logo
العالم

وسط فوضى أمنية.. ما تداعيات انسحاب القوات الفرنسية من تشاد؟

وسط فوضى أمنية.. ما تداعيات انسحاب القوات الفرنسية من تشاد؟
طائرة مقاتلة فرنسية تستعد للإقلاع خلال سحب فرنسا قواتها م...المصدر: رويترز
12 ديسمبر 2024، 2:37 م

بدأت فرنسا بسحب قواتها وآلياتها العسكرية من تشاد، في خطوة تثير تساؤلات حول تداعيات ذلك، على الوضع في البلاد، وفي المنطقة بأسرها، خاصة في ظل الفوضى الأمنية؛ من جراء حركات تمرد ونشاط مكثف لجماعات إرهابية.

وكشف مصدر فرنسي أن مقاتلتين من نوع ميراج 200 دي، أقلعتا من تشاد، إلى جانب طائرة نقل.

وقال مصدر آخر، إن وجود المقاتلات الفرنسية في تشاد لم يعد مبررا بعد إنهاء التعاون العسكري بين البلدين.

وأضاف المصدر أن "فرنسا تنهي نشر مقاتلاتها في قاعدة كوسي الجوية في نجامينا. والجيش الفرنسي اتخذ قرارًا بسحب طائراته الحربية".

أخبار ذات علاقة

قاعدة عسكرية فرنسية في تشاد

بعد 3 عقود.. الطائرات الحربية الفرنسية تغادر تشاد

وكانت تشاد، أعلنت في 28 نوفمبر/تشرين الثاني، إنهاء اتفاق دفاعي مع باريس يعود لعام 1960.

وقال وزير الخارجية التشادي عبد الرحمن كلام الله إنّ "حكومة جمهورية تشاد تبلغ الرأي العام الوطني والدولي بقرارها إلغاء اتفاقية التعاون الدفاعي الموقّعة مع الجمهورية الفرنسية".

ويتعين على فرنسا بموجب هذا القرار إجلاء نحو ألف من تشاد.

وعلق المحلل السياسي المتخصص في الشؤون الأفريقية، عزيز ولد الصوفي، على هذا التطور بالقول: "أعتقد أن مشوار فرنسا قد انتهى في أفريقيا وهناك ثورة عارمة من قبل الأفارقة سلطةً وشعوباً ضد حضور باريس في بلدانهم".

وأضاف ولد الصوفي، لـ"إرم نيوز"، أن "هذه التطورات تأتي في ظل حالة ضعف باتت تعاني منها فرنسا اقتصاديا، ولا تستطيع تقديم شيء للدول الأفريقية شأنها في ذلك شأن وضعها العسكري".

وأكد: "في اعتقادي أن انسحابها العسكري لا يمكن أن يؤثر بأي شكل من الأشكال على الوضع الأمني والعسكري في الساحل الأفريقي؛ لأنها لم تقدم أصلاً شيئا في ظل تواجدها".

تعميق للفوضى

وواجهت فرنسا انتكاسة تلو الأخرى في السنوات الماضية في منطقة الساحل الأفريقي؛ حيث طُردت قواتها من النيجر ومالي وبوركينا فاسو تباعاً، وذلك إثر انقلابات عسكرية جاءت بقادة مناهضين لباريس.

ومن جانبه، قال المحلل السياسي المتخصص في الشؤون الأفريقية عبدول ناصر سيدو، إن "الانسحاب الفرنسي ستكون له انعكاسات على الوضع الأمني؛ إذ من المحتمل أن يؤدي إلى تعميق الفوضى التي تعرفها منطقة الساحل الأفريقي خاصة في ظل غياب بديل قادر على تكريس كل قوته لتحسين الوضع الأمني".

وأضاف سيدو، لـ"إرم نيوز"، أن "الجميع يعرف أن روسيا مشتتة بين الحرب ضد أوكرانيا وإعادة ترتيب أوراقها في الشرق الأوسط بعد سقوط نظام بشار الأسد؛ لذلك لا يمكن توقع الكثير من موسكو في تعزيز الوضع الأمني الذي ينهار بمفعول الهجمات الإرهابية".

وتابع: "في ظل غياب بديل يضع كامل قدراته العسكرية والاستخباراتية في تعقب الجماعات الإرهابية والمتمردة فإن المنطقة ستواجه وضعا معقدا".

أخبار ذات علاقة

الرئيس التشادي الجنرال محمد إدريس ديبي

تشاد.. الحاضنة السياسية والشعبية تضغط للالتحاق بكونفدرالية الساحل‎

 

;
logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC