إعلام فلسطيني: غارات إسرائيلية متفرقة على قطاع غزة تقتل 13 فلسطينيا خلال الساعات الأخيرة

logo
العالم

إجراءات خالفت الوعود.. ماذا حقق ترامب في 100 يوم؟

إجراءات خالفت الوعود.. ماذا حقق ترامب في 100 يوم؟
الرئيس الأمريكي دونالد ترامبالمصدر: رويترز
28 أبريل 2025، 12:55 م

يكمل دونالد ترامب في الـ29 من أبريل/نيسان 100 يوم في البيت الأبيض، والتي تُعد عادةً نقطة مفصلية في تقييم أداء أي رئيس، خصوصًا فيما يتعلق بالالتزام بالوعود الانتخابية وظهور ملامح مقاربته للشؤون السياسية المختلفة، في الداخل والخارج.

وفيما يتعلق بالسياسة الخارجية تحديدًا، انتقدت أغلب وسائل الإعلام ومراكز الأبحاث الأمريكية أداء دونالد ترامب خلال أيامه الـ100 الأولى. ففي الـ18 من أبريل/نيسان، عنونت صحيفة "واشنطن بوست" أن ترامب أنجز 100 يوم من الفشل التاريخي.

أخبار ذات علاقة

بوتين وترامب في لقاء سابق

آخرهم ترامب.. كيف تغلب بوتين على رؤساء أمريكا؟

 وفي الـ24 من أبريل/نيسان، اعتبر "مركز التقدم الأمريكي" (CAP) أن السياسة الخارجية في الـ100 يوم الأولى من حكم ترامب أظهرت فوضى عالمية، وضعفًا أمريكيًّا، ومعاناة إنسانية.

 وفي 27 أبريل قالت صحيفة "نيويورك تايمز" إن ترامب احتاج إلى 100 يوم فقط لفصل الولايات المتحدة عن العالم. وفي اليوم نفسه، اعتبرت وكالة "رويترز" أن الرئيس الأمريكي قلب النظام العالمي.

 أما وسائل الإعلام الأمريكية المحسوبة على الجمهوريين، مثل قناة "فوكس نيوز"، فقد ركزت في 27 أبريل في تقييمها لأداء ترامب على الشأن الداخلي، مكتفيةً بالإشارة إلى أن 40% من الأمريكيين معجبون بأدائه في السياسة الخارجية.

ويقول متابعون إن الأيام القادمة ستشهد المزيد من المقالات والتحليلات التي تقيم سياسة ترامب الخارجية، ويقدمون في قراءة لـ"إرم نيوز" مقاربة تحاول رصد ما كشفته هذه الأيام الـ100 عن محددات قرارات ترامب في السياسة الخارجية، والهدف هو محاولة فهم كيفية تبلور قرارات ترامب الخارجية دون الحكم عليها سلبًا أو إيجابًا.

الوعود ليست أجندة ملزمة

بالمرور السريع على أهم وعود ترامب خلال حملته الانتخابية، نجد أن الواقع اليوم يتباين بشكل كبير مع الصورة التي أوحت بها تلك الوعود. فقد وعد ترامب بإنهاء الحرب الروسية-الأوكرانية بشكل شبه فوري، وكذلك بإنهاء حرب غزة، إلا أن كلا الوعدين لا يزال بعيدًا عن التحقق.

 في المقابل، لم يكن من بين وعود ترامب تحريك المسار الدبلوماسي مع إيران، إلا أن هذا ما حصل فعليًّا.

 وتعهد ترامب بعدم توريط الولايات المتحدة في حروب جديدة، إلا أنه فاجأ الجميع بإطلاق عملية عسكرية ضد الحوثيين في اليمن في الـ15 من مارس/آذار.

وفي الجانب الاقتصادي، تحدث ترامب عن فرض رسوم جمركية، ولكن لم يتوقع أحد أن تتحول هذه الرسوم إلى حرب تجارية على مستوى العالم، وأن تخلق تداعيات سلبية على الاقتصادين الأمريكي والعالمي.

 كما تعهد ترامب بتخفيض الأسعار للمستهلكين الأمريكيين، ومحاربة التضخم، وتحقيق انتعاش غير مسبوق للبورصة الأمريكية، بالإضافة إلى الحفاظ على مكانة الدولار كعملة رئيسة للتبادل التجاري العالمي والاحتياطيات المالية، ومحاربة محاولات التخلي عن الدولار.

إلا أن سياسات ترامب أضعفت الدولار على نحو غير مسبوق وخلال فترة قياسية، بما أنعش النظرية القائلة إن ترامب يريد إضعاف الدولار لحل مشكلات الدين الأمريكي.

 وتشهد البورصة الأمريكية انخفاضًا حادًّا، مع عودة شبه مؤكدة للتضخم المالي.

ويعتبر خبراء أن "ما سبق يتطلب إعادة النظر في وعود ترامب الانتخابية، وعدم اعتبارها محددًا فعليًّا لسياسته الخارجية".

فقد أطلق ترامب وعوده الانتخابية بما يجذب الرأي العام الأمريكي ويعزز صورته كزعيم قادر على تحقيق الإنجازات. ويمكن القول إنه يجري مراجعة مستمرة لخطابه ووعوده بما يضمن الحفاظ على شعبيته وإقناع الأمريكيين بقدرته على الإنجاز.

