استعانت الصين بخطاب للرئيس الأمريكي الأسبق، رونالد ريغان، لانتقاد الرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس الحالي، دونالد ترامب، معتبرة أن الخطاب القديم "يحمل معنى متجددًا هذه الأيام".
ونشرت السفارة الصينية في واشنطن مقطع فيديو للرئيس الجمهوري رونالد ريغان، في ولايته الثانية العام 1987، والذي انتقد فيه الرسوم الجمركية بشدة، بحسب مجلة "نيوزويك" الأمريكية.
وفي خطابه الإذاعي بتاريخ 25 أبريل/نيسان 1987، حذّر ريغان من أن الرسوم الجمركية ستؤدي إلى انهيار الأسواق، وكذلك الصناعة، وفقدان ملايين الأمريكيين لوظائفهم.
كما حذّر الرئيس الأسبق، الذي عايش الكساد الكبير، من أن قانون تعريفات سموت-هاولي، الذي سُنّ العام 1930، قد فاقم الكساد الذي كان في بداياته آنذاك، و"حال دون التعافي الاقتصادي".
وتابع ريغان في الخطاب الشهير: "هناك من في هذا الكونغرس يسعون وراء مكاسب سياسية سريعة، ويخاطرون بازدهار أمريكا من أجل استقطاب مصالح خاصة على المدى القصير، ويتناسون أن أكثر من 5 ملايين وظيفة أمريكية مرتبطة ارتباطًا مباشرًا بأعمال التصدير الأجنبي، وأن ملايين أخرى مرتبطة بالواردات".
وشهدت الأسواق العالمية تراجعًا حادًا منذ إعلان ترامب عن رسومه الجمركية الأسبوع الماضي، حيث اقترب مؤشر ستاندرد آند بورز 500 من منطقة الهبوط عند افتتاحه يوم الاثنين.
ويتزايد القلق، بما في ذلك من جانب الجمهوريين وحلفاء ترامب، من أن هذه الرسوم قد تجر الولايات المتحدة إلى حالة ركود.
ونقلت السفارة الصينية كلمات ريغان كتحذير في الوقت المناسب لترامب، الذي دفعت تعريفاته الجديدة الأسواق العالمية إلى حالة من الاضطراب؛ ما دفع البنوك الأمريكية الكبرى إلى التحذير من ركود وشيك.
وردّت الصين على رسوم ترامب، بأخرى انتقامية بنسبة 34% تضاف إلى رسومها السابقة "القياسية"؛ ما دفع الرئيس الأمريكي لإطلاق تحذير لبكين بإلغاء الرسوم "الانتقامية" يوم الثلاثاء، أو سيفرض رسومًا جديدة "أعلى بكثير".
وعن العلاقة بين ريغان وبكين، تقول "نيوز ويك" إن الرئيس الأمريكي الأسبق، كان مناهضًا شرسًا للشيوعية، وانتهجت إدارته سياسة لتقليص نفوذ الأنظمة الشيوعية، حيث قدّمت عقيدة ريغان دعمًا سريًا لحركات المقاومة المناهضة للشيوعية في أفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية.
واعتقد ريغان أيضًا أن الحكومة الصينية المناهضة للشيوعية، التي هربت إلى تايوان العام 1949 مع تولي الحزب الشيوعي الصيني السلطة، هي الحكومة الشرعية للصين. لكنه زار البلاد سنة 1984، مرحّبًا بانتقال الصين إلى بلد أكثر انفتاحًا وأقل عزلة.
