logo
العالم

أكدتها "جولة بولس".. واشنطن تخوض معركة استعادة نفوذها في شمال أفريقيا

أكدتها "جولة بولس".. واشنطن تخوض معركة استعادة نفوذها في شمال أفريقيا
مسعد بولسالمصدر: (أ ف ب)
29 يوليو 2025، 4:20 م

رأى خبراء سياسيون أن الجولة المغاربية التي قام بها مسعد بولس، مستشار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لشؤون أفريقيا والشرق الأوسط، لا تندرج ضمن التحركات البروتوكولية التقليدية، بل تحمل دلالات استراتيجية عميقة في سياق التنافس الدولي المتصاعد في شمال أفريقيا.

واعتبر الخبراء أن هذا التحرك يعكس ملامح عودة أمريكية حادة للمنافسة الجيوسياسية في شمال أفريقيا، لا سيما في ظل الانكفاء الأوروبي والتوسع الروسي والصيني.

وقد أثارت الزيارة التي شملت تونس، ليبيا، الجزائر والمغرب، مرورًا بباريس، العديد من التساؤلات حول أهدافها، توقيتها، والرسائل التي تسعى واشنطن، أو إدارة ترامب تحديدًا، إلى تمريرها عبر أحد أبرز رجالها الميدانيين.

توقيت مدروس في لحظة فراغ إقليمي

وقال جان-لوك مونتييه مدير الأبحاث في معهد العلاقات الدولية والاستراتيجية IRIS في باريس إن جولة بولس جاءت في توقيت "دقيق ومفتوح على الاحتمالات"، إذ تعيش منطقة المغرب العربي فراغًا استراتيجيًا نتيجة تراجع الدور الأوروبي وانشغال القوى الإقليمية بأزماتها الداخلية.

وأضاف مونتييه لـ"إرم نيوز"  أنه "من وجهة نظر واشنطن، وخاصة ترامب، لا يمكن ترك هذه المنطقة لمنافسيها، خصوصًا الصين وروسيا. وبالتالي، فهذه الجولة تهدف إلى إعادة ضبط المشهد الإقليمي من بوابة الاستثمار والدبلوماسية المباشرة".

أخبار ذات علاقة

مسعد بولس

ترامب يختار مسعد بولس لمهمة جديدة في أفريقيا

 ليبيا مركز الجاذبية

ورأى مونتييه أن الملف الليبي هو الحاسم في أجندة بولس، وليس بالضرورة الشراكات التقليدية مع تونس أو المغرب.

وأضاف أن "إطلاق مشروع شراكة اقتصادية بـ70 مليار دولار في ليبيا ليس تفصيلاً. إنه يعكس رغبة أمريكية في دخول مباشر إلى السوق الليبية، والتحكم في مفاصل إعادة الإعمار، وخصوصًا في قطاعات الطاقة والبنى التحتية، ما يهدد النفوذ الروسي والتركي هناك".

أخبار ذات علاقة

مسعد بولس.. جسر التواصل الأمريكي

العقل المدبر للشرق الأوسط في إدارة ترامب.. من هو اللبناني مسعد بولس؟

 


من جهتها، وصفت كلير ميشالان، الخبيرة في مركز تحليل السياسات المتوسطية (CAPM)  الجولة بأنها عودة إلى "دبلوماسية الصفقات" التي ميزت عهد ترامب.

وأضافت ميشالان في تصريحات لـ"إرم نيوز" أن "مسعد بولس ليس دبلوماسيًا تقليديًا، بل رجل أعمال سابق. وهذا يفسر لغته المباشرة ونهجه القائم على الربح المتبادل. الزيارة تستهدف نسج تحالفات مالية وتجارية قبل أن تكون سياسية، وهو ما يتماشى مع رؤية ترامب للمنطقة".

غضب غير مرحّب به دبلوماسيًا

وتتوقف ميشالان عند محطة تونس، معتبرة أن ما حدث هناك كان بمثابة "احتكاك غير محسوب"، حين أظهر الرئيس قيس سعيّد صور أطفال غزة الجائعين لبولس.

وقالت :"تونس أرسلت رسالة أخلاقية، لكنها في غير زمانها دبلوماسيًا. بولس جاء بعرض اقتصادي واستثماري، لا بحقيبة سياسية. الرد العاطفي التونسي قد يُفهم أمريكيًا على أنه نفور من التعاون، خصوصًا في سياق أن المنافسين أكثر مرونة" وفق تعبيرها.

وتعتبر الباحثة أن المغرب هو النقطة المحورية في هذه الجولة، مؤكدة أن واشنطن ترى فيه "القاعدة الأكثر موثوقية في شمال أفريقيا".

وبدأ مسعد بولس جولته المغاربية من تونس في 22 يوليو. وخلال لقائه بالرئيس قيس سعيّد في قصر قرطاج، حصل توتر لافت، حيث عرض سعيد على الضيف الأمريكي صورًا لأطفال غزة المتضررين من المجاعة، فيما اعتبر رسالة احتجاج رمزية على الموقف الأمريكي. 

أخبار ذات علاقة

الدبيبة وبولس

ليبيا.. الدبيبة يعرض على مستشار ترامب شراكة اقتصادية بـ 70 مليار دولار

 الجزائر: زيارة نادرة برسائل متعددة

زيارة بولس إلى الجزائر لم تمر مرور الكرام. فعلى الرغم من ندرتها من قِبل مسؤولين مقربين من ترامب، فإن الزيارة تحمل في طيّاتها رسائل توازن إقليمي.

واعتبرت مصادر دبلوماسية أن الربط الزمني بين محطتي الجزائر والرباط قد يكون محاولة أمريكية لفتح قناة خلفية لإعادة ضبط العلاقة بين العاصمتين.

أخبار ذات علاقة

العلم الليبي

أججتها زيارة مستشار ترامب.. مخاوف من فرض صفقة أمريكية على ليبيا

 

;
logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC