شهدت محافظة سيستان وبلوشستان جنوب شرقي إيران، اليوم الأربعاء، "مجزرة" راح ضحيتها امرأة أربعينية تُدعى "خان بي بي بامري"، وإصابة 10 نساء أخريات بجروح، حالة اثنتين منهن حرجة.
وقال تقرير لشبكة "حالوش" الحقوقية، إن قوات تابعة للاستخبارات الإيرانية والحرس الثوري وشرطة النظام تسببت بهذه المجزرة، بعد أن اقتحمت قرية جونيغ التابعة لمدينة خاش.
وأضاف أن العملية، التي استمرت من الخامسة حتى العاشرة صباحًا، تخللتها عمليات دهم عنيفة للمنازل وإطلاق نار مباشر على النساء غير المسلحات اللاتي حاولن التصدي للهجوم بالحجارة.
وبحسب الشبكة، نفى شهود عيان وجود أي مسلح في القرية، خلافًا لما زعمته السلطات الإيرانية عن ملاحقة "عناصر مسلحة مرتبطة بـ الموساد".
وأشارت الروايات إلى أن الهجوم لم يسبقه أي تحذير رسمي، في حين أُفيد بفقدان امرأة حامل جنينها نتيجة الضرب وطلقات الخرطوش.
وبدوره، أدان إمام جمعة أهل السنة في زاهدان، الشيخ مولوي عبد الحميد، هذا الهجوم بشدة، واعتبره نتيجة "سوء تدبير خطير في ظرف حساس".
ودعا عبد الحميد مجلس أمن المحافظة إلى فتح تحقيق عاجل ومحايد ومحاسبة المسؤولين عن الانتهاكات.
وأثارت الحادثة موجة استنكار واسعة، وسط اتهامات متجددة للسلطات الإيرانية باستخدام "ذرائع أمنية واهية" لتبرير القمع الممنهج ضد السكان البلوش، الذين يعانون التهميش والتمييز منذ سنوات.
وفي وقت سابق من اليوم الأربعاء، أعلنت قوات "قدس" التابعة للقوة البرية في الحرس الثوري الإيراني تنفيذ عملية استخبارية ضد خمسة جواسيس تابعين للاستخبارات الإسرائيلية في محافظة سيستان وبلوشستان، مؤكدة أنهم كانوا يخططون لتنفيذ عمليات تخريبية في عمق الأراضي الإيرانية.
وأوضحت قيادة المنطقة الجنوبية الشرقية أن أفراد الخلية هم في الغالب من الأجانب، وكانوا يستخدمون الطائرات المُسيّرة الصغيرة (درون) في مهام التجسس، مستغلين الزي المحلي ومشاعر السكان الأصليين للتخفي والفرار عبر الحدود.
وأشارت إلى أن عملية المطاردة بدأت فجر الثلاثاء في محيط مدينة خاش بالتعاون مع أجهزة الأمن، لكن الجناة تمكنوا من الفرار، في حين أصيب عدد محدود من السكان المحليين خلال العملية بسبب "عدم امتثالهم لتحذيرات أمنية".
