logo
العالم

كيف استخدمت تايوان "دبلوماسية السوشي" للتقارب مع اليابان؟ (صورة)

الرئيس التايواني لاي تشينغ-تهالمصدر: bloomberg

استخدم الرئيس التايواني لاي تشينغ-ته، طبق "السوشي" لإيصال رسالة واضحة إلى طوكيو، مفادها "يجب على اليابان وتايوان التكاتف"، إذ أصبحت الصين "مُتنمِّرة" في شرق آسيا، بحسب صحيفة "التايمز".

وكان الرئيس التايواني لاي قد نشر صورةً لغدائه عبر حساباته على مواقع التواصل الاجتماعي، وعلق عليها بالقول: "ربما يكون الآن وقتًا مناسبًا لتناول الطعام الياباني"، وهو ما اعتبرته الصحيفة "الرسالة واضحة" للتضامن مع اليابان.

وأشارت الصحيفة إلى أن غداء الرئيس التايواني لاي شكّل لحظةً مهمةً في تصعيد الخلاف بين الصين واليابان، بشأن تصريحاتٍ أدلت بها ساناي تاكايتشي، رئيسة الوزراء اليابانية الجديدة، في وقتٍ سابق من شهر تشرين الثاني/نوفمبر الجاري.

أخبار ذات علاقة

 دونالد ترامب مع ساناي تاكايتشي

طوكيو في صدمة.. واشنطن تقدم تايوان "رهينة" لصفقة تجارية مع الصين

وسُئلت تاكايتشي في اجتماعٍ برلماني عمّا قد يُشكّل "وضعًا يُهدد بقاء" اليابان في ظل التوترات المحيطة برغبة الصين في الاستيلاء على تايوان أو كما تراه الحكومة الصينية، إخضاع مقاطعةٍ مُتمردة.

وقالت تاكايتشي إنه "إذا كانت هناك بوارج حربية واستخدام للقوة، فمهما فكرت في الأمر، فقد يُشكل ذلك تهديدًا للبقاء"، وهو تكهن يبدو أن تاكايتشي تندم عليه الآن، بحسب الصحيفة.

وأوضحت الصحيفة أن ذلك أثار غضبًا من الصين، تم التعبير عنه بطرق مألوفة؛ أولها الضغط الاقتصادي، فقد فُرض حظر شامل على المأكولات البحرية اليابانية، وتم حث ملايين السياح الصينيين الذين يزورون اليابان سنويًا على إعادة النظر في الأمر.

وثانيًا، دبلوماسية "محارب الذئب"، فقد شارك القنصل العام الصيني في أوساكا مقالًا إخباريًا حول تصريحات تاكايتشي على منصة "إكس"، مضيفًا أنه "يجب قطع الرأس القذر الذي يغرز نفسه في هذا الأمر".

ولفتت الصحيفة إلى أنه في السابق، كان من المفهوم أنه لا يمكن نشر قوات الدفاع الذاتي اليابانية إلا في حالة وقوع هجوم على اليابان.

وفي عام 2015 وُسّع نطاق هذه المصطلحات لتشمل هجومًا مسلحًا على دولة تربطها باليابان علاقات وثيقة تشكل تهديدا لبقاء اليابان.

أخبار ذات علاقة

المتحدث باسم وزارة الدفاع الصينية، جيانغ بين

الصين تتوعد اليابان إذا تجاوزت "الخط الأحمر" بشأن تايوان

وبينت الصحيفة أن تايوان كانت جزءًا من الإمبراطورية اليابانية من عام 1895 حتى عام 1945؛ وقالت إنه بينما لا تزال ذكريات العدوان الياباني في النصف الأول من القرن العشرين تحمل في طياتها مرارة كبيرة في كوريا والصين، فإن العقود الخمسة التي قضتها اليابان في حكم تايوان تلقى عمومًا تقييمات أكثر إيجابية.

ويرى التايوانيون أن أسس دولة حديثة قد وُضعت خلال فترة الحكم الياباني؛ وعندما يقارنونها بما تلاها، وهو غزو من البر الرئيسي الصيني، تبدو حقبة منظمة ومثمرة.

وذكرت أنه بعد استسلام اليابان عام 1945، أصبحت تايوان جزءًا من جمهورية الصين في عهد تشيانغ كاي شيك وحكومته القومية. حُكمت بطريقة اعتبرها الناس قمعية وفاسدة، بل وفوضوية أحيانًا.

وعندما انتقلت تايوان إلى الحكم الديمقراطي في أواخر الثمانينيات وأوائل التسعينيات، اعتبر الكثيرون اليابان نموذجًا للديمقراطية الآسيوية الناجحة: غنية، مسالمة، ومستقرة. 

وتتصدر اليابان الآن قوائم الدول المفضلة لدى الشعب التايواني بانتظام. فطعامها، وأزياؤها، وأفلامها، وموسيقاها، كلها منتجات رائجة هناك، تُعتبر نتاجًا لمجتمع منفتح.

والآن، يردّ التايوانيون الجميل، مواجهين الإجراءات الاقتصادية الصينية بشراء المأكولات البحرية اليابانية وحجز عطلاتهم هناك.

وخلُصت الصحيفة إلى أن هذا تحديدًا هو نوع الدعم المتبادل الذي لا يرغب قادة الصين في رؤيته؛ فهم يعتبرون تايوان شأنًا داخليًا، وينظرون إلى العلاقات اليابانية التايوانية على أنها انتهاك لسيادتهم.

وبما أن إحدى الاستراتيجيات المعقولة للسيطرة على تايوان تتمثل في إضعاف تفاؤل الأصوات المؤيدة للاستقلال تدريجيًا، فإن تلميح تاكايتشي الواضح إلى انخراط القوات اليابانية في حالة طوارئ في تايوان أمرٌ غير مرحب به على الإطلاق.

ويبدو أن المأزق يتحول إلى حرب على الرأي العام في شرق آسيا وحول العالم، وهذا ما يجعل ما يُسمى بـ"دبلوماسية السوشي" مهمة. إنها تتعلق بالرمزية والتضامن.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2025 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC