مسيّرة تستهدف سيارة على طريق بلدة مركبا جنوبي لبنان
كشف تقرير جديد للجنة تقصّي الحقائق المستقلة التابعة للأمم المتحدة بشأن إيران أن حملة القمع في البلاد تفاقمت بشكل حاد منذ اندلاع الحرب التي استمرت 12 يوماً بين إسرائيل وإيران.
وأشار التقرير إلى أن طهران اعتقلت عشرات الآلاف من النشطاء والصحفيين، ونفذت أكثر من ألف ومئتي حكم إعدام منذ مطلع العام الجاري.
وقالت رئيسة اللجنة، سارا حسين، في مؤتمر صحفي، إن "الانتهاكات الواسعة لحقوق الإنسان في إيران تصاعدت منذ الحرب، واستهدفت قطاعات واسعة من المجتمع المدني، من محامين وصحفيين وناشطين حقوقيين وحتى مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي الذين نشروا محتوى عن الحرب".
وأضافت حسين أن نحو 21 ألف شخص تم اعتقالهم خلال فترة الحرب، وأن اللجنة رصدت "تدهوراً مستمراً في أوضاع الحريات العامة وحقوق المرأة والأقليات" منذ مارس/آذار 2025.
وبحسب التقرير، فقد نفذت السلطات الإيرانية أكثر من 1200 عملية إعدام خلال عام 2025، متجاوزةً إجمالي الإعدامات المسجلة في عام 2024، وهو أعلى معدل منذ عام 2015.
وأكدت حسين أن لدى اللجنة "أدلة قوية على أن أحكام الإعدام تُنفذ بشكل ممنهج يتعارض مع القانون الدولي لحقوق الإنسان".
كما وثّقت اللجنة تصاعد الاعتقالات في صفوف الأقليات القومية والدينية، إذ تم توقيف أكثر من 330 مواطناً كردياً وعدد كبير من العرب، فضلاً عن ترحيل مئات آلاف الأفغان.
وأشارت حسين إلى أن السلطات الإيرانية اتهمت أتباع الديانة البهائية بالتجسس لصالح إسرائيل، وصادرت ممتلكاتهم بعد مداهمة منازلهم.
وأفاد التقرير أيضاً بأن القمع الإعلامي لم يعد يقتصر على الداخل الإيراني، حيث قامت السلطات بإيقاف خطوط الهاتف لصحفيين داخل البلاد، فيما تعرض أكثر من 45 صحفياً في سبع دول مختلفة لتهديدات جدية بسبب تغطيتهم للأحداث الإيرانية، وهو ما وصفته اللجنة بأنه "انتهاك خطير لحرية التعبير والأمن الشخصي".
وأكدت حسين أن ما يجري اليوم في إيران يعكس "نمطاً متكرراً تلجأ فيه الحكومة إلى العنف وانتهاك الحقوق الأساسية عند مواجهة أي احتجاج أو معارضة"، مستذكرةً حملات القمع السابقة منذ احتجاجات الطلبة عام 1999 مروراً بـ"الحركة الخضراء" عام 2009، واحتجاجات 2017 و2019.
وأُنشئت لجنة تقصّي الحقائق الأممية عام 2022 عقب قمع احتجاجات "المرأة، الحياة، الحرية" التي اندلعت إثر وفاة الشابة مهسا أميني أثناء احتجازها لدى "شرطة الأخلاق".
وتقول حسين إن السياسات الراهنة "لا تزال تحرم النساء والفتيات في إيران من حقوقهن الأساسية".
وذكرت حسين أن الوضع في إيران "يتجه نحو مزيد من الانغلاق والقمع"، داعية المجتمع الدولي إلى مواصلة توثيق الانتهاكات ودعم جهود المساءلة وعدم إفلات مرتكبيها من العقاب.
وعلى صعيد آخر، أشارت اللجنة إلى أنها فتحت تحقيقاً في الهجمات الجوية الإسرائيلية على سجن إيفين في طهران خلال الحرب الأخيرة، مؤكدةً أن النتائج الأولية تشير إلى أن إسرائيل استهدفت مباني مدنية لا تُعد أهدافاً عسكرية مشروعة، وأن تلك الهجمات "قد تكون متعمدة"، فيما لم تتخذ السلطات الإيرانية الإجراءات الكافية لحماية السجناء.