حزب الله: تحرك مجلس الوزراء اللبناني بشأن خطة الجيش فرصة للعودة إلى الحكمة والتعقل

logo
العالم

"خطوة جريئة".. هل تتجه "صفقة المعادن" إلى أوروبا بدلا من واشنطن؟

"خطوة جريئة".. هل تتجه "صفقة المعادن" إلى أوروبا بدلا من واشنطن؟
ماكرون وستارمر وزيلينسكي قبل قمة لندنالمصدر: رويترز
03 مارس 2025، 5:35 ص

احتضنت العاصمة البريطانية لندن قمة أوروبية مهمة بشأن الأزمة الأوكرانية، في وقت يدور فيه الحديث عن تحويل صفقة المعادن الإستراتيجية من الولايات المتحدة إلى أوروبا، ما يفتح الباب أمام تساؤلات حول طبيعة هذه القمة وأهدافها الفعلية.

تحول الموقف الأوروبي 

وأكد خبراء سياسيون فرنسيون أن قمة لندن حول أوكرانيا تعكس تحوّلًا في الموقف الأوروبي تجاه الأزمة، حيث يسعى الاتحاد الأوروبي إلى تعزيز استقلاله الاستراتيجي في ظل عدم وضوح التزام الولايات المتحدة، خاصة بعد مواقف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الأخيرة.

أخبار ذات علاقة

من لقاء ترامب وزيلينسكي في البيت الأبيض

النسخة المعدلة من "صفقة المعادن".. القشة التي أفقدت ترامب "صوابه"

المعادلة تغيرت

وقال دومينيك مويزي، المستشار في المعهد الفرنسي للعلاقات الدولية  لـ"إرم نيوز" إنه منذ بداية الحرب الروسية الأوكرانية، كانت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي في طليعة الداعمين لكييف، سواء بالمساعدات العسكرية أو الاقتصادية. 

وأوضح أنه "مع ذلك، تغيرت المعادلة مع عودة ترامب إلى المشهد السياسي، حيث أبدى مواقف متشددة بشأن تقليص الدعم العسكري لأوكرانيا، معتبرًا أن الدول الأوروبية يجب أن تتحمل جزءًا أكبر من العبء".

واعتبر أن هذا التوجه دفع القادة الأوروبيين إلى إعادة تقييم استراتيجيتهم الدفاعية والاقتصادية، خصوصًا فيما يتعلق بإمدادات المعادن النادرة، التي تعد أساسية لصناعات الدفاع والتكنولوجيا. 

وتابع: "هنا، تبرز صفقة المعادن النادرة، التي كانت تعتمد فيها أوكرانيا سابقًا على الولايات المتحدة، والتي قد يتم توجيهها الآن نحو أوروبا بدلًا من واشنطن".

ملء الفراغ

وأكد مويزي أنه لا يمكن إنكار أن أوروبا تحاول ملء الفراغ الذي قد تتركه أمريكا، مضيفاً:" لكن السؤال هنا هو: هل هذا التحرك اقتصادي بحت أم أن له أبعادًا سياسية؟

وأضاف أنه "من الواضح أن نقل صفقة المعادن إلى أوروبا سيكون رسالة مباشرة إلى ترامب بأن أوروبا قادرة على التحرك دون إذن أمريكي، لكنه في الوقت ذاته قد يعزز فكرة إنشاء كتلة أوروبية مستقلة تمامًا في القرارات الاستراتيجية، وهو أمر يطالب به القادة الأوروبيون منذ فترة طويلة".

ويرى الباحث السياسي الفرنسي أن هذه الخطوة قد تدفع نحو مزيد من الاستقلالية الأوروبية، لكنها في الوقت نفسه تفتح الباب أمام ضغوط أمريكية وربما حتى تهديدات اقتصادية".

كما يعتقد أن الحل الأفضل هو التفاوض مع واشنطن بدلًا من المواجهة المباشرة، للحفاظ على العلاقات مع الولايات المتحدة مع تحقيق المكاسب الاقتصادية.

مآلات "صفقة المعادن"

تعد المعادن النادرة عنصرًا أساسيًا في الصناعات الدفاعية والتكنولوجية، حيث تُستخدم في تصنيع الأسلحة، والرقائق الإلكترونية، والبطاريات المتطورة. كانت أوكرانيا تعتمد على السوق الأمريكية لتصدير هذه المعادن، لكن مع تقلبات العلاقات بين واشنطن وكييف، بدأت المحادثات حول إمكانية تحويل الصادرات نحو الاتحاد الأوروبي.

قمة تعكس قلق الأوروبيين

بحسب مصادر دبلوماسية، فإن القمة ستناقش الإطار القانوني والتجاري لهذه الصفقة، إضافة إلى تأثيرها المحتمل على العلاقات مع واشنطن، التي قد تعتبر هذا التحرك تقويضًا لنفوذها الاقتصادي في أوكرانيا.

من جهته، قال جيل كيبيل، المحلل السياسي والخبير في العلاقات الدولية لـ"إرم نيوز"، إن "هذه القمة تعكس قلق الأوروبيين من عدم استقرار الموقف الأمريكي تجاه أوكرانيا". 

وأضاف أنه "بينما يريد الاتحاد الأوروبي إظهار قدرته على اتخاذ قرارات مستقلة، فإنه لا يستطيع تجاهل تأثير واشنطن في المشهد الأمني العالمي". 

خطوة جريئة

واعتبر أن تحويل صفقة المعادن إلى أوروبا ستكون خطوة جريئة، لكنها قد تؤدي إلى احتكاك دبلوماسي مع الولايات المتحدة، خاصة إذا رأت واشنطن أنها تفقد السيطرة على واحدة من أبرز أدواتها الاقتصادية في المنطقة".

ويرى كيبيل أن أوروبا لا تزال بحاجة إلى دعم واشنطن عسكريًا، مما يعني أن أي قرار يجب أن يتم بحذر، معتبرا أن التحدي الحقيقي هو إيجاد توازن بين تعزيز الاستقلالية الأوروبية وعدم إثارة ردود فعل قوية من أمريكا.

سيناريوهات محتملة

ووفقاً لكيبيل فإنه إذا قررت أوروبا تحويل صفقة المعادن بالكامل إلى الاتحاد الأوروبي دون استشارة واشنطن، فقد يؤدي ذلك إلى توترات دبلوماسية وتجارية مع الولايات المتحدة، وربما إلى إجراءات اقتصادية انتقامية من إدارة ترامب.

وأشار إلى أنه يمكن للقادة الأوروبيين التوصل إلى اتفاق وسطي يتيح مشاركة بعض الحصص مع الولايات المتحدة، مع ضمان عقود طويلة الأمد لأوروبا.

وأضاف كيبيل "قد يكون الحل الأفضل هو تعزيز الشراكة بين الاتحاد الأوروبي وأمريكا بدلًا من القطيعة، بحيث يتم توزيع الفوائد بشكل متوازن".

أخبار ذات علاقة

أبرز الملفات أمام قمة لندن

قمة لندن.. مواقف مرتقبة وتحديات (إنفوغراف)

;
logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC