوائل 2028، مما دفع تايوان إلى تمديد عمر خدمة أسطول ميراج 2000 في هذه الفترة.
تعزيز أسطول F-16 في تايوان
ستنضم الطائرات الجديدة إلى 141 طائرة F-16A/B مطورة ضمن برنامج Peace Phoenix Rising، الذي بلغت تكلفته 4.5 مليار دولار وأُكمل في أواخر 2023، لتشكيل أسطول موحد يضم أكثر من 200 طائرة Viper متقدمة بحلول 2026.
تتمركز الطائرات في قاعدة تشياشان الجوية تحت جناح المقاتلات التكتيكية السابع، وستدعم عمليات الدفاع الجوي، الدوريات البحرية، والعمليات المشتركة، وسط تصاعد التوغلات الصينية في منطقة تحديد الدفاع الجوي (ADIZ).
تعد F-16V طائرة متعددة الأدوار من الجيل 4.5، تتفوق على أسطول F-16A/B القديم في الطيران، الرادار، والقدرة على التحمل.
يعتمد جوهر الطائرة على رادار Northrop Grumman AN/APG-83 SABR AESA، الذي يوفر كشفًا محسنًا للأهداف الصغيرة والمجنحة ويتيح الاشتباك خارج مدى الرؤية (BVR). وتشمل تحسيناتها الهيكلية أجنحة معززة ومعدات هبوط محسّنة، ما يرفع عمر الخدمة إلى 12 ألف ساعة، أي بنسبة 50% أطول من الطائرات القديمة، مع تقليل متطلبات الصيانة.
تدعم الطائرة أيضًا مجموعة متنوعة من الأسلحة، منها صواريخ AGM-84 Harpoon المضادة للسفن، وAGM-154 JSOW للضربات الدقيقة، وAGM-88 HARM لقمع الدفاعات الجوية، إضافة إلى صاروخ AGM-158 JASSM قيد التكامل، وهو منخفض الملاحظة ومقاوم للتشويش مع مدى يزيد عن 200 ميل.
التحدي الصيني المستمر
حتى مع تعزيز أسطول F-16V، تواجه تايوان خصمًا عنيدًا في سلاح الجو لجيش التحرير الشعبي الصيني (PLAAF)، الذي يضم أكثر من 300 طائرة Chengdu J-20 "Mighty Dragon"، مزودة بمحركات WS-15 وصواريخ PL-15 BVR، ما يمنحها ميزة استراتيجية في الاشتباكات الجوية خارج مدى الرؤية.
كما كشفت الصين مؤخرًا عن طائرة Shenyang J-35A من الجيل الخامس في نوفمبر 2024، ونماذج أولية للجيل السادس مثل J-36 و J-50 منذ ديسمبر 2024، متوقعة دخول الخدمة منتصف ثلاثينيات القرن الحادي والعشرين.
ويشكل المقطع الراداري المنخفض لطائرة J-20 تهديدًا لطائرات F-16V، حيث تسمح منصات الإنذار المبكر المحمولة جواً KJ-500 بالاشتباك المبكر باستخدام صواريخ خارج خط الرؤية.
وعلى الرغم من الدفاعات الجوية التايوانية المتقدمة، بما في ذلك أنظمة باتريوت وأنظمة سكاي بو المحلية، تظل التحديات كبيرة.
دعم أمريكي مستمر
وللتصدي للتهديدات الصينية الخفية، وافقت الولايات المتحدة على بيع أنظمة Legion Pod IRST بقيمة 500 مليون دولار في أغسطس 2023، لتعزيز قدرات F-16V على كشف الطائرات النفاثة مثل J-20 عبر إشارات حرارية على مسافة تزيد عن 100 كيلومتر.
وأكد نائب وزير الدفاع التايواني بو هورنغ هوي في مارس 2024 أن الجزيرة تحافظ على "تفوق جوي مطلق" ضمن مجالها الجوي، بفضل قدرات الدفاع المتعددة وقوة نيران الأسطول، رغم التحديث السريع للقوات الجوية الصينية.
ومع أن طائرات J-20 لم تشارك بعد في قتال حقيقي، فإن التفوق العددي لبكين المدعوم بميزانية دفاعية تبلغ حوالي 300 مليار دولار يظل عامل ضغط إستراتيجي على تايوان.
