حققت تركيا، "الصين الجديدة لأوروبا"، وفق وصف صحيفة "المونيتور"، طفرة في التصدير العسكري الذي بدأ بالطائرات دون طيار، ليتطور الآن إلى تصدير الطائرات النفاثة والسفن العسكرية إلى أعضاء في حلف الناتو والاتحاد الأوروبي.
وقالت الصحيفة إنه بعد الطائرات التركية دون طيار، ستظهر الطائرات والسفن العسكرية التركية على الساحة الأوروبية عقب الاتفاقيات الموقعة مع إسبانيا والبرتغال.
ومع اقتراب عام 2024 من نهايته، خطت اثنتان من شركات الدفاع الرائدة في تركيا، هورجت وتوساس، خطوات كبيرة من خلال تأمين الصادرات الرئيسة إلى حلفاء الناتو والدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، إسبانيا والبرتغال؛ ما قد يؤدي إلى المزيد من مبيعات الأسلحة العالمية في المستقبل، وفق الصحيفة.
وأشارت إلى أن توقيت الصفقات الجديدة مناسب للغاية، ويأتي في ظروف تشعر فيه أوروبا وجوارها بأمان أقل بسبب الحرب الروسية على أوكرانيا، وحرب إسرائيل على غزة، فضلًا عن المرحلة الانتقالية غير المؤكدة في سوريا، في أعقاب سقوط نظام بشار الأسد، ما يجعل الطلب على السفن الحربية وسفن الدعم آخذًا في الارتفاع.
ورغم أن أغلب الحروب تدور على الأرض، ومن غير المتوقع نشوب حروب بحرية كبرى، باستثناء صراع خطير بين الولايات المتحدة والصين، فإن منع الممرات البحرية سيصبح أكثر أهمية من أجل خنق الخصوم، وفق الصحيفة.
ونقلت عن محللين أتراك قولهم إن تركيا أصبحت "الصين الجديدة" لأوروبا؛ ليس من حيث معدلات الإنتاج على المستوى الصيني، ولكن من خلال إنتاج السفن بوتيرة عالية بشكل مثير للإعجاب للمنطقة.
وفي الوقت الذي تواجه فيه العديد من أحواض بناء السفن الأوروبية تراكمًا كبيرًا في الأعمال بسبب زيادة الطلب، فإن شركات بناء السفن عالية الكفاءة في تركيا تقدم بديلًا تنافسيًا للمشترين الأوروبيين والعالميين، على حد قول "المونيتور".
وبيّنت أن الصفقات الجديدة قد تكون عرضة للتعطيل من قبل الولايات المتحدة، التي تستورد منها تركيا المحركات، وتُشكل الركيزة الرئيسة لمشاريعها في صناعة الطائرات والسفن، وإن فعلت واشنطن، فإنها لن تكون المرة الأولى التي تستخدم فيها حق النقض ضد مبيعات الدفاع المزمعة لأنقرة، وفق الصحيفة.
ودللت على ذلك بأنه عندما قامت تركيا وإيطاليا بشكل مشترك بتطوير طائرات الهليكوبتر الهجومية "T-129"، التي تستخدم محركات أمريكية الصنع، خططت شركة توساس لبيع 30 مروحية إلى باكستان.
مع ذلك، فإن البرنامج معلق، إذ لم يتم التخلي عنه بسبب رفض الولايات المتحدة توفير المحركات.
واختتمت الصحيفة بالقول إنه بينما باعت تركيا طائراتها القتالية دون طيار الشهيرة لحلفاء الناتو، مثل بولندا وعشرات الدول حول العالم، فإن هورجيت ستكون أول طائرة تركية مأهولة تُحلق في سماء الاتحاد الأوروبي إن قُدّر للصفقات أن تستمر دون عقبات أو عقوبات.
وصدّرت تركيا أنواعًا مختلفة من السفن التجارية والسفن الحربية إلى تركمانستان وأوكرانيا وباكستان وماليزيا، وهي دول لا تقود القوى البحرية العالمية، لكنها ستكون المرة الأولى التي تصل فيها السفن التركية، بفعل الصفقة الجديدة، إلى إحدى الدول الأوروبية؛ البرتغال، بحسب الصحيفة.