كشفت مصادر إيرانية عن استعدادات خاصة لهيئة الإذاعة والتلفزيون الإيراني لمواجهة أي هجوم عسكري محتمل، حيث تم تخصيص ساعات طويلة من البرامج الوطنية لتعزيز الخطاب القومي بدلاً من الأيديولوجيا الدينية المعتادة.
وبحسب المصادر التي تحدثت لموقع "إيران واير"، تم تخصيص آلاف الساعات من البرامج المسجلة عبر شركات إنتاج مقربة من النظام، لتوزيعها على القنوات المحلية في المحافظات الإيرانية، بهدف ضمان استمرارية البث في حال تعرض المركز الرئيس للهجوم.
وقالت المصادر إن "هذه البرامج تشمل محتوى متنوعاً من: الترفيه، والتاريخ، والدراما، وعلم النفس، والأناشيد، إلا أن اللافت هو تركيزها الواضح على الخطاب القومي والوطني بدلاً من الأيديولوجيا الدينية المعتادة".
كما تحدثت المصادر عن تخصيص ميزانية خاصة لإنتاج هذه الحلقات، مشيرة إلى أن إثارة المشاعر الوطنية أصبحت أولوية للسلطات في حال تطور الأحداث عسكرياً.
وتجدر الإشارة إلى أن هيئة الإذاعة والتلفزيون الإيراني قامت بخطوة مشابهة خلال فترة رئاسة محمود أحمدي نجاد، عندما كانت التهديدات بهجوم إسرائيلي على إيران في ذروتها.
وتملك الهيئة قنوات تبث بشكل أرضي في كافة المحافظات الإيرانية، ويبلغ عددها 32 قناة.
وتعكس هذه التحركات مستوى القلق الرسمي من التصعيد العسكري، وسعي النظام لضمان سيطرته على الخطاب الإعلامي في الظروف الطارئة.
وأفادت وكالة "رويترز"، نقلاً عن مسؤول إيراني رفيع المستوى، أن المرشد الإيراني علي خامنئي أصدر تعليمات بوضع القوات المسلحة في حالة تأهب قصوى، في ظل تصاعد التوترات مع الولايات المتحدة، والحديث عن هجمات محتملة على طهران.
وأوضح المسؤول الإيراني، الذي تحدث للوكالة بشرط عدم الكشف عن اسمه، أن إيران رفضت طلباً من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، لإجراء مفاوضات مباشرة بشأن برنامجها النووي، لكنها لا تمانع في مواصلة المحادثات غير المباشرة عبر وساطة سلطنة عُمان.
وقال المسؤول إن "المفاوضات غير المباشرة تشكل فرصة لاختبار مدى جدية الولايات المتحدة في التوصل إلى حل سياسي"، مضيفاً أن إيران تتابع الموقف عن كثب، وتُقيّم الخطوات الأمريكية بعناية.