ولكن بعد انتخابه تراجع اهتمام ترامب بإنهاء الحرب في غزة، وهو تراجع يعكس تراجع اهتمام الأمريكيين أنفسهم بهذه الحرب، مع انحسار المظاهرات في المدن والجامعات الأمريكية.

 أما فتور حديث ترامب عن إنهاء الحرب الروسية-الأوكرانية، فيعود إلى إدراكه لتعقيد الملف، وشكوكه في رغبة القيادة الروسية بإنهاء الحرب، كما ظهر في حديثه عقب لقائه الرئيس الأوكراني خلال جنازة بابا الفاتيكان.

في المقابل، تُظهر حماسة ترامب للتحرك في الملف الإيراني، اعتقاده بوجود فرصة لتحقيق إنجاز سريع.

وبحسب خبراء "قد يتبين أن رهانه صحيح إذا ما قدمت إيران تنازلات غير متوقعة، أو قد يظهر أن حدود المرونة الإيرانية أقل مما يتوقع؛ ما يدفعه للتخلي عن المسار الدبلوماسي أو الاكتفاء باستنزاف إيران بالعقوبات حتى نهاية ولايته".

ووفق قولهم فإنّ "رهان ترامب على الخيار الدبلوماسي ليس رهانًا عقائديًّا أو محاولة لبناء إرث تاريخي، بعكس باراك أوباما أو بيل كلينتون".

وأوضحوا أن "ترامب يتعامل مع خيارات السياسة الخارجية بحسب تقييمه للنتائج الممكن تحقيقها سريعًا. فهو رجل أعمال، يرى أن المجتمع الأمريكي يمتلك ذاكرة قصيرة، وأن الولايات المتحدة في حالة انتخابات مستمرة، نظرًا لتعدد الانتخابات الدورية للكونغرس، حكام الولايات، والمجالس التشريعية، والمحاكم العليا.

ونظرية ترامب هذه تبدو صحيحة بالنظر إلى خسارة الديمقراطيين انتخابات 2024 نتيجة تجاهلهم لقضايا المواطن اليومية واهتمامهم المفرط بالطاقة النظيفة والمناخ.

تباينات الحزب الجمهوري

التباينات داخل الحزب الجمهوري، وداخل دائرة الرئيس نفسه، تلعب دورًا مهمًّا في صياغة السياسة الخارجية وتغيير مواقف ترامب.

 فرغم أن ترامب هو الأب الروحي لتيار "ماغا" (MAGA - "جعل أمريكا عظيمة مجددًا")، فإن هذا التيار لا يزال هامشيًّا داخل الحزب مقارنة بالجمهوريين التقليديين.

فشل تيار "ماغا"، مثلًا، في تمرير الاقتطاعات الضريبية وتخفيض الإنفاق الفيدرالي الموعود، خصوصًا في مجالي الرعاية الصحية والاجتماعية، ونجح الجمهوريون التقليديون في احتواء تأثير هذا التيار في مجلسي النواب والشيوخ.

وفي مارس الماضي أقر الكونغرس موازنة العام 2024 التي وضعتها إدارة بايدن لتغطي الفترة المتبقية من العام المالي 2025؛ ما عكس سيطرة الجمهوريين التقليديين.

 وفي أبريل بدأ بعض الجمهوريين بالترويج لفرض ضريبة جديدة على كبار الأثرياء بنسبة 40% على الدخل السنوي الذي يتجاوز مليون دولار، وهو ما يعكس إدراكهم لصعوبة استمرار سياسات الاقتراض مع تخفيض الضرائب.

ورغم ذلك لم يعارض الجمهوريون التقليديون أجندة "ماغا" فيما يتعلق بالهجرة والتعليم؛ ما اضطر ترامب إلى المناورة بين تيارين متصارعين، ليبقى زعيمًا بقاعدة شعبية واسعة لكن دون قاعدة حزبية متماسكة.

وحرص ترامب أيضًا على مكافأة المقربين منه بمناصب رفيعة، مثل وزير الدفاع بيت هغسيث، ومستشار الأمن القومي مايك والتز، ومدير وكالة المخابرات جون راتكليف، ومديرة مكتب المخابرات القومية تولسي غابارد، ومبعوثه الخاص للشرق الأوسط ستيف ويتكوف.

وأظهرت الأيام الـ100 الأولى أن أقرب شخصيتين لتفكير ترامب هما نائبه جي دي فانس، ومبعوثه ويتكوف الذي صار فعليًا "مبعوثًا لكل شيء" (Envoy for Everything) وفق تعبير مراقبين.

كما كشفت التسريبات الصحفية لمحادثات كبار المسؤولين الأمريكيين على تطبيق "Signal" في مارس الماضي أن نائب الرئيس فانس كان المعترض الوحيد على العملية العسكرية ضد الحوثيين، لعدم وجود مصلحة أمريكية واضحة، بينما أيدها باقي المسؤولين؛ ما عكس استمرار نفوذ التفكير التقليدي داخل الإدارة.

أما فيما يخص المفاوضات مع إيران، فالحماسة ظلت محصورة بين ترامب وفانس وويتكوف، في حين عارضها معظم كبار مسؤولي الإدارة.

;
logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC